السودان يحتاج العقلاء في هذه المرحلة

في لحظات التوتر هذه ، لابد أن نرتقي لمستوي المسؤولية وواجب الاوطان ، فقد عشنا علي اعصابنا هذه هي حقيقة الاحساس الذي اشعر به منذ الأمس الاربعاء حينما سادت موجة من المعلومات التي تنقل عن قيام مجموعة من أهل القرير بالوقوف ضد تحرك للدعم السريع في المنطقة ، بدأ النقاش كقضية صغيرة وسرعان ما بدأت تتعالي اصوات هنا وهنالك ، ولم يمضي ذلك اليوم الطويل اتخذ الدعم السريع قراره بإصدار بيان ، أفصح فيه عن الكثير من تفسيره لتحركات القوات وأنها كانت بعلم قيادة الجيش ، انتهي الأمر إلي احتشاد مواطني مروي وحدثت مخاطبة من قبل قائد المنطقة ، وصدر بيان صباح اليوم في الساعات الأولى ، وضع هذا البيان جمل من النقاط علي الاحرف ، وزاد من ارتفاع شدة الخوف من انفراط عقد الأمن .

وبدأ كل يتداول البيان هذا وذاك والكل يحلل وينظر ويقرر وبدا المسرح مهيئا لمزيد من الاضطراب والبلبلة ما لم يتدخل العقلاء واصحاب الحكمة والقيادات التي يمكن أن تضبط مسار التطورات القادمة خفضا للتوتر ونزعا للفتنة ، ودرءا لما هو أسوأ ،
هذا الموقف يمثل قطيعة كاملة مع واقع مؤلم ، ارتبط فيه الحدث بلحظة توتر فارغة رفعت من حدة المخاوف ، وجعلت اللحظات تمضي بطيئة مشحونة بالترقب الحذر ،
وفي مناخ كهذا لا يمكن أن تترك وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام متاحة فقط لكل من يرغب في نشر اي احاديث مهما بدت له انها منطقية ولكنها تفتقد الكياسة ، ومنها من يريد أن يضرب الاستقرار ويهدم الوطن علي ساكنيه ، ولذلك نطلق نداءنا لكل ناشط ومؤثر فاعل بأن يبعد قلمه ولسانه عن الانجراف في التيار ، أو الانفعال الزائد الذي يضر يتماسك المجتمع أو يقود الي زيادة حد الخلاف ، وليكن كل منا مهموما بإيجاد المفردة التي تقلل من التوتر .

أن الحفاظ علي الأمن والاستقرار هو الهدف الأول الذي تسعي إليه القوات العسكرية ، ولذلك فإن اللحظة الراهنة توجب عليها أن تحسم خلافاتها بعيدا عن التوتر القائم ، وان تخفض مستوي خلافاتها الي ادني مستوي ، وكل ما نامله أن تصبح كتاباتنا في كل المواقع المختلفة داعية الي إعلاء صوت العقل ، خافضة لصوت الحرب التي لا يريدها اهل السودان وهم أكثر تطلعا الي آمال اخري ،

أن السودان بحسب كل المراقبين يمر بلحظات حرجة تتطلب من الجميع الارتفاع لاعلي مستوي المسؤولية وصدق الاحساس بالوطن ، ما يفرض علي جميع أبنائه الابرار تغليب منطق لغة الحوار والهدوء ،
لنا ثقة أن أبناء الوطن في هذه اللحظة الحرجة سيعرفون في أقوالهم ونواياهم وتضحياتهم التي تتجاوز الذات ، وان الدماء التي اسالتها القوات النظامية في كل السوح هي المدخل لإيجاد المعادلة بين مكوناتها لتجاوز محطة التوتر الحالية ، وهذا ما تلزمنا به قيم الإنسانية والوطن والدين ،

ويبلغ بنا الامل في تجاوز هذه المرحلة ونحن أكثر توافقا بعد أن تكسبنا هذه الأزمة التي لا أعتقد أن السودان قد شهد لها مثيلا ، وتتطلب من الجميع تقدير مصلحة البلد وترك المكاسب الشخصية والحزبية حتي يتجاوز السودان ، وتعود الي نفوسنا الاحساس بالامان المفقود .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.