السودان.. الأحداث تتسارع والأزمات في أوجها

0

يشهد السودان بعد إندلاع الثورة السودانية تسارع في وتيرة الأحداث بين عمليات إغتيال لرئيس الوزراء و أزمات متتالية في ظل مساعي لتحقيق السلام مع الحركات المسلحة.

وتمثل الأزمة الاقتصادية إحدى تحديات حكومة حمدوك، خلال الفترة الانتقالية التي بدأت في 21 أغسطس الماضي، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى التغيير، وتستمر 39 شهرًا، تنتهي بإجراء انتخابات.

حيث ظل الاقتصاد السوداني يعاني لأكثر ثلاث عقود وهي الفترة التي قضاها السودان تحت مظلة العقوبات الاقتصادية الأمريكية تحت حكم البشير الذي اطاحته ثورة الشعب السوداني في ابريل الماضي .

وبالرغم من كل هذا الا ان الأخبار في السودان تتمحور حول فيروس كورونا والتخوف من سرعة انتشاره في السودان.

بعد ان اعلن مجلس الوزراء تعليق الدراسة ومنع التجمعات تخوفاً من إزدياد عدد الإصابات عقب تداول خبر وفاة احد المواطنين بالفيروس.

أزمة الخبز في السودان تتفاقم بوتيرة عالية

تفاقمت أزمة الخبز في السودان بعد أن دخلت أزمة الغاز إلى جانب أزمة الدقيق على الخط، ّإذ بات المواطنون يقضون ساعات عدة للحصول على عدد محدود من أرغفة الخبز.

ومنذ الخامس من فبراير الماضي، شهدت عدة مدن سودانية تظاهرات احتجاجًا على انعدام الخبز والوقود ووسائل نقل الركاب.

ويتفاقم الوضع في الولايات البعيدة مثل دارفور حيث ترتفع الأسعار بنحو جنوني دون أن تتمكن السلطات المحلية من السيطرة على الوضع كما نقل موقع القدس العربي.

ويعاني السودان أزمة حادة في تأمين مادتي البنزين والغاز، ما أدى إلى تكدس السيارات أمام محطات الوقود.

بالرغم من دعوة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في وقت سابق، إلى “تكاتف الجميع لتجاوز التحديات التي تمر بها البلاد”.

وتمثل ازمة الخبز رمز لأشعال الثورة السودانية التي اندلعت شرارتها الأولى من مدينتي الدمازين وعطبرة في ديسمبر 2018، بعد إختفاء السلعة من المدنيتين لفترة أسبوع.

ولم تستطع الحكومة الانتقالية حتى الآن، إيجاد حلول ناجعة للأزمة التي لاتبارح مكانها وتتجدد بين فترة وأخرى بسبب عجز البلاد عن توفير موارد كافية لاستيراد القمح.

وخلال الأيام الماضية شهدت مناطق متفرقة من السودان إحتجاجات على انعدام الخبز وعدم توفره في المخابز في ظل تخوفات بقيام ثورة ضد الحكومة الانتقالية.

تعود عبارات الثورة في السودان

“تسقط بس” كانت العبارة التي ملئت شوارع السودان التي أدت لإسقاط الرئيس السابق عمر البشير وعادت عبارة “لم تسقط بعد” لتسيطر على المجتمع السوداني، الذي يرى بعض منه أن الثورة لم تحقق أهدافها.

حيث تزداد الأوضاع المعيشية سوءاً، وتتواصل الأسعار في الإرتفاع بينما تطول الصفوف أمام محطات الوقود والمخابز ومحلات بيع انابيب الغاز.

ووسط هذه الأزمات في السودان، تتجه السلطات السودانية نحو تعويم سعر الصرف الرسمي للجنيه بعد ان أعلن البنك المركزي، تخفيضاً لقيمة العملة المحلية إلى 51 جنيهاً مقابل الدولار، من نحو 45 جنيهاً للفترة.

ورغم أن وزير التجارة والصناعة مدني عباس أكد أن سلسلة توزيع الدقيق تعاني مشاكل الرقابة والمتابعة، إلا أن وكلاء الدقيق أكدوا استعدادهم لضبط المنظومة.

محاولة اغتيال رئيس وزراء عبدالله حمدوك

تضاربت الأخبار في بادئ الأمر حول حقيقة الهجوم الذي تم على رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك فجاءت أول الأخبار أن الهجوم تم عبر تفجير سيارة مفخخة وضعت اسفل كوبري كوبر .

