انغماس مصر في ليبيا يستبعد لجوء القاهرة لعمل عسكري بسد النهضة
قال موقع ستراتفور الأميركي المختص بالمعلومات الإستراتيجية والاستخبارات إن مشكلة تعبئة خزان سد النهضة ستتفاقم بعد نهاية موسم الأمطار، مستبعدا لجوء مصر للعمل العسكري نظرا للوضع في ليبيا.
وكذلك بالنظر إلى الوضع الحالي في ليبيا المجاورة، حيث تستعد حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا لهجوم قد يؤدي إلى تدخل عسكري مصري.
وبحسب موقع (الجزيرة نت) فقد لفت الموقع الأميركي الانتباه إلى تصريح وزير المياه الإثيوبي بأن الأمطار الغزيرة الأخيرة وارتفاع حائط السد تسببا في ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الخزان تلقائيا وبسرعة دون أن تتخذ الحكومة إجراءات مباشرة.
أزمة إنتاج الكهرباء
وأوضح الموقع أنه وخلال الثلاثة أشهر المقبلة من موسم الأمطار حتى نهاية أكتوبر الأول، سيخف تأثير تعبئة الخزان على تدفق نظام نهر النيل إلى مصر، وتوقع عودة التوترات بين أديس أبابا والقاهرة مرة أخرى عندما ينخفض حجم المياه بعد موسم الأمطار.
ومع ذلك، يقول ستراتفور، إن مصر والسودان سيكونان قادرين على الحفاظ على تدفق المياه عند مستوياته الطبيعية من خلال إدارة السدود والخزانات الخاصة بهما، ولكن ذلك سيكون على حساب إنتاج الكهرباء.
ويتابع أن العديد من السدود الموجودة على نهر النيل، خاصة السد العالي في أسوان بصعيد مصر ستمكّن دول المصب من التعامل مع انخفاضات تدفق النهر مؤقتا من خلال إطلاق مياه إضافية من خزاناتهم وتجاوز توربينات الطاقة الكهرومائية (الحد من إنتاج الطاقة)، وتعويض الحجم المفقود أثناء ملء سد النهضة الإثيوبي الكبير وضمان أنماط الفيضانات الموسمية.
موقف القاهرة
وأضاف الموقع الأمريكي أن الإجراءات الإثيوبية بعد انتهاء موسم الأمطار الحالي في أكتوبر المقبل ستكون أكثر أهمية في تحديد الاستجابة المحتملة من مصر.
وأشار إلى أن السؤال الأساسي هو ما إذا كانت إثيوبيا ستحافظ على التدفقات من المستويات الموسمية النموذجية أم أنها ستحد من تدفق نهر النيل، خاصة أن القضايا العالقة المتعلقة بالإدارة طويلة الأجل لتدفق المياه أثناء فترات الجفاف أو التعامل مع آليات النزاع لا تزال بحاجة إلى حل.
ولفت ستراتفور إلى أن القاهرة استنفدت إلى حد كبير جميع الخيارات الممكنة لمواجهة ملء إثيوبيا للسد في أي مرحلة، ويقول إن هذا يعني أن مصر لن يكون أمامها في نهاية المطاف من خيار سوى التعاون على الأقل في القضايا الفنية لإدارة تدفق المياه بين “فتح” سد أسوان العالي و”فتح” سد النهضة.
موقف المفاوضات
وعن الموقف الفني الحالي للمفاوضات ولتفكيك الغموض حول ملء السد؛ أوردت مصادر فنية إنه في الوقت الحالي تتجمع كمية من المياه ربما تزيد على 3 مليارات متر مكعب خلف سد النهضة.
وبالرغم من ذلك إلا أنه لا يمكن القول بأنّ إثيوبيا بدأت الملء إلا بعد معالجتها بشكل تام لحوض السد لجعله قادراً على استيعاب تلك الكميات من المياه، وكذلك تشغيل القناة الواصلة بين سد النهضة وسد السرج (الاحتياطي) لتمرير المياه الزائدة عن استيعاب حوض السد الرئيسي في المرحلة الحالية، وكل هذا لم يحدث حتى الآن .
تعزيز مكانة القاهرة الدبلوماسية
وتوقع الموقع أن تحاول مصر تعزيز مكانتها الدبلوماسية مع جيران إثيوبيا -بعد فشل الوساطة الأميركية، وتدخلات الاتحاد الإفريقي وجامعة الدولة العربية والأمم المتحدة- مثل أرض الصومال وإريتريا، على الرغم من أن هذه التحركات فشلت في تغيير سلوك أديس أبابا في الماضي ومن غير المرجح أن تكون ذا تأثير الآن.
وختم الموقع مقاله بأنه من غير المرجح أن تلجأ مصر إلى العمل العسكري مع استمرار الوضع المتوتر في ليبيا الذي ربما يدفعها لتدخل عسكري هناك.