النفط الليبي.. صراع دولي على أهم المناطق وأهداف استراتيجية بعيدة المدى
يظهر في المشهد الليبي في الوقت الراهن العديد من الأطراف الدولية التي يريد كل منها الاستفادة بأكبر قد ممكن من خيرات البلاد التي عانت من الحرب المتواصلة والصراعات القبلية التي جعلت منها في نهاية الأمر مطمعاً للكثير من الدول الغربية .
حرب باردة
إذ أن مظاهر الحرب الباردة بين الدول التي تريد التنافس على النفط الليبي أصبحت واضحة للعيان، فمن جانب تتواجد الحكومة التركية التي تؤيد حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج والتي تمتلك اليد العليا على معظ المناطق في ليبيا في الوقت الراهن .
ومن جانب ىخر تتواجد جمهورية مصر التي أعلنت عن تدخلها مؤخراً وبقوة في الصراع الليبي، والتي تدعمها روسيا وفرنسا بشكل كبير .
ومن الواضح بأن الفترة المقبلة سوف تكون فترة بالغة التعقيد فيما يتعلق بالسيطرة على مدينة سرت والتي تعتبر من المناطق الأكثر اهمية في المشهد الليبي حالياً .
ولا شك ان الصراع على مدينة سرت يتضح من خلال تواجد النفط الليبي في تلك المنطقة بشكل كبير، وهو الامر الذي يجعلنا ندرك قرب السيطرة على أهم بقعة في ليبيا من قبل القوات الدولية المختلفة .
ثلث إنتاج البترول الليبي
وفي السابق كان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد سيطر على معظم حقول ومنشآت النفط في الجنوب الليبي، بما في ذلك حقلي شرارة والفيل .
ومن المتعارف فإن إنتاج هذين الحقلين يمثل ثلث إنتاج البترول الليبي، وهو الأمر الذي يجعلنا ندرك بأن العديد من القوى الدولية الآن تسيطر فعلياً على منطقة سرت حتى دون الدخول في صراعات مع حكومة الوفاق الوطني وداعمها التركي .
عدم الاستفادة من العائدات
وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد سيطر على تلك المناطق بقوة السلاح كما هو متعارفعليه، ولكنه لم يكن يملك القدرة على الإستفادة الفعلية من عائداتها، وذلك يعود لعدة اعتبارات أبرزها هو أن عائدات مبيعات النفط كانت تذهب إلى صالح حسابات المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس .
وقبل قمة برلين التي عقدت في يناير بشأن توقف إطلاق النار في ليبيا، عمل حفتر على إغلاق جميع تلك المنشآت، وهو الامر الذي تسبب في وقف صادرات البلاد من النفط والتي كانت تبلغ في ذلك الوقت حوالي 1.3 مليون برميل نفط يومياً .
من الواضح بأن الفترة المقبلة سوف تكون أكثر تعقيداً في ليبيا لا سيما في ظل الكثير من المتغيرات السياسية التي من الممكن أن تطرأ في الفترة المقبلة لا سيما فيما يتعلق بالسيطرة على حقول النفط والغاز في منطقة سرت والجفرة .