الغرب و فولكر وحربهم على الإسلام

الدكتور فولكر هو رئيس البعثة الأممية في السودان والتي حلت بالسودان في غفلة من الزمن بطلب من رئيس وزراء الفترة الانتقالية القحتاوي الدكتور عبد الله حمدوك بإيحاء من سفير بريطانيا السابق صديق عرفان، لتكون مقدمة لقوى في الفصل السابع وقت ما حان ذلك.
وتم اختيار فولكر لرئاسة هذه البعثة بعد تمحيصٍ، لأنه تنطبق عليه كل مواصفات الشخص الغربي الذي ينفذ المشروع الاستعماري الغربي وفي بلد به اثنا عشر نهراً ومائة وأربعون مليون رأس من الماشية ومائتا مليون فدان أرض صالحة للزراعة، ويقوم على مناخات مُتعدِّدة، ويمتاز بموقع جوسياسي خطير ورابط بين شمال وجنوب أفريقيا، وفيه من الموارد ما ليس موجوداً في غيره من بقاع الدنيا وبكميات مهولة جداً.
واُختير هذا الألماني بعد أن جُرِّب في سوريا والعراق ووجد أنه أكثر شخص مُؤهّل لتنفيذ المشروع الغربي الاستعماري الجديد ليخدم أغراض أمريكا والترويكا في محطة السودان.
وجاء فولكر وسلم مفاتيح السودان من بعض عملاء من أبناء السودان ليُسهِّلوا مُهمّته عبر غطاء المدنية والتحوُّل الديمقراطي والعلمانية وفي ظل ضغط شديد على المؤسسة العسكرية مع تحريمها، لأنها الضامن الوطني المؤتمن في ظل ظروفنا هذه.
جاء فولكر واختار له طاقم عمل من الفاقد الوظيفي من عجائز أوروبا كروزليندا سفيرة بريطانيا السابقة وغيرها، وبدأ تنفيذ مشروعه المسموم، وتمدد حتى بدأ يطلق التصريحات الضخمة والمحشوة، منها التصريح الخطير الذي قال فيه إنه لا يفاوض الإسلاميين، وطبعاً هو في الظاهر يقصد الإسلام السياسي ولكن حقيقة الأمر هو يقصد كل مسلم في السودان، وهو مشروعه قائم على محاربة الإسلام لأن الإسلام مشروع دين ودولة وثورة ومشروع تعبدي وتحرري، فهو في المحراب وفي الركاب.
والإسلاميون ليسوا فقهاء مساجد فقط، ولكن هم مشروع تحرري عام، وهم في السودان لهم دورٌ كبيرٌ في الوعي الجمعي والفردي والكمي والوطني. إذن هو لا يستطيع أن يقصيهم من الحياة العامة، ولا من الشارع السوداني، ولا من شأن إدارة بلدهم، ولذلك فولكر يعني الإسلام عموماً والمسلمين عامة في السودان بما في ذلك الإسلام التعبدي التقليدي، فهو يستهدف الطرق الصوفية والطوائف والخلاوي وطلاب العلم الديني، ولكن لا يستطيع أن يقول ذلك صراحةً لأنه مُرٌ حنظلٌ، ولذلك غلّفه كحبوب الكلوروكين علاج الملاريا ليسهل بلعه!!
إذن معروف ماذا يقصد فولكر بعدم محاورة الإسلاميين وهو يتحدث عن بعض ولكن يقصد الكل.
ثانياً من أنت حتى تحدد للشعب السوداني من يحكم ومن يبعد من الحكم وانت مشروع مسهل وليس وسيطا ولا متخذ قرار.
إذن ليس من حقك أن تتدخل في شأن داخلي سوداني وليس في تفويضك الذي جاء بك الى السودان وأنت أصلاً تركت تفويضك من زمان ودخلت في اللحم الحي للأمة السودانية.
ولأنك تعتقد أنّ السودان هم العملاء الذين يلتفون حولك وتبيع لهم الوهم الغربي، ولأنك لا تعرف السودان والسودانيين، ولذلك تتحدث على مقاس هؤلاء الذين يلتفون حولك ويأكلون في موائدك!!
إن الإسلاميين مشروع وطني تحرري قاد كل الثورات السودانية ضد الاستعمار، فالمهدي الكبير مشروع إسلامي تحرري لأنه لولا ذلك المشروع لم يلتف حوله كل السودان، ولم يظهر قادة عظام كالتعايشي والنجومي وحمدان أبو عنجة ودقنة وكافوت ويونس الدكيم والزاكي طمل، ولم يهزم الإنجليز، لأنه دنقلاوي من جزيرة لبب في أقاصي شمال السودان، بل لم يقد قوة مُقاتلة فتحت الخرطوم وهزمت الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عنها ولم يقطع رأس غردون!!!
إذن الإسلام في السودان ثورة ودولة وعبادة، ولذلك عليك أن تقرأ تاريخ السودان كله ثم المعاصر منه لتتعرّف على الشعب السوداني عن كثب. أما الذين يأكلون في بواقي موائدك هؤلاء هم الخبوب والخمل ووعثاء وكآبة المنظر، ولذلك لا تقس عليهم، وأعرف أن الأمم الحية تضعف ولكن لا تموت وتتجدّد ولكن لا تتبدّد!!!
أما الكلام عن الإسلام السياسي هي تعابير مقصودة لتمرير مشروعات استعمارية في ظل حرب على التيار الوطني المقاوم الواعي وهذه تمر على الإضينة والروبيطة والمنبت.
أيها الفولكر، السودان شعبٌ ودولة صناع مجد وقادة لأفريقيا، لا يغرنك حاله الآن، غداً سيكون مارداً جبّاراً عظيماً وحواء السودان لا تعقر.
نصيحتي لك، تعامل قدر تفويضك وإياك والتصريحات الشتراء، أنت موظف في الأمم المتحدة جاء بك قرار يُمكن أن يلغى في أي وقت أو أن يهب اهل السودان ضدك وتخرج مطروداً، وأعلم يا هذا أن الإسلام في السودان ليس المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية، ولكنه دين ودولة وبرنامج حياة متكامل وهو ثابتٌ ويتجدّد ويتمدّد في كل حين.
إن المسلمين في السودان لا يحتاجون أن تحاورهم أنت، وهم هذه أرضهم ووطنهم وباقون ومزروعون فيه على ظهره وفي باطنه، وأنت موظف أممي جاءت بك وريقات صفراء أي وقت ممكن يقال لك مع السلامة ورِّينا عرض أكتافك وخاصّةً في ظرف العالم اليوم.

مسار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.