اللاجئون السوريون في لبنان .. بين مطرقة احتياجات رمضان وسندان الجائحة

لاجئون سوريون داخل إحدى المخيمات UNHCR
0

اللاجئون السوريون في لبنان يدخل عليهم شهر رمضان هذا العام وسط ظروف استثنائية يعايشونها لأول مرة منذ بداية رحلتهم مع المعاناة.

رمضان هذا العام تختلف أجواءه في جميع دول العالم، فبلا شك مع تفشي جائحة كورونا تغيرت العديد من المظاهر، ويبدو أنه أصعب رمضان يحل على اللاجئين السوريين في لبنان.  

وهنالك اهتمام متعاظم هذه الأيام بمحاربة الفيروس المستجد، والذي أشغل العالم أجمع، إلا أن هذا الاهتمام أنسى دول العالم أن هنالك عائلات سورية فرت هاربة من الحرب لتجد نفسها في الخيام وبحاجة ماسة إلى الرعاية أكثر من أي وقت مضى.

كيف سنصوم هذا العام؟

اللاجئون السوريون في لبنان هذا هو رمضان التاسع الذي يدخل عليهم، وهنالك فرق كبير بين من يسكن تحت سقف بيته في وطنه ومن يعيش في خيمة ملفوفة بأكياس من النيلون، ثبتّت بدواليب (إطارات) السيارات، لتتحدى الفصول الأربعة.

ومن منطقة القصير اعيش حنان الزهري بمخيم اللاجئين في عكار (شمال لبنان)، وتقول في حديثها عن أوضاعهم مع دخول شهر رمضان المبارك: “في أغلب الأيام لا نملك ثمن ربطة الخبز، والمساعدات شبه غائبة منذ 10 أيام تقريبًا حصلنا على كرتونة إعاشة، لكنّها لا تكفي لإطعام أولادي العشرة”.

وتساءلت: “كيف سنصوم هذا العام.. لا نعلم وفي الأساس نحن نشتهي الخبز، ناهيك عن غياب الوقاية من كورونا“.

وختمت والدمعة في عينيها: “المُسلّم الله هو يعلم كيف يدبّر أحوالنا”.

أصعب سنة

ومن منطقة البويضة، تحدث الشيخ رشيد صطوف (60 عامًا) عن الأوضاع التي تمر عليهم خلال هذه الأيام، وقال في حديثه وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء إن الوضع هذه السنة يعد أصعب سنة تمر على اللاجئين.

ويؤكد أن مؤنة رمضان لهذا العام لم يتم توزيعها عليهم، على عكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة،

وتابع: “انظروا إلى وجوهنا.. الحزن والألم يتحكمان بنا، وما زاد الطين بلّة جائحة كورونا التي فرضت علينا البقاء داخل الخيم”.

واستطرد: “فقدنا البهجة.. لا أتحدث عن بهجة هذا الشهر الفضيل، وإنّما الحياة بأكملها”.

شبح كورونا

بالتأكيد فإن انتشار فيروس كورونا وما ترتب عليه من تداعيات ألقت بظلالها على عائلات اللاجئين في مخيمات اللجوء، مما تسبب لها بزيادة معاناتهم بسبب الجوع والفقر.

ويقول فاضل شحادة (62 عامًا) إن رمضان هذا العام يمر عليهم بدون طعم او لذة، حيث تغيب الأجواء الرمضانية عن مخيمهم، فضلًا عن إغلاق المساجد للحد من تفشي جائحة كورونا.

ويمضي في القول: “الظروف المالية صعبة للغاية، وهذا الأمر ينعكس علينا بشكل سلبي، إذ لا نستطيع تأمين ربطة الخبز مع توقف الأعمال”.

بنبرة صوت عالية، قال شحادة: “انظروا إلى وجوهنا.. دموعنا لا تنشف، نحن نعاني الويلات مع غياب المساعدات.. كيف أعيل أولادي الـ 13 اتكالي على الله”.

مبادرات فردية

الناشط والمتطوع في جمعية “سوا منوصل”، تامر الشويرتاني، فيؤكد على وجود مبادرات فردية تجاه اللاجئين وصلتهم بحلول الشهر الفضيل، حيث تقوم جمعيتهم بتولي أمر التوزيع.

ويمضي قائلًا أن: “المساعدات تأتي على سبيل مواد غذائية أو مساعدات ماديّة، ونحن نقوم بشراء كلّ ما يستلزم اللاجئين من خبز ومواد أساسيّة”.

ويشدد الناشط والمتطوع على أن هنالك ظروف اقتصادية صعبة يمر بها الشعب اللبناني بهذه الفترة، إلا ان روح النخوة والشهامة بحسب قوله تنعكس إيجابًا على هؤلاء اللاجئين البسطاء وتحديدًا في شهر رمضان المبارك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.