النظام السوري يدعو إلى انعقاد اللجنة الدستورية.. والمعارضة تصفه بالمخادع

جانب من اجتماعات اللجنة الدستورية المصدر إرم نيوز
0

تثير دعوة النظام السوري لاستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، والتي وجهها إلى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، في ظلّ انشغال العالم، بما فيه الدولة المضيفة لأعمال واجتماعات اللجنة، في سويسرا، بجائحة فيروس كورونا المستجد، علامات استفهام عدة وتشكيكا في أهدافه ونواياه تجاه السلام في البلاد .

وحاول وفد النظام السوري متذرعاً بحججٍ مختلفة من حدة الأستغراب، تعطيل أعمال اللجنة في جولتيها السابقتين، اللتين عقدتا في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين .

وقبل ذلك، كان النظام قد أغرق مسؤولي البعثة الأممية والفاعلين الدوليين بالتفاصيل، في محاولةٍ لعدم تأليف اللجنة، والتي عادت وشُكّلت في نهاية المطاف .

الاستعداد لجولة جديدة

وكان وفد النظام قد أرسل في 17 مارس الحالي مقترحاً جديداً لجدول أعمال اللجنة في الجولة المقبلة إلى نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ، خولة مطر، وأصدر بياناً يبدي فيه استعداده لعقد الجولة الثالثة من أعمال هذه اللجنة في أقرب فترة ممكنة .

وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام “سانا”، أنه “منذ انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات من عمل اللجنة الدستورية المصغرة في 29 نوفمبر الماضي، وبغية تحقيق تقدمٍ ملموس، وفي محاولات لتذليل العقبات لانعقاد جولة جديدة، قدّم الوفد الوطني للمبعوث الأممي الخاص غير بيدرسون مقترحين لتحديد جدول لأعمال اللجنة وفق لائحة الإجراءات .

وقد قوبل المقترح بالرفض من قبل وفد النظام التركي (التسمية التي يُطلقها النظام على وفد المعارضة)، بدون ذكر أي سبب لرفضها” .

وقال البيان أيضاً إنه “إضافة إلى ما سبق، فقد كان هناك تأخير في الرد على مقترحاتنا تجاوز الأسبوعين في المرة الأخيرة، وهذا كلّه أدى إلى تأخر انعقاد الدورة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية حتى الوقت الراهن “.

كما جاء في البيان أن “الوفد الوطني” (التسمية التي يُطلقها النظام السوري على الوفد) في اللجنة الدستورية المصغرة، “يُعرب عن استغرابه الشديد من المواقف غير البناءة التي يتخذها (وفد النظام التركي) في رفض مقترحاتنا دون أي سبب، والتي أدت إلى تعطيل انعقاد الدورة الثالثة من اجتماعات اللجنة .

وأكد الوفد الوطني على عزمه الاستمرار في العمل بإيجابية لعقد اجتماعات الجولة الثالثة، وهذا ما حدا به لتقديم مقترح جدول أعمال جديد لنائب المبعوث الخاص في دمشق خولة مطر بتاريخ 17-3-2020 .

مراوغة وخداع

وهذا الإعلان استدعى رداً من قبل “هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية” التي تقود لائحة المعارضة في اللجنة الدستورية، عبر بيانٍ مُضاد انتقدت فيه دعوة النظام السوري لانعقاد الجولة الثالثة من أعمال اللجنة الدستورية في هذه الوقت الذي يواجه فيه العالم جائحة كورونا، واصفةً ذلك بالخداع والمراوغة .

وجاء في بيان الهيئة، الذي أصدرته مساء أول من أمس الأحد، أنه “في الوقت الذي تنوء فيه سوريا تحت أحمال الدمار والتشرد والاعتقال، يستمر نظام الأسد بريائه ومكابرته وإخفائه للوضع الصحي في سورية .

وأضاف البيان: ”  سوريا تترك فريسة لجائحة فيروس كورونا” .

 وخرج بعد ذلك وزير الصحة في البلاد (نزار يازجي) ليقول إن رئيسه وجيشه قد تخلصوا من كل الفيروسات والجراثيم في سوريا” .

وتابع بيان الهيئة: “وفي هذا الوقت العصيب بالذات، يتظاهر النظام بالحماسة للعملية السياسية، التي طالما تهرب منها وعطّلها باستمرار طوال الفترة الماضية .

وزاد البيان: ”  أنهم يرسلون للمبعوث الأممي غير بيدرسون خطاباً يقولون فيه إنهم على أستعداد لتقدم جدول أعمال لجولة مفاوضات للجنة الدستورية المصغرة، ويبدوا استعدادهم للذهاب إلى جولة جديدة في جنيف الأسبوع المقبل، في وقت تغلق فيه معظم دول العالم حدودها لمنع دخول فيروس (كورونا) إليها” .

ولفت البيان إلى أن “النظام يدرك استحالة ذلك في هذا الظرف الزمني، ولهذا يتقدم بهذه المزاودة المخادعة، ليقول للعالم إنه مستعد لحوار سياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.