السودان وإثيوبيا .. صراع الحدود يتجدد وتحذيرات من حرب شاملة
منذ خواتيم الأسبوع الماضي ارتفعت درجت التوتر على الحدود بين السودان وإثيوبيا بعدما أعلن الجيش السوداني أن “ميليشيا إثيوبية” مسنودة بجيش بلادها اعتدت على أراضي وموارد البلاد.
وعلى الرغم من ذلك التوتر خرجت تصريحات من الجانب السوداني والإثيوبي تؤكد على “أزلية العلاقات بين البلدين”، وقال السودان يوم امس الجمعة أن الأزمة تتطلب فتح المجال الدبلوماسي في الوقت الراهن فيما يتعلق بالتصعيد على الحدود.
مقتل ضابط
يوم الخميس الماضي أعلن الجيش السوداني عن مقتل ضابط برتبة نقيب وإصابة 7 جنود آخرين وفقدان جندي آخر، وذلك عقب عملية عسكرية قامت بها “مليشيا إثيوبية” بدعم من جيش بلادها، وذلك وفقًا لما أوردته وكالة (الأناضول) للأنباء، مضيفة أن الهجوم تسبب في مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني عامر محمد الحسن، صباح أمس الجمعة، إن الاتصالات الدبلوماسية لم تتوقف مع إثيوبيا لاحتواء التوتر الحدودي.
وأضاف: “ارتأينا إعطاء الفرصة للدبلوماسية في الخرطوم وأديس أبابا، قبل اندلاع الحرب الشاملة بين البلدين”.
وتشهد المناطق الحدودية بين السودان وإثيوبيا تعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة أديس أبابا، وذلك خلال فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان تهدف للسيطرة على المحاصيل.
“منطقة الفشقة”
التوتر الأخير على الحدود بين السودان وإثيوبيا جاء بعد أيام قليلة لزيارة وفد حكومي سوداني رفيع المستوى إلى إثيوبيا، عقد خلالها مباحثات متعلقة بحدود البلدين.
وفي ختام الزيارة، قالت الخرطوم في بيان، إن “منطقة الفشقة” على الحدود ظلت -منذ فترة طويلة- تشهد تعديات من قبل مواطنين وعناصر من ميليشيا إثيوبية، ولا يوجد نزاع حول تبعيتها إلى الأراضي السودانية، كما أن إثيوبيا لم تدّعِ مطلقاً تبعية المنطقة لها.
وتشهد منطقة الفشقة، البالغة مساحتها 251 كم، أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين خصوصاً في موسم المطر يسقط خلالها قتلى وجرحى.
سد النهضة
وفي الفترة التي تخللها التصعيد الأخير، أكدت وزارة الري السودانية، عدم وجود أي خلاف مع إثيوبيا فيما يخص مفاوضات سد النهضة، وذلك كرد على بعض وسائل الإعلام التي أكدت على وجود خلافات، وكانت الخرطوم قد أكدت في أكثر من مناسبة على عدم تأثير قضية الحدود مع إثيوبيا على ملف مقاوضات سد النهضة.
عوامل مؤثرة
ويرى الصحفي السوداني والخبير في شؤون القرن الإفريقي عبدالمنعم أبو إدريس، أنه “لا يوجد رابط بين التصعيد في الحدود السودانية الإثيوبية وسد النهضة”.
ويمضي قائلًا: “بالنظر إلى تطورات الوضع في الحدود هي ليست جديدة، وتتكرر في ذات الوقت من كل عام لأنها فترة بداية الخريف”. ويضيف: “لكن هناك عوامل أثرت على أن يكون التصعيد ذا صدى أكبر هذه المرة للبلدين”، منها ما يتعلق بإثيوبيا ومنها ما يتعلق بالسودان.
أزمة سياسية
وعلى الرغم من تأكيدات الخرطوم لعدم وجود احتمال يؤدي إلى أزمة سياسية بين البلدين، لا يستبعد مراقبون حدوث هذه الأزمة، سيما وان السودان يرفض اعتداءات من قبل أي “ميليشيا إثيوبية”، هؤلاء المراقبون يستندون إلى أوامر الجيش السوداني لقواته بالانتشار على الحدود لأول مرة منذ ما يقارب 25 عاماً.
ومن ثم جاء تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، عبدالفتاح البرهان للقوات المنتشرة على الحدود الشرقية، ومخاطبته لها قائلاً إن “الجيش لن يسمح لأحد بالاعتداء على الأراضي السودانية”.
لا يوجد نزاع حدودي
ويوضح الصحفي السوداني أبو إدريس أن هذه المناطق التي تشهد اشتباكات يوجد بها عدد قليل من السودانيين، وتفتقر للخدمات “ما جعل الإثيوبيين خلال السنوات الماضية يتغولون عليها ويمارسون الزراعة فيها”.
ووفق المتحدث: “لا يوجد نزاع حدودي، بقدر ما هو فقدان للمستثمرين والمزارعين الإثيوبيين لمصدر دخل كبير لهم بالزراعة داخل الأراضي السودانية”.