حيث تم تفجيرها اثناء مرور موكب حمدوك غير ان مصادر أخرى اشارت إلى أن الانفجار ناتج عن انفجار عبوة ناسفة.

وجاء على لسان وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، إن الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء السودان ، تعرض لمحاولة اغتيال .

وحدث ذلك مطلع مارس الجاري عبر تفجير إرهابي واطلاق رصاص أثناء سيره من منزله إلى رئاسة مجلس الوزراء، ولم يصب بأي مكروه.

ألقت محاولة الأغتيال بظلالها على الشارع السوداني الذي استنكر عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي  محاولة اغتياله.

وذكر العديد من المعلقين على هذه الحادثة أنها تعتبر بمثابة جرس إنذار بالنسبة لحكومة السودان الانتقالية.

ردود الأفعال

وتوالت ردود الأفعال في السودان من الجهات العامة والرسمية ووصفت قوى الحرية والتغيير بالسودان محاولة اغتيال عبدالله حمدوك  بالهجوم الإرهابي.

هذا ودعت الحرية والتغيير جميع أفراد الشعب السوداني للتوجه إلى ساحة الحرية تعبيرا عن رفضهم لهذا الهجوم.

وكان أول من يتصل من دول العالم ليطمئن على صحة رئيس الوزراء السوداني هو رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وأكد في اتصاله أن ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير التي بدأها حمدوك.

وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية عقب محاولة أغتيال الدكتور عبدالله حمدوك عن حزنها جراء الهجوم وأكدت على دعمها الكامل لحكومة السودان.

وأدانت عدد من الدول الهجوم فقد استنكرت الخارجية اليمنية الفعل كما قالت السعودية أن محاولة الأغتيال هي فعل إرهابي وأدانت اليمن بدورها الجريمة، كما عبرت تونس ومصر قلقهما على الثورة السودانية.

وبعد 48 ساعة من محاولة الإغتيال حطت طائرة اللواء عباس كامل مديرالمخابرات المصرية بمطار الخرطوم، وجاء ذلك بعد إعلان حكومة السودان الاستعانة بأصدقاء من أجل تفكيك لغز محاولة إغتيال حمدوك.

كما حضر للبلاد خبراء أمنيين أميركيين يشاركون في التحقيق في محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التي نجا منها في السودان.

وعقب الحادثة كثف مجلس السيادة من مساعيه لإنهاء نفوذ الموالين للرئيس السابق عمر للبشير، كما إعتقلت قوات الأمن السودانية، أجنبيين مشتبه بهم في محاولة الأغتيال.

كورونا في السودان

لم يسلم السودان من فيروس كورونا حتى من قبل دخوله إلى البلاد وذلك بسبب أزمة الطلاب السودانيين العالقين بمدينة ووهان الصينية المنكوبة والتي بدأت منها شرارة انتشار فيروس كورونا.

وبعدما أقامت عدد من الأسر السودانية وقفة احتجاجية أمام قصر الرئاسة بالعاصمة الخرطوم طالبت خلالها من السلطات المختصة بإجلاء أبنائها العالقين.

بادرت الإمارات بنقل الطلاب السودانيين إلى أراضيها والقيام بالحجر الصحي لهم بمدينة الإمارات الإنسانية.

وبعد فترة أعلنت وزارة الصحة الصحة السودانية بإصابة فيروس كورونا لمواطنين اثنين هما شاب وشابة، وذلك وفق ما ذكره وزير الصحة، أكرم علي التوم ولكنها عادت ونفت هذه الشبهة.

وفي يوم الجمعة 13 من هذا الشهر تسجيل أول حالة وفاة داخل السودان جراء الإصابة بفيروس كورونا بالبلاد، وذلك لرجل خمسيني يدعى فيصل اليأس وكان قد عاد مطلع مارس الحالي من الإمارات.

قام عدد من الوزراء بعد هذا الإعلان بتوجيهات لمواجهة التجمعات الدينية والصلوات لمكافحة كورونا.

ودعت ولاء البوشي وزيرة الشباب والرياضة في بيان صحفي اليوم ، الاتحادات لتنفيذ الموجهات التي تشمل إقامة جميع الفعاليات الرياضية دون جمهور، وتأجيل المؤتمرات والفعاليات الشبابية إلى حين إشعار آخر.

وأصدرت وزارة الصحة أمس بيان أوقفت خلاله الدراسة بجميع المدارس الجامعات لمدة شهر، وتأجيل إمتحانات شهادة الأساس على أن تقام امتحانات الشهادة السودانية الثانوية في مواعدها حتى إشعار آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.