المشكلات تواجه الزراعة في السودان

0

بينما حذر خبراء سودانيون من فجوة غذائية وشيكة قد تضرب أنحاء متفرقة من السودان، قررت الحكومة منع تصدير الذرة إلى خارج البلاد على الأقل في الوقت الراهن.ففي حين تعانى أجزاء من شرق وغرب وأواسط البلاد من فجوات غذائية بدت معالمها منذ نحو شهرين، اتجهت أسعار الحبوب الغذائية إلى الارتفاع ما دفع بعض الولايات لطلب إمدادات عاجلة لمواجهة ما تعتبره أزمة غذائية جديدة.وبالمقابل فإن معدل هطول الأمطار لم يكن في المعدل المطلوب للزراعة المطرية، الأمر الذي دفع خبراء زراعيين واقتصاديين إلى دعوة الحكومة لإيجاد معالجات سريعة لوقف ما يسمونه خطر المجاعة.غير أن الخبير الزراعي الدكتور عبد القادر علي اعتبر أن هناك سوءا في ترشيد استخدام الزراعة بجانب عدم الاهتمام الحكومي بهذا المجالفي حين اعتبر الخبير الاقتصادي حسن ساتي أن الأزمات الغذائية ربما تهدد الأمن الغذائي في البلاد، مشيرا إلى أنها نتجت عن “فشل السياسات الحكومية في جعل الأمن الغذائي أولوية رئيسية”.

وحذر ساتي من أن ذلك قد يدخل البلاد في ضائقة حقيقة تتطلب المزيد من الأموال لاستيراد الغذاء ما لم تغير الدولة من تلك السياسات وانتهجت سياسة دعم الزراعة بدلا عن بذل الأموال للشراء من السوق العالمية.

وقال إن غياب الإستراتيجيات الزراعية جعل أزمة الغذاء الداخلية أزمة مزمنة، معتبرا أن اعتماد البلاد على زراعة مطرية متذبذبة ورصد أموال قليلة من قبل الدولة للمخزون الإستراتيجي وعدم وجود معلومات حقيقية لتحديد الإنتاج والاستهلاك، عقبات رئيسية تقف ضد تأمين غذاء السكان

إشكالات الإنتاج
من جهة أخرى، أشار المدير العام للشركة العربية السودانية للزراعة عمر مرزوق إلى أن أبرز الإشكالات التي تواجه الشركة في مجال الزراعة المطرية هو عدم توافر التمويل قبل وقت كافٍ من بدء موسم الزراعة، وعدم توطين الآليات الزراعية في العملية الإنتاجية، وعدم تأهيل الدولة شبكات الطرق داخل المشاريع الزراعية، الأمر الذي يؤدي إلى تلف المنتوج تحت زخات المطر في مناطق الصعيد بالنيل الأزرق

وعلق الجاك على مخرجات اجتماع أمناء الزراعة في الحزب الحاكم بقوله إن الحكومة تتحدث عن زراعة مساحات خيالية في حين أن المساحة المزروعة فعليا تتراجع، فمنذ إجازة قانون مشروع الجزيرة عام 2005 وحتى الموسم الزراعي 2013 لم يتجاوز متوسط المساحة المزروعة بالقطن 
خمسين ألف فدان (21 ألف هكتار).

واعتبر رئيس تحرير صحيفة صوت الفلاح أيوب السليك أن أمناء الزراعة بالحزب الحاكم كانوا معنيين في لقائهم الأخير بوضع آلية لحسم النزاعات بشأن الأراضي، لأن تلك النزاعات تعرقل خطط الاستثمار الأجنبي في المجال الزراعي، وأضاف السليك أن مساحات كبيرة من القطاع الزراعي المطري خرجت من دائرة الإنتاج بسبب شح الأمطار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.