الغذاء العربي التقليدي.. اهتمام متعاظم وتراث صعب الاندثار
ينتهي اليوم الاثنين ” مؤتمر الأغذية التراثية والتقليدية” في دورته الثانية والتي أقيمت هذا العام في عمّان في فندق “مونبيك” .
اختلاف الهويات
ومن المتعارف عليه فإن المنطقة العربية عموماً لديها اهتمام متعاظم بتاريخ الغذاء العربي التراثي والتقليدي الذي يوضح أختلافه هوية كل منطقة عن الآخرى، كما أنه يُعتبر صناعة غذائية خالصة في بعض البلدان .
كما أن تاريخ الغذاء العربي التراثي يسهم بشكل أو بآخر في عكس ثقافة البلاد التي ينتمي إليها، وهو ما يساهم في تعزيز الثقافة المحلية للدول العربية عالمياً كما أنه يسهم في التعريف الدقيق بتاريخ تلك الدول ونهضتها مع صناعة الغذاء التراثي أو التقليدي .
وتعمل مثل هذه المؤتمرات في التنقيب والبحث في تاريخ الثقافة الغذائية في المناطق العربية عموماً، إذ أن كل منطقة يوجد فيها نوع مختلف من الغذاء التراثي .
ويعتقد بعض الباحثون في مجالات الأغذية بأن بع البلدان العربية ارتبطت ثقافتها الغذائية بثقافة المستعمر الأجنبي في إعداد بعض الوجبات في ذلك الوقت .
وهو ما ذهب إلى عدد من الباحثين الذين يرون بأن الاستعمار كان له دور كبير في تطوير ثقافة الغذاء العربي في بعض الدول العربية .
الاهتمام بالنشأة
ويعمل المتواجدون في المؤتمر في كل عام في الحديث عن نشأة الغذاء التراثي ومدى الاهتمام به في كل دولة عربية عن الآخرى، كما أن المؤتمر يتناول العادات والتقاليد بجانب الطقوس التي تُقدم في كل دولة فيما يتعلق بالتراث الغذائي .
ويعمل المؤتمر أيضاً على عكس هوية كل دولة عربية في ثقافتها العربية، والوسائل والطرق التي تستخدم من أجل الحفاظ على هذه العادات الثقافية الغذائية التي تسهم بشكل كبير بالتعريف بتاريخ المنطقة أو الدولة المعينة .
ومن الواضح بأن بعض الدول أولت اهتماماً متعاظماً لتطوير ثقافتها المحلية الغذائية، وهو الأمر الذي يعمل بشكل مباشر على تكوين أرضية خصبة للصناعات الغذائية التراثية المحلية ما يسهم في إنعاش الاقتصاد عن طريق تقديم هذه الوجبات للسياح في المناطق المختلفة .
تعزيز ثقافة الغذاء التراثي
ويجمع الكثير من المهتمين بمجالات الأغذية العربية المختلفة بأن مثل هذه المؤتمرات لا بد من أن تقام على أكثر من مرة في العام، وذلك يأتي في إطار الاهتمام بالتاريخ الغذائي التقليدي للدول العربية عموماً .
ويرى بعض الخبراء بانه في الأونة الاخيرة في العديد من الدول العربية نشطت المائدة الخاصة بالطعام التقليدي وذلك يرجع إلى التأثير المباشر لفيروس كوفيد 19 على حياة المواطنين .
إذ أن إغلاق الأسواق ساهم في الرجوع إلى الوجبات التقليدية القديمة في العديد من دول الشام والمنطقة العربية عموماً، وذلك يأتي في ظل التخوف الذي يحدث عند الأسر من أن الطعام الذي يأتي من الخارج قد يحتوى على الفيروسات التي تجعل الإصابة بـ ” كوفيد 19 ” أو كورونا واردة .