أغلقت الضفة الغربية من قبل السلطات الإسرائيلية اليوم الأربعاء وشمل الإغلاق أجزاء من الضفة ضمن خطوات إسرائيل للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الدفاع.
وبحسب وكالة “ أ ف ب ” فقد قال مدير القسم الدولي في وحدة وزارة الدفاع الإسرائيلية المشرفة على الأنشطة المدنية في الأراضي الفلسطينية “كوغات”، يوتام شيفر للصحافيين “تم اليوم إغلاق الضفة الغربية”.
وأتخذ القرار بحسب شيفر، بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية في رام الله، وهو ما أكده الناطق باسمها . وأشار شيفر إلى استمرار إغلاق المعبر بين إسرائيل وقطاع غزة. ويعمل في إسرائيل نحو 70 ألف فلسطيني من مختلف مدن الضفة الغربية ، يعبرون الحواجز ذهابا وإيابا بشكل يومي.
العمال الفلسطينيون
وفيما يخص العمال الفلسطينيين الذين يعملون في المستوطنات الموجودة في أماكن متفرقة من الضفة الغربية فسيسمح لهم بالدخول إليها يوميا، وفق شيفر. وتعليقا على استمرار دخول العمال الفلسطينيين إلى المستوطنات، أكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم رفض هذه الخطوة. وقال ملحم “نرفض هذا الإجراء، نحن حذرنا وطلبنا من العمال عدم الذهاب إلى المستوطنات لأنها أصبحت بؤرا للوباء”.
ولفت رئيس القسم الدولي في “كوغات” إلى السماح للفلسطينيين الذين يعانون أمراض خطيرة من دخول إسرائيل بغرض العلاج. في حين نوه إلى عدم قدرة الأجانب الذي يعيشون في إسرائيل على الدخول إلى الضفة الغربية.
ويعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات مقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية ، والمستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، ويرى الفلسطينيون أنها مقامة على أراضي دولتهم المستقبلية.
إسرائيل تنسق مع فلسطين
وأعلنت كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية قيودا صارمة على تنقلات الأشخاص لمكافحة الفيروس. وأحصت إسرائيل حتى اللحظة 427 إصابة بالفيروس المستجد مقابل 44 إصابة في الجانب الفلسطيني، بدون حصول وفيات. وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الأربعاء عن إجراءات جديدة لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد .
وأكد اشتية في بيان منع التنقل بين مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور جنوب الضفة الغربية ومنع حركة الحافلات بين المحافظات. وطلب اشتية من أهالي القرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية عدم الوصول إلى مراكز المدن الرئيسية “إلا للضرورة القصوى”.
وشدد رئيس الوزراء على أهمية التقيد بالحجر الصحي المنزلي و”من يخالف ذلك يضع نفسه تحت طائلة المسؤولية”. وكانت الحكومة الفلسطينية أعلنت مساء الثلاثاء منحها العمال مهلة ثلاثة أيام لإثبات مكان إقامة لهم داخل إسرائيل أو البقاء في منازلهم في الضفة الغربية. وقال ملحم إن هذا القرار يسري على جميع الفلسطينيين لكنه “يستثني الحركة التجارية وهي استثناءات قليلة جدا”.
وتابع أن قوات الأمن الفلسطينية ستقف عند المعابر وعلى الطرق الرئيسية في مدن الضفة الغربية وتمنع العمال من التحرك. وبحسب ملحم “كل هذا بالتنسيق الكامل مع الجانب الإسرائيلي (…) هناك غرفة عمليات مشتركة للتنسيق في موضوع كورونا على أعلى مستوى”.
إسرائيل تستعين بالأمن
ووشوهد آلاف العمال الفلسطينيين الأربعاء خلال مرورهم عبر الحواجز الفاصلة بين إسرائيل والضفة الغربية . وحمل العمال الذين سيمكثون خلال الفترة المقبلة داخل إسرائيل، حقائب كبيرة وأغطية النوم. كما وأعلنت إسرائيل عن استعانتها بجهاز الأمن الداخلي لجمع بيانات المواطنين من أجل مكافحة الفيروس. ولاقى هذا القرار انتقادات مراكز حقوقية. ورفضت القائمة المشتركة التي تمثل غالبية العرب هذا الإجراء. وقال مركز العدالة القانوني الأربعاء إنه قدم التماسا للمحكمة العليا باسم القائمة ضد هذا الإجراء.
ومنعت الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء السكان من مغادرة منازلهم لأسباب “غير ضرورية” وأوقفت المواصلات العامة اثناء الليل وشددت الاجراءات الصارمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
