السودان والمنظمات الغربية التنصيرية

الإسلام هو الدين الرسمي في السودان، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المسلمين في السودان تبلغ 98%، وينتشر المسلمون في كل بقاع السودان، مع وجود المجتمعات المسيحية في الأماكن التي يكثر فيها النازحون الاجانب وقد قُدّر عدد الجنوب سودانيين الذين نزحوا إلى الشمال هرباً من الحروب الاهلية بأكثر من 3 ملايين منذ عام 2012 تقريبا.

.

المنظمات_التنصيرية:

إن السودان من الدول الأفريقية ذات الأهمية الكبرى في احتواء نشاط المنظمات الطوعية التي تعمل على وجه الخصوص في برامج الإغاثة والكوارث الطبيعية كهدف رئيسي تقوم به، وتعمل هذه المنظمات بموجب قانون الأمم المتحدة الخاص بالعمل الطوعي، ولقد أثبتت التجارب أن هذه المنظمات تعمل في اتجاه يخالف النظم والقوانين الوطنية والدولية المتعارف عليها، مما أضطر الحكومة الوطنية وقتها إلى طرد (13) منظمة من هذه المنظمات لمخالفتها نظم وقوانين العمل الطوعي عبر العمل الاستخباري ونشر التنصير، كما قامت بعض المنظمات بالتدخل في الشئون الداخلية والاتصال بالحركات المسلحة، ومما زاد الأمر تعقيداً التدخل في الشئون العسكرية بدعمها الإعلامي والعقائدي اللامحدود للحركات المسلحة…..

وعندما دعت هذه الجمعيات التبشيرية إلى مؤتمر جامع بنيجيريا عام 2000م والذي كانت مخرجاته (أن تدرك كل إرسالية واقع المجتمع العاملة فيه وأن تنشر كل إرسالية بشارة المسيح من خلال تأصيل المناهج التعليمية والاهتمام بالبحوث الثقافية واستخدام وسائل وأساليب الإقناع عن طريق الخطاب الإعلامي وتوزيع منشورات الكتاب المقدس) اتخذت هذه المنظمات المتنوعة نقاط انطلاق وآليات تستخدمها في الهجوم على الأديان المغايرة لها، عن طريق تفسير المظاهر العقائدية والدينية بالفلسفات اللاهوتية وإدخالها في المناهج التربوية التعليمية ومن جهة أخرى، سعت بعض المنظمات على زعزعة الاستقرار في السودان، واتهامه بالإرهاب وممارسة الرق، وهضم حقوق الإنسان، وذلك بتدبير الحملات الإعلامية التي تهدف إلى تشويه صورة هذا الوطن في المحافل الدولية…

تجاوزات المنظمات التنصيرية

عندما كان قرار جهاز المخابرات العامة طرد ال(13) منظمة وابرزها منظمة (التضامن الفرنسية) والتي كانت تعمل (كقاعدة معلومات) للمخابرات (الفرنسية) والتي (احرقت كل اجهزتها الالكتروني) لحظة (مداهمة مقارها) ومطالبتها (بالمغادرة) وكذلك الحال مع منظمة (التضامن المسيحي) والتي تعتبر واجهة واضحة للمخابرات (الامريكية) والتي كانت هي (الداعم الاساسي للحركات المسلحة) مع التأكيد بأن الداعم الاساسي لهذه المنظمات هي الكنائس رغم تبعيتها لاجهزة المخابرات….لذلك كان لابد من طرد هذه المنظمات وسنذكر بعض الحالات التي استجوبت طرد هذه المنظمات….

في ديسمبر 2004م تم ضبط أربعة صحفيين هولنديين أحضرتهم منظمة لجنة الانقاذ الدولية بنيالا لتوثيق أنشطتها وبحوزتهم صور لقوات (حرس الحدود) قرب المعسكرات وتصويرهم (فيلم مفبرك) عن عمليات (نهب مسلح) لعاملين (بالحقل الإنساني) ومحاولات (اغتصاب نازحات) ولقاءات مفبركة مع (نازحين) علي انهم شهود على (عمليات تعذيب وضرب) بواسطة السلطات الحكومية، وبعد القبض عليهم اعترف الصحفيون بتزويرها للفيلم وتم فتح (بلاغ جنائي) وتوثيق (اعترافاتهم) وتم( حفظ البلاغ) بعد تدخل (السفير الهولندي) وفي أبريل 2006م تم استدعاء منظمة لجنة الانقاذ الدولية بواسطة مدير إدارة المنظمات بجهاز المخابرات العامة ومواجهتها بالمخالفات والتجاوزات ونشاطها الاستخباري والتنصيري وقدمت اعتذارات موثقة وطالبت بفتح صفحة جديدة مليئة بالتعاون ولم تلتزم بذلك مما استدعي طرد المنظمة.

