المشهد السياسي عودة عباس الغير معلنة وزيارة مفضل



وزيارة مدير المخابرات السوداني للكونجرس
وخطاب البرهان في الدمازين
١/اعتقد ان التأثير المصري في الاحداث في السودان اصبح محوريا وان عودة عباس كامل للسودان مره اخري في زياره غير معلنه لها مداولاتها كما تغيير كل من السفير والقنصل المصري لها مداولاتها ايضا لمواكبة المرحلة القادمة وتدل ان خط جديد في الطريق لمواجهة الاطاري الذي عزل مصر والذي هو في طريقة للموت
بل اكاد اجزم ان تغير موقف السفير الامريكي الاخير ودعوته لتوسيع المشاركة( بعد ان كانت امريكا غير راضيه عن اداء سفيرها في السودان الذي لم يحقق الاستقرار المنشود من امريكا ) والراي الجديد هو وليد استشارات امريكية مصرية فمصر هي المستشار الاول لامريكا في الملف السوداني وامريكا لا تتخذ قرار استراتيجي في السودان الا بعد التشاور مع المخابرات المصرية لانها الإدري بالملف السوداني
٢/ ودعوة مدير المخابرات السوداني للكونجرس ( وهي اعلي دعوه رسمية لمسؤول سوداني منذ السقوط من جهه رسمية ممسكه بملف السودان بل ملف افريقيا كلها وهو الكونجرس ) وذلك بالتزامن مع دعوة السفير الامريكي تغيير نهجه والدعوه لتوسيع المشاركة هو رضوخ لوجهة النظر المصرية ( لا استقرار في السودان دون اجماع وطني ولا استقرار يعني ضياع المصالح الامريكية والمصرية والسودانية بالطبع )
اعتقد ان عودة مدير المخابرات السوداني من امريكا تعني الكثير بالنسبة لملف التسوية فالامر لا يحتاج رأي المخابرات المصرية فراعي الغنم في البادية يعلم ان طريق فولكر ( وهو يمثل الرأي الماسوني المتشدد ) بالاعتماد مشروع السودان الجديد (مشروع الاستئصال ) واعتماده علي اقلية للتحكم في مستقبل السودان بالتصور الجديد وتغيير هويته والتحكم في ثرواته هو طريق التجربه علي الارض اوضحت ان مصيره الفشل المحتوم
لانه طريق اعتمد علي رأي الموقعين المبني علي رغبتهم في اضعاف المؤسسه العسكرية وجهاز المخابرات واستهداف الهوية الاسلامية للشعب وهذه استراتيجية لا يمكن ان يتبناها عاقل ( لا يملك قوة عسكرية او مالية او ثقل سياسي او حنكه وذكاء سياسي فكيف سوف ينفذ اجندته هذه وسط امواج من المعارضين ) كوالبرهان يقول عنهم في الدمازين ( انهم لا يعرفون الجيش ضكر ام انتايه في كناية لضعف الرؤية الاستراتيجية والسياسية والمعرفية ) ورغم ذلك هم مستشاري فولكر في مشروعه الاستئصالي الذي صادف هوي زعيمهم ياسر عرمان الذي ظن انه قرنق الجديد لذلك مسار خطة فولكر مصيرها الفشل كما يعلم الجميع
٣/ الايام القادمة سوف تشهد مسار امريكي جديد بناء علي المشوره المصرية لاعتماد سياسة ( المصالح المشتركة ) لكي يصلوا الي غايتهم الاستراتيجية وهي ( الخرطوم مركز القيادة العسكرية الافوكوم ومركز للسيطرة علي الثروات الاقتصادية الافريقية اسعافا للاقتصاد الامريكي المنهار ) وهذا لن يتم الا عبر استقرار دائم في السودان تحققه المصالح المشتركة الشي الذي لا يحققه مسار فولكر المتغطرس الذي يدعو لتغيير شامل وخلق تركيبة موالية للغرب دون فهم لطبيعة التركيبة السودانية
٤/ اعتقد ان الاجماع الذي تدعو له مصر سوف يتحقق في النهاية بدخول التيار الديمقراطي في العملية السياسية بعد بوادر فشل الاطاري بصورته الحالية وسوف يكون نداء السودان ( معارضة مساندة ) والجيش سوف يبقي بوضعة الحالي كقوة اساسية تعتمد عليها امريكا في المرحلة القادمة ولا تسمح اطلاقا بضعفه او تفكيكه هو وجهاز المخابرات والخاسر هو الدعم السريع الذي لا يلقي سندا لا من مصر او امريكا او من الجيش السوداني ومصيره الدمج لا محالة في جيش قوي هو الحليف الاساسي لامريكا في السودان مستقبلا ( امريكا لا تعتمد الا علي الاقوياء كحلفاء وهي غير معنية كثيرا بالديمقراطية في افريقيا كما يظن البعض فقط مصالحها الاستراتيجية اولا واخيرا)
٥/ اما الموقف السياسي فمن المتوقع ان يخوض الانتخابات القادمة حزبان اساسيان هما التجمع الديمقراطي وتجمع نداء السودان مع وجود كيانات اقلية علمانية معارضه ككيان ثالث ( وهذا هو اهم انجازات مرحلة ما بعد السقوط ظهور حزبان كبيران توجهما اسلامي بدلا من ١٠٠ حزب قبل السقوط ) وهذا هو الاستقرار السياسي المطلوب من قبل امريكا ( والذي تشكل كنتاج للحرب علي الاسلام من قبل قحت وشعور الجميع بالخطر )وليس هنالك سيناريو اخر يمكن ان يخلق الاستقرار المطلوب لامريكا والسودان ومصر افضل من الوضع العسكري والسياسي الذي هو الان اذا وظف في الاتجاه الصحيح
لذلك البرهان دائم الحديث ان الاطاري الشامل الذي يلبي رغبة الاغلبية هو فرصة لن تتكرر لتحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية
لكن يبقي الاعتماد الاول او الشريك الاول بالنسبه لامريكا ومصر والشريك الاقليمي والعالمي هو المؤسسة العسكرية والامنية كما هو واضح بالنسبة للاستراجية المخابرات المصرية مع الاحتفاظ بعلاقات متوازنه مع الحزبان الكبيران علي الساحة
اما حزب الامه المتحالف مع قحت فمن المتوقع في حال سقوط الاطاري الانضمام للكيان الديمقراطي
٦/ ان الاحداث منذ السقوط من قبل العدو هدفها واحد وهو السيطرة علي المركز في الخرطوم من قبل المخابرات الامريكية وصولا الي تامين مصالح امريكا الاقتصادية والعسكرية في افريقيا كما اوضحنا وقد تم استخدام قوش مستغلين طمع قوش للجلوس علي كرسي البشير كما هو معروف
اذا عملية هروب قوش الي مقر المخابرات المصرية في القاهرة له دلالاته وهو صاحب الخبرة المتراكمة مع المخابرات الامريكية واستراتيجيتها في افريقيا
لذلك تدخل مصر الاخير بمخابراتها جاهدة لادراك الاطاري وذلك بضرورة مشاركة التجمع الديمقراطي ( ومن قبل سار البرهان في نفس الاتجاه محاولا الجمع بين قحت والتجمع الديمقراطي )
ويبقي الجيش السوداني وجهاز المخابرات العامة المطلوب منهما تحقيق الاستقرار المستدام المستهدف وهم وحدهم من يحقق ذلك في السودان .

لواء مهندس
بابكر ابراهيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.