الفترة الانتقالية في السودان .. منعرج خطير يهدد بانقسام التحالف المدني

من الواضح أن الفترة الانتقالية في السودان تمضي دون حدوث اضرابات عديدة من شأنها التأثير على العملية السياسية في البلاد، حيث كان آخر هذه الاضرابات هو تجميد حزب الأمة القومي لعضويته في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير.

هذا التجميد فتح الباب واسعًا أمام عديد التكهنات بشأن عمق ومدى الأزمة الداخلية التي يمر بها التحالف المدني والذي يعتبر ضلع أساسي من مكونات السلطة بالبلاد.

خطوة حرجة

ولعل الخطوة التي قام بها حزب الأمة، تحت زعامة الصادق المهدي، أدت إلى إحراج قوى الحرية والتغيير، وذلك على خلفية أن الحزب أكد على تجميد نشاطه لمدة أسبوعين حتى تحدث إجراءات إصلاحية في هيكلة التحالف المدني.

وبدأت التكهنات تتزايد حول مصير التحالف الذي عانى من انقسامات كبيرة الفترة الماضية.

ولعل خطوة حزب الأمة الأخيرة، فضلًا عن كونها هزت أركان التحالف الذي أسقط نظام الرئيس عمر البشير في أبريل من العام الماضي 2019، فتحت الباب كذلك أمام عدد من الملفات المسكوت عنها فيما يتعلق بالمنهج الذي على أساسه يدير التحالف العملية السياسية، والتي يصفها البعض بأنها تميل نحو المحاصاصات الحزبية.

الدعوة لمؤتمر تأسيسي

وفي بيان حزب الأمة، جاء فيه تقديمه للدعوة إلى قيام مؤتمر تأسيسي لجميع القوى المنضوية تحت قوى إعلان الحرية والتغيير، من أجل دراسة  واعتماد عقد اجتماعي لإصلاح مؤسسات الفترة الانتقالية لتحقق مهامها الواردة في الوثيقة الدستورية.

وذكرت صحيفة (العرب اللندنية) وجود تسريبات خلال الأسابيع الماضية، تفيد بعزم حزب الأمة على تكوين تحالف سياسي آخر، يهدف إلى استمالة الجانب العسكري في مجلس السيادة لدعمة، سيما وأن الصادق المهدي ظل على الدوام يحذر من الأداء السيئ للحكومة، مطلقًا تصريحات مثمنة للدور الذي يقوم به المكون العسكري.

تأييد أحزاب أخرى

ووفقًا لذات الصحيفة، فإن حزب الأمة حظيّ على تأييد 15 حزبًا وتنظيمًا سياسيًا ومجتمعيًا من المكونات  داخل إعلان الحرية والتغيير وخارجه، في المطالب التي قدمها، وقد يلجأ إلى التنسيق معها بشكل منفصل، حال رفض مقترحاته، باعتبارها تحظى برضاء نسبي من لجان المقاومة التي لديها حضور واسع في الشارع.

وصرح عضو المكتب السياسي لحزب الأمة، إمام الحلو، بأن حزبه لا يسعى للانسحاب من التحالف المدني، وليست لديه أي حسابات خاصة، سوى أنه قدم مقترحًا بهدف تطوير آليات العمل بالطريقة التي تمكن من المحاسبة على النجاح والإخفاقات، مشيرًا إلى أن تلك المطالب لم تحظ بموافقة بعض الأطراف في قوى الحرية والتغيير والتي ترغب في استمرار الأوضاع كما هي.

عيوب الحرية والتغيير

ومع بدأ الفترة الانتقالية في السودان ، ظهرت بعض العيوب المأخوذة على تحالف الحرية والتغيير، منها اضطراب موقف قيادته السياسية والاقتصادية، وعدم تناول ملف المفاوضات مع الحركات المسلحة بطريقة منهجية، ما أدى إلى فسح المجال لمطالبات “تعجيزية” من القوى المسلحة، واختلاف في اختصاصات مؤسسات الانتقال وتجاوز الوثيقة الدستورية التي تقف عليها كل ترتيبات الفترة الانتقالية.

واعترض حزب الأمة، الثلاثاء الماضي، على ترشيحات التحالف للولاة المدنيين الجدد بدلا من العسكريين، وشدد على أن يكون الاختيار على أساس السند الشعبي وبعيدا عن المحاصصة.

انقلاب

أثارت تغريدة على تويتر، للقيادي بتحالف الحرية والتغيير، خالد عمر يوسف، المعروف بـ”خالد سلك”، مساء الأربعاء، ردود فعل واسعة، حيث ألمح إلى وجود قوى سياسية عديدة داعمة لانقلاب ما، من داخل التحالف.

وجاءت هذه التغريدة بعيد إعلان حزب الأمة القومي تجميد عضويته في تحالف قوى الحرية والتغيير. وأكد “سلك” أن حزبه (المؤتمر السوداني) باق داخل التحالف، وسيظل داعما للحكومة الانتقالية، قائلا “سنمضي في هذا الطريق حتى يكتب لثورتنا النجاح أو نذهب للمشانق عبر الانقلاب الذي تخدمه قوى عديدة بوعي أو بدونه”.