أعد مدير منظمة كير المحلي “باركر” ورقة عبارة عن سيناريوهات لدخول القوات الدولية بديلاً للقوات الإفريقية مع تحليل أمني واستخباري وتحصل جهاز المخابرات العامة علي نسخة من التقرير مما استدعي طرد المنظمة كذلك.

منظمة ضد الجوع الفرنسية هي واجهة استخبارية وتنصيرية، وقد أعدت تقارير ومعلومات استخبارية منها خطاب تم ضبطه من قبل جهاز المخابرات العامة يشير إلى أن منطقة أم الخيرات بدارفور تم ضربها بواسطة قوات حرس الحدود في 5/12/2004م وتم فتح بلاغ جنائي ضد المنظمة وقدمت اعتذار عن ذلك وادعت أنها أجرت تحقيق عن كتابة المعلومات على ورقها وختمه بختمها ولم تتوصل لنتائج بالاضافة الي انها كانت تقوم بدعم حركة العدل والمساواة وتقوم بالعمليات التنصيرية….

تم ضبط منظمة التضامن الفرنسية التنصيرية وهي تقوم بتسليم براميل مليئة بالوقود للحركات المسلحة كدعم للتمرد وتم فتح بلاغ جنائي ثم حفظه بعد التدخلات الدبلوماسية واكتفي جهاز المخابرات بطردها.

منظمة مرسي كورب الامريكية مارست أنشطة لا علاقة لها بالعمل الإنساني بمحلية “الكرمك” بولاية النيل الأزرق حيث أنشأت إذاعة محلية ووزعت راديو باسم راديو المجتمع ويبث في برامجه الكراهية ويحرض المواطنين على الانفصال والتنصير الكنسي مما استدعي طردها.

احصائات لعمليات التنصير في السودان:

وفقًا لدراسة (المؤمنون في المسيح من خلفية مسلمة) وتعتبر الدراسة مرجعية ك(إحصاء عالمي) وهي دراسة أجريت من قبل (جامعة سانت ماري الأمريكيّة) في تكساس سنة 2015 وجدت أن عدد المسلمين السودانيين المتحولين للديانة المسيحية يبلغ حوالي 30,000 شخص تحول معظمهم إلى المذهب الكاثوليكي.

وهو مايجعلنا نفتح باب التساؤل لماذا كانت الحرب وكان التجفيف ضد المنظمات الطوعية الاسلامية بعينها بينما كانت تفتح الفرص للمنظمات التنصيرية منذ العام 2019 من قبل حكومة (حمدوك) مع العلم بان المنظمات التنصيرية اقامت منذ نهاية العام 2019 (23) كنيسة جديدة بولايات دارفور فقط؟؟؟؟

الحلول:

1_اعادة المنظمات والجمعيات الاسلامية التي تم تجميدها وابرزها (منظمة الدعوة الاسلامية).
2_توجيه البحث العلمي لخدمة أهداف العمل الطوعي الاسلامي والمجموعات المستهدفة بصورة علمية.
3_ضرورة تطوير وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام.
4_صياغة البرامج والمناهج الدراسية والتعليمية التي ترتكز على مفاهيم العمل الطوعي الاسلامي وأهميته.
5_دعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل الطوعي الاسلامي مادياً ومعنوياً حتى تستطيع أداء رسالتها وزيادة خدماتها.
6_إقامة دورات تدريبية للعاملين والمتطوعين الذين يعملون في الهيئات والمؤسسات التطوعية.
7_توجيه وسائل الإعلام المختلفة القيام بدور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل الطوعي الاسلامي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته، ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم القبول والاحترام.
8_دعم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الطوعي الاسلامي مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام.
9_استخدام العمل الطوعي في معالجة الأمراض النفسية والصحية والسلوكية.
10_تفعيل الاتفاقيات والشركات بين الجهات الحكومية والأهلية لضمان وصول الخدمات الاجتماعية للمحتاجين .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.