تجمع المهنيين السودانيين ينسحب ويزيد التصدعات داخل الحرية والتغيير
بشكل مفاجئ أعلن تجمع المهنيين السودانيين اليوم السبت انسحابة من قوى إعلان الحرية والتغيير الحاضن السياسي للحكومة الانتقالية في السودان، وذلك كرد فعل من التجمع على عدم الفعالية اللازمة لقوى الحرية والتغيير واختطافها من قبل مجموعات بعينها، وفقًا للتجمع.
ويوم الخميس الماضي أعلن تجمع المهنيين السودانيين عن تحفظه على الطريقة المتبعة في تنصيب حكام الولايات المدنيين، موضحًا عبر بيانٍ صادر أن “تعين الولاة مطلب شعبي طال انتظاره إلا أننا نعبر بذات القدر عن تحفظاتنا تجاه الطريقة التي اتُبعت في تعيين الولاة، وفقًا لوكالة (الأناضول) للأنباء.
وتابع ” أن أبرز هذه التحفظات، هو اعتماد منهج المحاصصة الحزبية وتخطي المعايير والاعتبارات المتصلة بمؤهلات المرشحين، وتجاوز رؤى من قوى الحرية والتغيير ببعض الولايات بتجاهل مرشحيهم أو فرض آخرين يحظون بتزكية المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير”.
تجمع المهنيين يلحق بحزب الأمة
وبذلك الإنسحاب تكون قوى إعلان الحرية والتغيير قد شهدت تصدعات جمة داخل مكوناتها، ففي أبريل الماضي أعلن حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي عن تجميد نشاطه في كل هياكل الحرية والتغيير احتجاجصا على شأن تعيين الولاة المدنيين وتشكيل المجلس التشريعي.
وتشمل قوى إعلان الحرية والتغيير، كل من “تجمع المهنيين، والتجمع الاتحادي المعارض، وقوى الإجماع الوطني” وهم أوائل الموقعين على الإعلان، ثم لحق بهم تحالف “نداء السودان” وتجمع منظمات المجتمع المدني، بالإضافة لمكونات أخرى من التنظيمات والمبادرات، لتبلغ عضوية التحالف أكثر من 80 حزبًا وحركة تنظمية ومهنية.
فشل ذريع
والشهر الماضي أقر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، عن وجود خلافات وتفكك بين أعضاء التحالف عقب الأزمة التي قادت إلى حدوث انقسام داخل تجمع المهنيين السودانيين.
وقال المحلل السياسي بابكر دفع الله، إن قوى الحرية والتغيير فشلت فشلا ذريعا، وهي الآن تحاول أن تلم اشتاتها للنهوض، في الوقت الضائع، فهل تعتقد بأنها ستكسب ثقه المواطن السوداني مره أخرى، بعد أن وضع كل آماله وثقته فيها، وفشلت في تحقيق أبسط حقوقه.
وأضاف بابكر، المواطن لايحتاج لقوى متفككه في نفسها ليشتد بها، فمن الصعب أن تستعيد قوى الحرية والتغيير تقة الشعب السوداني الذي منحها الكثير من الوقت والدعم دون مقابل.
تجمع المهنيين عائد بتحالف جديد
بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين وليد على، بأن التجمع سوف يؤسس تحالف جديد يحوي قوى ثورية وتنظيمات سياسية بالإضافة للجان المقاومة وعدد من الكيانات التي تم إقصائها من إعلان الحرية والتغيير.
ووفقًا لموقع (ألترا سودان) اتهم وليد، تيارات لم يحددها تعمل على السيطرة على المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وأنها تبتعد بذلك عن أهداف الثورة بعدما اتضحت نواياها في المحاصصة وعملية اقتسام السلطة.
وأعلن وليد علي، أن تجمع المهنيين السودانيين قرر مغادرة قوى الحرية والتغيير لأن الإعلان الموقع بين هذه القوى والتنظيمات لم ينفذ على الأرض، ولا نخشى من حدوث انشقاق داخل قوى التغيير لأننا بصدد تكوين جسم جديد لقوى التغيير وتوقيع إعلانٍ سياسي جديد.
ضياع مسار الثورة
من جهة أخرى صرح السياسي عبدالرحمن التوم لموقع (أخبار سوق عكاظ)، أن قيادات قوى الحرية والتغيير اعترفت بتقصيرها وفشلها، بالإضافة إلى وجود المؤامرات والنزاعات داخل تحالفها، الأمر الذي قاد الحكومة والشعب السوداني إلى تحمل نتيجة هذا التفكك، وضياع مسار الثورة المجيدة.
كما أقر د. إبراهيم الأمين القيادي بحزب الأمة القومي، أن الحرية والتغيير قادت مرحلة مهمة في التغيير لكنها حينما انتقلت لمرحلة الحكم حدثت بها تباينات، منتقداً غياب المجلس المركزي كقيادة جماعية، وأن “قحت” لم تطور البرنامج وهو خطأ يحسب عليها.
ووافقه في الرأس الأستاذ جعفر حسن، العضو بقوى الحرية والتغيير، في أن أداء قوى الحرية والتغيير وحكومتها غير جيد، لكنه ضد القول بفشل حكومة الثورة، باعتبار وجود عوامل مؤثرة في الأداء ترجع لثلاثين عامًا.