المنظومة الأمنية على قلب رجل واحد

تحديات :

مرت الفترة الانتقالية بعدة تحديات كانت كلها العنوان الأبرز للأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات العامة الذي كان يقع عليه دور هام وحيوي في حراسة أمن وسلامة البلاد بتعاون وثيق مع المنظومة الأمنية الأخرى في البلاد ليشكل جدار الصد لعدد من المشكلات الأمنية التي مازالت تشكل محور خطر على أمن واستقرار البلاد من خلال مداخل متعددة.
ورغم ما واجهه جهاز المخابرات العامة من تحدي كبير وحملة ممنهجة للنيل منه إلا أن العنوان البارز في العمل لكل منسوبي الجهاز كان الوطن وليس شي اخر فكانت هذه الحملة الممنهجة لا تعني اي شي لكل منسوبي الجهاز كونها حملة لا تمت للسودانيين بصلة وهي حملة تحمل في جنباتها شر كبير لتدمير مقدرات البلاد الأمنية وشغل هذا الجهاز الهام بأمور انصرافية لا تعني اي شي لكن هذا الأمر لا ينطلي على جهاز له من الإمكانيات الكثير وله من التدريب والثقة بالنفس ما لاتحدها حدود ويعمل بتجانس وتناغم لا مثيل له قيادة وضباط وضباط صف وجنود لا يلتفتون الا لواجب الوطن وحماية أمنه واستقراره..

هؤلاء :

اوقات كبيرة كانت الكل يراقب تلك الحملة الغير مبررة لضرب جهاز المخابرات العامة بشكل يشبه الاستهداف الواضح مع التأكيد على أن تحدي الفترة الانتقالية والكثير من الاشواك التي وضعت لإدخال البلاد في متاهة وتحدي أمني كان الفشل حاضر في كل تفاصيلها بشكل مدهش كون هذا المخطط الجهنمي غير محمي باي حال من الأحوال مع تأهيل كامل لمنسوبي الجهاز لمواجهة ما هو أصعب إضافة إلى هذا التلاحم المجتمعي وهذا الوعي الكبير الذي يتحلى به المواطن السوداني وادراكه لمهددات البلاد الأمنية والإطماع التي تترصد خيرات الوطن مع التشاكس الكبير الذي شهدته الفترة الانتقالية ما بين القوى المدنية والاحزاب واقحام الأجهزة الأمنية في هذا الصراع المكتوم كنوع من التكسب تارة ونوع من زرع الفتنة تارة أخرى… لكن كانت هناك يقظة تامة بمهام الفترة الانتقالية وضرورة حمايتها من هذه الانعكاسات السالبة تجاه القضايا الأمنية والمجتمعية التي أثرت بشكل كبير في تماسك المجتمع وقادت بعضه في احيان كثيرة إلى فتن واحتراب بين بعض المكونات في عدد من الولايات وكان الجهاز في الموعد متحسبا لكل ماهو محتمل في هذه الفترة الانتقالية التي افرز الصراع السياسي فيها الي ايجاد العديد من المشكلات والتحديات الأمنية بشكل كبير مما ضاعف الضغط على المنظومة الأمنية لليقظة والانتباه لكل الأخطار المحدقة بالوطن وسلامته.

مطلوبات :

أن جهاز المخابرات العامة مع باقي المنظومة الأمنية علي إدراك تام بواجباتهم في هذه المرحلة والمرحلة القادمة فالبلاد تحتاج إلى عين يقظة لحمايتها من الأخطار الخارجية والداخلية حفاظا على وحدة أراضي السودان وحماية لمكتسبات الأمة وهذه المعركة ليست عادية او معركة قصيرة المدى بل هي معركة متشابكة وأطراف الخطر فيها كثيرة ومتعددة وللعبور إلى بر الأمان لابد من الاهتمام بهذه الأجهزة والتامين على ابعادها من الصراع الخفي بين المكونات السياسية حتى تودي دورها باحترافية كاملة بعيداً عن أي اجندة سياسية في هذه المرحلة الحساسة.
ان قيادة جهاز المخابرات العامة برئاسة الفريق إبراهيم مفضل عملت في ظروف معقدة وصعبة للغاية وضعت تحديات الانتقال في قمة أولوياتها وجمعت في ذات ألفترة الصعبة قيادات أجهزة المخابرات القارية في ظروف معلومة للجميع على المستوى الإقليمي وظروف داخلية أمنية واجتماعية واقتصادية وسياسية هي الأسوء في تاريخ السودان الحديث وتحمل من التحديات الكثير وجهاز المخابرات العامة يعمل وفق المهام الموكلة إليه عبر قيادات فاعلة وجنود مجهولين وبتنسيق تام مع القيادات لتجاوز تعقيدات المشهد الحالي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.