الولايات المتحدة تتمسك بالتهدئة في اليمن.. وتسعى إلى تنفيذ اتفاق الرياض

جانب من اتفاق الرياض المصدر ميدل إست
0

لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم تماماً بأن جمهورية إيران تعمل خلال الفترة الماضية على الرد العسكري الحاسم فيما يتعلق بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني .

وتعمل إيران بكل ما تملك من قوة وعتاد من أجل إفساد كل الجوانب العسكرية التي تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل عام .

وتعتبر مصادر الحكومة الأميركية وتقديرات الموظفين فيها من أمنيين ودبلوماسيين، أن إيران دأبت منذ شهرين على الرد على قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، عبر تسليح القوات التابعة لها، والطلب منها تخريب أي عملية سياسية، خصوصاً في اليمن من قبل قوات الحوثي.

فقوات الحوثي المتحالفة مع إيران، والتي تتلقى منها ومن قوات حزب الله السلاح والتدريب، سعت خلال الفترة الماضية إلى تصعيد عملياتها بشكل واضح، وهو يهدد الآن بمأساة إضافية في منطقة مأرب.

“تهديد الملاحة”

أوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لدى استيضاحه عن محاولة ضرب ناقلة نفط في بحر العرب منذ أسبوعين، قال لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “إن استعمال القوارب المتفجرة والألغام وأي سلاح آخر في المياه الدولية هو تهديد مباشر للملاحة ولا يجب التسامح معه” .

وكان الناطق باسم قوات التحالف أعلن “إحباط وإفشال عمل إرهابي وشيك كان يستهدف إحدى ناقلات النفط في بحر العرب” يوم الثلاثاء في الثالث من الشهر الجاري، فيما وجهت الحكومة اليمنية أصابع الاتهام إلى الحوثيين بمحاولة شن الهجوم بدعم مباشر من إيران.

ما يتحكم بتصرفات الأميركيين منذ حين قناعتهم أن الحوثيين يتلقون السلاح والتدريب من إيران، لكنهم مقتنعون أيضاً أن الحوثيين هم أكثر من جناح واحد، وإنهم غير متوافقين فيما بينهم ويجب متابعة العمل بجدٍّ للتوصل إلى تفاهم معهم .

تصعيد الجوف

كما تحرص الحكومة الأميركية وما زالت على إرساء التهدئة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وسط قلق من تصاعد العنف في اليمن.

وقد أوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن الأميركيين “قلقون من أحداث الفترة الأخيرة في الجوف وما يمكن أن يحصل من عنف في مأرب”.

كما أضاف أن “أي عودة للتصعيد سيعاني منها المدنيون”. ودعا في حديثه لـ”العربية.نت” و”الحدث” كل الأطراف للعمل من جديد على خفض التصعيد والعودة إلى العملية السياسية.

يعمل الأميركيون مع الأمم المتحدة، خصوصاً الموفد الأممي مارتن غريفثس، على تفادي أي تصعيد محتمل، وما زال الطرفان يبحثان عن وسيلة للتوصل إلى صيغة للتهدئة والعودة إلى العملية السياسية، وقد اعتبروا إلى حد كبير أن “مسار ستوكهولم” قد تخطاه الوقت والأحداث ويجب البحث عن بدائل له.

وتسعى الدبلوماسية الأميركية للوصول إلى هذين الهدفين، التهدئة والعودة إلى العملية السياسية إلى إنجاز خطوات “بناء ثقة”، علماً أن الأميركيين يعترفون أنه من الصعب بشكل عام العمل في اليمن.

دعم المساعي السعودية

ولعل الأبرز في حديث المسؤول بوزارة الخارجية تأكيده أن الأميركيين “يتابعون دعم جهود المملكة العربية السعودية في التوسط بين الأطراف اليمنية” .

وأضاف “من الضروري أن يطبقوا اتفاق الرياض وأن يظهروا للشعب اليمني أن قادتهم ملتزمون بتقديم التنازلات السياسية المطلوبة للوصول إلى حل ينهي الصراع” .

وكانت وزارة الخارجية السعودية قبل أيام أكدت في بيان لها ضرورة أن تعمل الأطراف “على حل الخلافات والتحديات التي تواجه تنفيذ اتفاق الرياض بعيداً عن المهاترات الإعلامية، التي لا تخدم المصلحة وتزيد الفجوة بين الأشقاء، ولا تهيئ الأجواء الملائمة للمضي في تنفيذه”.

أسابيع حاسمة

بالإضافة إلى ذلك، يحرص الأميركيون على دعوة الحكومة اليمنية إلى العمل من أراضيها، وأن يدخل الأطراف في حوار جاد للوصول إلى حلّ نهائي وتفادي العنف .

ربما تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في موقف الولايات المتحدة مما يحدث في اليمن، فالتصعيد الإيراني الحوثي مرشح للعودة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.