المعمل المدني Civil lab .. أعمال الظل القذرة

المعمل المدني ليس جسما جديدا ، ولا مستحدثا لكنه تشكيل يعمل في الظل ، يعمل بكوادر سرية تتبع للحزب العجوز ، كوامر في غاية البراغماتية والوصولية ، يمكنها أن تتعاون مع أي جهة أو توطه لتحقيق أهدافها ، ولعل المتابع في الشأن العام يري بروز المعمل المدني كجسم جديد داخل المجال العام او كفاعل سياسي دون مرجعية ودون أي مهام سياسية أو احتجاجية ، وبالنسبة لهؤلاء فهم معذورون فالمعمل المدني لا يحمل أي مسؤوليه ولم يرفع أي شعار في خضم هذا الصراع المتزايد كما لم يكن له أي موقف من الأزمة المعيشية الطاحنة التي أخرجت الملايين من السودانيين من دائرة الأمان الغذائي ، ولا القهر السياسي في الفترة السابقة ، فهو جسم نشاطه مجهول لدي الكثيرين من دوائر التأثير السياسي ولكنه معلوم لكل وطني شريف له الروح الوطنية التي تأهله للدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الوطن ولعل المثير للعجب هو إن العاملين فيه من المثقفين و الناشطين و من لهم القدرة علي صناعة الرأي العام .

للمعمل المدني عدة فروع في الخرطوم و الولايات من بينها الضعين الفاشر نيالا ، ولعل السؤال الأهم من أين يأتي تمويل هذا الجسم ؟؟ يتم تمويل المعمل المدني من المعونة الأمريكية USAID تحت بند الحماية المجتمعية ، ويتم تمويله من وكالة التنمية السويدية كمنظمة مجتمع مدني بواجهات متعددة ، ومن الاتحاد الأوروبي تحت بند دعم التحول الديمقراطي، ويتم كذلك تمويله من السفارات الغربية عبر تبني المناشط الثقافية والفنية ،
جسم بهذا الحذر وهذا التمويل تكمن خطورته في امكانية صناعته لمجموعة من العملاء الذين يخدمون رأس المال العالمي وهذه هي أحدي الإستراتجيات التي إنتهجتها الولايات المتحدة والغرب في الدول الهشة مم العالم الثالث لتصنع عبرها الثورات الملونه ضد الأنظمة المقاومة والممانعة ، فقد كانت الأستراتيجية الاولي هي منظمات المجتمع المدني ولكن لصناعة كمبرادورات محترفين أرفق المعمل المدني والتشكيلات الرصيفة والرديفة له تحت غطاء التثقيف و التأهيل حتي تتم صناعة عميل مؤهل تصرف علية كميات هائله من الدولارات ليتم بذلك القضاء على الكادر الحزبي الملتزم سياسا تجاه شعبة ووطنه.

يعمل المعمل المدني في الظل ويقوم بكافة الأعمال التخريبية بإسم التشكيلات الظاهرة اعلاميون (ملوك الاشتباك) و (غاضبون بلا حدود ) كما أنه مسيطر بالكامل على لجان مقاومة معينة يصدر البيانات بإسمها وينفذ الحملات الإعلامية ، وله بصمات في إدارة عدد من المواكب الاحتجاجية المعروفة ، ومعظم الناشطين لا يعلمون عن المعمل المدني شيئا بل وينكر بعضهم وجوده ، ويتهمه البعض بأنه ذريعة من الأجهزة الأمنية لضرب الاحتجاجات وتشويه سمعة الثوار ، فيما ينحو البعض إلى إسناد تمويله لقوات الدعم السريع ، وكلها تكهنات غير حقيقية ولن ينكرها المعمل المدني لأن إستراتيجيته تقوم على تضخيم الصورة وزيادة الافتراضات حول من يقف خلفها ما يزيد من احتمالات أن كل الافتراضات غير حقيقية وغير دقيقة .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.