السودان بيت صراع المحاور ومطامع الجيران

طفى علي سطح المشهد السياسي في الآونة الأخيرة الإتفاق الإطاري او التسوية سميه ماشئت والذي حظي بدعم وتأييد دولي كبير جداً من محور أمريكا وأخواتها حتي خُيل للبعض أنه الملاذ والملجى والمخرج الوحيد الذي سيقود السودان نحو الديمقراطية وتحقيق تطلعات الشعب السوداني الثائر.

مع قناعتي التامة بأن هذا الإطاري عاجلا ً ام آجلا سوف يلحق بمصير مبادرة الطيب الجد الغير طيبة حتى وإن تم تشكيل حكومة إطارية لانه يفتقد لمقومات النجاح وذلك لبعده عن خط ثورة ديسمبر المجيدة وتماهييه مع سدنة النظام البائد بالإضافة لهيمنة الأحزاب التقليدية علي مقاليده وحكره عليهم مع الإقصاء المتعمد لقوى الثورة الحية التي تتمسك بقيم ومبادي الثورة والتي لا يمكن أن تنجح أي عملية سياسية دونها.

وقبل أن ينتهي العزاء بأنتهاء مراسم دفن الإطاري دخلت مصر علي الخط معلنة عن مبادرة الحوار السوداني السوداني الذي سوف تستضيفه دولة مصر وفي ظاهر الأمر دعم للحل السوداني بوساطة مصرية ولكن في باطن الأمر الكثير ومن الفتن والمصائب علي السودان وشعبه واهمها في نظري او اخطرها أن هذه المبادرة القصد منها قطع الطريق أمام الحوار السوداني السوداني الذي اصبح في لسان أغلب السودانيين قبل أن تتبناه دولة مصر ويبقى الخيار أمام الشعب السوداني اما القبول بوساطة مصرية لتتمكن هي الأخرى من دس السم في العسل او أن يصبح الحوار السوداني السوداني من المبادرات المنبوذة ولامجال للمطالبة به وهذا المسلك سوف يقود السودان لحالة انسداد الأفق السياسي وقد يقود الأمر الي مواجهات مسلحة وهذا الارجح بحسب المعطيات وفي كل الحالتين مصر عودها راكب.

وبين كل هذا وذاك وفجأه يصل رئيس وزراء دولة إثيوبيا السودان لطرح وساطة آخري ويجري لقاءآت مكثفة مع القوي السياسية وواضح جلياً أن الهدف منها قطع الطريق أمام مصر والمحافظة علي مصالح بلده مع السودان.

وكل هذا التكالب نحو السودان
لا من أجل إستقرار السودان …
ولاحباً في الشعب السوداني ولاشفقة عليه…
ولا من أجل تحقيق ثورة ديسمبر المجيدة…
ولا من أجل سودان الحرية والسلام والعدالة ….
وإنما دليل واضح علي تهديد مصالح البعض والسعي الجاد للمحافظة عليها او كسب المذيد بأستقلال الظروف الإستثنائية التي يمر بها السودان…

وفي هذه اللحظات العصيبة من تاريخ السودان وجب علي الوطنيين المخلصين لوطنهم وشعبهم أن يقفوا سدا منيعا أمام النيل من السودان وقطع الطريق أمام تجار الشعوب وبائعي الضمير والوطنية حتى لايستقلوا هذه الظروف لتحقيق مصالحهم الذاتية والحزبية علي حساب الوطن والمواطن.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.