انفجارات تهز العاصمة والآلية الثلاثية تطالب بوقف الاقتتال فورا وتبادل للاتهامات بخرق الهدنة السادسة
أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارين في شمال الخرطوم بحري صباح اليوم الأربعاء بالتزامن مع تحليق طائرات حربية، في حين تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة بينهما.
وقال مراسل الجزيرة في الخرطوم إن سلاح الجو السوداني واصل طلعاته الجوية واستهدف مواقع للدعم السريع في محاور القصر الجمهوري، والخرطوم بحري، وأم درمان، وشرق النيل، في المقابل أطلقت مضادات الطيران طلقات متقطعة من محيط القصر الرئاسي في محاولة لإبعاد هذه الطائرات.
وأضاف المراسل أن الهدوء ساد ليلة أمس الثلاثاء في أغلب أجزاء العاصمة الخرطوم بعد معارك عنيفة طوال اليوم بين وحدات الجيش وقوات الدعم السريع رغم الهدنة.
اتهامات متبادلة
في الأثناء، قال الجيش السوداني في بيان ليل الثلاثاء إن “الموقف العملياتي مستقر في جميع أنحاء البلاد عدا اشتباكات متقطعة مع المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في أجزاء من العاصمة نتيجة لخروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة، وذلك بمواصلة القصف العشوائي لبعض المواقع بما فيها الأحياء السكنية واستمرار التحركات العسكرية، والارتكاز داخل بعض الأحياء وسرقة ممتلكات المواطنين تحت تهديد السلاح”.
وأضاف بيان الجيش أنه رصد حدوث اشتباك بين قوات الدعم السريع في شرق النيل بالمنطقة الواقعة بين كبرى الكرياب ومرابيع الشريف بسبب شروع مجموعة منهم في الهروب.
واتهم قوات الدعم السريع بالاستمرار في أعمال كسر ونهب البنوك والمحلات التجارية في منطقة محيط ملعب الهلال بأم درمان.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بمواصلة خرق الهدنة الإنسانية المعلنة، مؤكدة أنها تصدت في عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم لاعتداءات الطيران والمدافع وتمكنت من إسقاط طائرة من طراز “ميغ”.
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تصدت لهجوم “جبان من طيران القوات الانقلابية والفلول” على المعمل القومي (استاك)، متهما قوات الجيش بتجاهل تحذيرات الجهات الصحية من احتواء المعمل على مواد خطرة، “في مسعى لإلصاق التهمة بقواتنا التي تصدت للهجوم ببسالة منعا لاستهداف المنشآت المدنية والإنسانية”.
تحركات دولية
وفي جديد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع المسلح في السودان، طالبت الآلية الثلاثية بعد اجتماعها الطارئ في أديس أبابا، بوقف الاقتتال السوداني بشكل فوري، وشددت على أهمية فتح ممرات آمنة، وتقديم المساعدات الإنسانية.
من جانبه، كشف محمد حسن ولد لبات مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن خطة للاتحاد من 4 نقاط أساسية لحل الأزمة السودانية، تم التفاهم عليها خلال اجتماع الآلية الثلاثية، وأكد أن الحل يجب أن يكون بين السودانيين، وألا يفرض عليهم من جهات خارجية.
وفي هذه الأثناء، قالت الولايات المتحدة إن اتصالاتها مستمرة مع الطرفين سعيا لإنهاء الصراع ومنع امتداده إلى مناطق أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ونظيره المصري سامح شكري ناقشا تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أمس الثلاثاء.
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الوزيرين اتفقا على مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر فيما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أجرى اتصالا هاتفيا برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي تركز على بحث الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف.
كما تطرق الاتصال كذلك للجهود المبذولة لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار البلاد.
بدورها، قالت حكومة دولة جنوب السودان إن طرفي الصراع في السودان وافقا “من حيث المبدأ” على هدنة لمدة 7 أيام، انتظارا لمحادثات تستهدف إنهاء الصراع الدائر منذ أكثر من أسبوعين.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن إدارة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قولها في بيان إن الهدنة تأتي بوساطة من الرئيس سلفا كير، الذي تحدث إلى كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال في السودان أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وتسبب في فرار نحو 100 ألف آخرين عبر الحدود
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.