امتحانات الشهادة السودانية تنطلق وسط الفيضانات وظروف اقتصادية مٌعقدة
بدأت اليوم الأحد أولى جلسات امتحانات الشهادة السودانية والتي يخوضها أكثر من 541 ألف طالب وطالبة، وتأتي وسط ظروف بالغة التعقيد هذا العام بالنسبة للطلاب الممتحنين.
وأظهرت صور عبر الشبكات الاجتماعية الطلبة وهو يعانون من أجل الوصول إلى مراكز الامتحانات في ظل الفيضانات التي ضربت البلاد مؤخرًا.
بذات الوقت ظهرت مبادرات رسمية وشعبية بغرض توصيل الطلاب مجانًا لمراكز الامتحانات سيما وأن أضرار الفيضان أثرت بشكل كبير على الطرق وعدم توفر وسائل النقل.
مبادرة (وصلني)
وبحسب وزارة التربية والتعليم السودانية، فإن العدد الكلي للطلاب الذين يؤدون امتحانات الشهادة السودانية هذا العام ٥٢٢ ألفا و٦٨٩ طالبا وطالبة بمختلف ولايات البلاد.
وبحسب موقع (العين الإخبارية) قالت لجنة المعلمين السودانيين إن المساهمة في إنجاح امتحانات الشهادة السودانية في ظل الظروف التي يشهدها السودان تؤكد الدور الرائد والوطني الذي ظل يؤديه المعلم باستمرار في أشد الأوقات وأصعبها طيلة السنوات الماضية.
وأضافت اللجنة في تعميم صحفي: “فلنتضامن جميعا لإنجاح هذه الامتحانات فقد كنا ومازلنا وسنظل سياج حمايتها الأول”.
وتابعت: “امتحانات الشهادة الثانوية تعد تحديا كبيرا لمجتمعنا المشهود له بالتكافل وما مبادرة (وصلني) التي انطلقت لتوصيل طلاب وطالبات الشهادة الثانوية عبر سيارات المواطنين الخاصة إلا تأكيد على تفرد هذا الشعب العظيم”.
3 ظروف صعبة
ويتحدى الطلاب والطالبات، بخوضهم الامتحانات، هذه السنة، 3 ظروف صعبة أولها انتشار جائحة كورونا، التي كانت السبب الرئيس خلف تأجيل الامتحانات من شهر إبريل الماضي إلى الشهر الحالي.
كما يواجه الطلاب وأسرهم تحدي الفيضانات والسيول والأمطار التي تسبّبت في قطع الطرق ودمار ما يقارب 100 ألف منزل، وأودت بحياة 106 أشخاص.
ويخوض الطلاب الامتحانات وأسرهم تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، بعد موجات الغلاء التي ضربت البلاد، هذا غير صعوبة الترحيل والتنقل.
مبادرة إيواء
ومع اقتراب موعد الامتحانات، بادر عدد من المواطنين إلى الإعلان عن استعدادهم لإيواء الطلاب الممتحنين الذين تهدمت منازلهم، ونشر بعضهم أرقام هواتفهم على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قامت بذلك منظمات مجتمع مدني.
في حين بادر صحافيون وناشطون لإطلاق مبادرة أخرى تحت اسم “وصلني”، لنقل الطلاب من منازلهم إلى مراكز الامتحانات.
ووجدت المبادرة تجاوباً كبيراً، شارك في يومها الأول أصحاب السيارات الخاصة والمؤسسات والجيش والشرطة، وهيئة مواصلات ولاية الخرطوم التي أعلنت عن نقل الطلاب مجاناً طوال أيام الامتحانات.
الولايات البعيدة
يقول الصحافي عثمان الجندي، الناشط في مبادرة “وصلني”، إن المبادرة حققت نجاحاً منقطع النظير في اليوم الأول من الامتحانات، وإن الطلاب وجدوا وسيلة نقل مجانية، أقلتهم من منزلهم إلى مركز الامتحان.
وأشار إلى أن المبادرة ساعدت حتى في الولايات البعيدة، بمشاركة واسعة من الجيش والشرطة.
وأشار الجندي إلى أن عملية إيواء وإسكان بعض الطلاب، المتأثرين بالفيضانات، وجدت اهتماماً مجتمعياً واسعاً، مستشهداً بما حدث في مدينة المكنية، شمالي السودان، حيث أخلت الأسر منازلها وحولتها لمجمعات لإسكان طلاب الأرياف، مع توفير كل سبل الراحة لهم حتى يتفرغوا للامتحان.
قواعد التباعد الاجتماعي
وعلى صعيد الشروط الخاصة بكورونا، فقد طبقت السلطات التباعد الاجتماعي أثناء الامتحانات، من خلال تقليل عدد الطلاب في الفصل الواحد.
ووزعت كمامات على كل الموجودين داخل مراكز الامتحان، بما في ذلك المراقبين ورجال الأمن والطلاب أنفسهم.
ويقول الأستاذ علي أحمد، من أحد مراكز الامتحانات في أم درمان، أن اليوم الأول سار بصورة جيدة، ولم تسجل إلا حالة غياب واحدة في المركز الذي يعمل فيه، رغم ظروف الفيضانات وكورونا، وأضاف أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً على نجاح عملية الامتحانات في هذه الظروف الصعبة.