النازحون في قائمة أولويات قوات الدعم السريع
تضع قوات الدعم السريع قضايا النازحين وتأهيل المعسكرات وتوفير الدواء والغذاء في قائمة أولوياتها الكبرى، وذلك لما تمثله هذه الشريحة من أهمية كبرى في المجتمع السوداني. وتعد معسكرات النزوح من أقسى ما رسمته الحرب في إقليم دارفور على مدار قرابة الـ (20) عاماً منذ 2003م، مما أسفر عن نزوح مئات الآلاف من مناطقهم وقراهم إلى العراء والمعسكرات طلباً للأمن والحياة.
وفي سياق التوقيع على إتفاق جوبا لسلام السودان في العام 2020م، عاد معظم النازحين طواعية إلى قراهم الأصلية، كما ساعد إنتشار قوات الدعم السريع في تحقيق الأمن والإستقرار بالولاية. ويعتبر معسكر السلام للنازحين بولاية شمال دارفور الذي أنشئ في عام 2005م من أكبر المعسكرات التي إتخذها الفارون من نيران الحرب في إقليم دارفور ملجأً لهم، سعياً نحو الأمن والإستقرار.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد أفرد مساحة مقدرة في خطابه أمام الموقعين على الإتفاق الإطاري مطلع ديسمبر الجاري لقضايا النازحين، وقال: (لقد عالجنا بالتفصيل كل قضاياكم في إتفاق جوبا للسلام، ولكن الإتفاق لم يجد حظه من الإهتمام والتنفيذ، على الرغم من إلتزامي الشخصي منذ اليوم الأول من الحكومة الإنتقالية السابقة بقضيتكم وقضية السلام على وجه العموم). وتمنى دقلو أن تكون معالجة قضايا النازحين بحسب الإتفاق ومشاركتهم في الإنتخابات المقبلة من أولويات الحكومة القادمة.
وفي إطار إهتمام قوات الدعم السريع بقضايا النازحين تسلم معسكر أبوشوك للنازحين بولاية شمال دارفور، الدعم المقدم من القافلة الصحية التي سيرتها قوات الدعم السريع للولاية، وذلك بإشراف رئيس لجنة السِلم والمصالحات بقوات الدعم السريع العقيد موسى حامد امبيلو. ونقل قائد القافلة العميد ركن علي طه علي طه، تحيات نائب رئيس مجلس السيادة، لأهالي معسكر أبوشوك للنازحين.
وأكد طه أن الفريق أول دقلو، يولي قضايا النازحين إهتماماً كبيراً، وإتسمت إستجابته لنداء الولاية بالسرعة، حيث لم يمض أسبوع حتى كانت القافلة في الفاشر، مبيناً أن القافلة تحتوي على معدات صحية، ومستلزمات الطب الوقائي ومكافحة نواقل الأمراض، ومعدات الرش الضبابي والرذاذي، فضلاً عن الأدوية والمعامل. وقال طه إن القافلة تحمل كل الأدوية والمعدات التي طالبت بها وزارتا الصحة الإتحادية والولائية، ويتم توزيعها الآن على جميع المواطنين المستحقين.
من جهتها أعربت مدير مستشفى أبوشوك للنازحين د. سارة أحمد، عن سعادتها بوصول هذه الأدوية للمعسكر، الذي قالت بأنه يضم أعداداً كبيرة من النازحين، وقالت إن المعسكر ما زال يحتاج لمزيد من الدعم، وأشارت إلى أن هناك منظمة واحدة فقط ترعى مجتمع المعسكر، وطالبت بمشاركة الكثير من المنظمات الوطنية والجهات المختلفة في تقديم العون اللازم للمستشفى، حتى يقوم بأداء أدواره تجاه شريحة النازحين، على النحو المطلوب.
من جانبه أكد الباحث والمهتم بالشؤون الأمنية والسياسية محمد الحاج على جهود قوات الدعم السريع في ترقية وتأهيل معسكرات النازحين، وتشجيع العودة الطوعية ورتق النسيج الإجتماعي، إلى جانب أدوارها البارزة في تأمين الموسم الزراعي وموسم الحصاد بولايات دارفور المختلفة. وقال محمد أن وجود قوات الدعم السريع صار ضرورة ملحة مع بقية القوات النظامية الأخرى، لحفظ الأمن وإجراء المصالحات، والإهتمام بالنازحين ومعسكراتهم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.