امتحانات الثانوية العامة .. الجائحة تزيد من معاناة الطلاب والأسر المصرية

طلاب يستعدون للدخول للامتحان في مصر \ Prothom Alo
0

جاءت امتحانات الثانوية العامة في مصر هذا العام بالتزامن مع ظروغ معقدة للغاية فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد، مما يزيد من عبء المعاناة للطلاب وأسرهم.

حيث يذهب الطالب غالبا إلى لجنة الامتحانات قلقا، مما قد يجده في ورقة الأسئلة، لكن هذه المرة هناك قلق إضافي.

خوف من العدوى

وبحسب موقع (بي بي سي عربي) يقول فارس، والد الطالب كريم الذي يدرس بإحدى مدارس القاهرة: “يعاني الطالب وأسرته من الخوف من انتقال العدوى إليه، سواء من زملائه أو المراقبين أو غيرهم من العاملين المنخرطين في عملية الامتحانات”.

ويضيف فارس: “عبء إضافي أيضا، يتمثل في ذهاب الطالب قبل موعد الامتحان بساعتين، من أجل إتمام إجراءات التعقيم وقياس درجة حرارة الجسم، ما يمثل عبئا بدنيا ونفسيا إضافيا”.

لا تعقيم

ويقول محمد سيف، طالب بإحدى المدارس بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية: “في اليوم الأول، لم نر أي تعقيم. البوابات الإلكترونية للتعقيم كانت معطلة، وتزاحمنا في الفصول بعد الدخول، ووجدنا المقاعد تكسوها الأتربة، فاضطررنا لتنظيفها بملابسنا”.

لكن محمد يقر بأن تلك الأخطاء تم تلافيها من اليوم الثاني، ويضيف أنه يجري يوميا توزيع كمامات على الطلاب، وقياس درجة حرارتهم، وتوزيع عبوات من المطهرات، وأدوات وقاية للبسها في الأقدام.

مطالبات التأجيل

يؤدي امتحانات الثانوية العامة نحو 653 ألف طالب هذا العام، موزعين على 56 الف لجنة امتحان، وذلك حسبما أعلن طارق شوقي، وزير التربية و التعليم في مصر.

وتنعقد الامتحانات على مدار شهر كامل، حيث بدأت في 21 من يونيو ، وتستمر حتى 21 من يوليو الجاري.

وطالبت نقابة الأطباء في مصر الحكومة بتأجيل الامتحانات، خشية تفشي الوباء بين الطلاب.

وقبل بدء الامتحانات بفترة، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الامتحانات، ودشنوا وسما بعنوان #مقاطعه_امتحانات_3ث والذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في مصر، حاصدا أكثر من 127 ألف تغريدة حينذاك.

التأجيل هو الحل

ويرى س. أ.، باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أنه كان من الأفضل تأجيل امتحانات الثانوية العامة إلى شهر سبتمبر مثلا، على أن يبدأ العام الدراسي المقبل في شهر ديسمبر الأول، ويجري تمديده لمدة شهر إضافي أو أكثر لتجاوز هذه المشكلة.

ويقول الباحث: “وفقا لتصريحات وزارة الصحة المصرية، فإن وباء كورونا يبلغ ذروة انتشاره في البلاد، خلال شهري يونيو ويوليو، فكان يجب التأجيل إلى أن يتراجع المرض”.

رفض التأجيل

لكن حتى خيار التأجيل في حال كونه متاحا ربما لا يرضي الجميع. وقالت راندة محمد والدة الطالب زياد: “لقد مل الأولاد. يذاكرون منذ 11 شهرا، وأيا كانت النتيجة يرغبون في الانتهاء من الامتحانات. لقد عرضت على ابني تأجيل الامتحانات حفاظا على سلامته لكنه رفض”.

ويقول زياد: “عانيت ضغطا هائلا خلال هذه السنة، ولست مستعدا لتمديد هذا الضغط سنة إضافية”.

تخفيف المناهج

وقال وزير التعليم، طارق شوقي، إن عدد الطلاب في كل لجنة “سيتراوح بين 10 إلى 13 طالبا، و ربما يصل إلى 5 أو 6 طلاب في بعض اللجان”، الأمر الذي أكده الطلاب وأولياء الأمور.

أما التسهيلات الأبرز تمثلت في تخفيف المناهج، والسماح للطلاب بتأجيل الامتحانات.

ويقول فارس، والد الطالب كريم: “خففت الوزارة عن الطلاب، بأن سمحت لهم بحل امتحانات المواد التي لا تضاف إلى المجموع، مثل التربية الدينية والتربية الوطنية والإحصاء، في المنزل ثم تسليم كتيب الامتحان (البوكليت) إلى لجان الامتحان لاحقا”.

ويرى فارس أن الوباء لن يؤثر على أداء نجله كريم، ويقول: “أثناء الامتحان ينسى الطالب غالبا كل هذه المؤثرات والتوترات الخارجية، ويركز فقط في الامتحان”.

ويتفق نبيل وليم، أستاذ علم النفس بجامعة الوادي الجديد، مع هذا الرأي ويقول: “بعد مرور أكثر من أسبوعين من بدء الامتحانات، لم تظهر شكاوى بارزة من الطلاب، كما لم ترصد حالات إصابة تذكر، ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في أنحاء البلاد، أعتقد أن القلق من الوباء قد تراجع لدى الطلاب وأسرهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.