انفجار مرفأ بيروت .. خسائر اقتصادية بالمليارات تضاعف معاناة اللبنانيين

انفجار مرفأ بيروت يخلف خسائر اقتصادية بالغة \ The Times of Israel
2

جاء انفجار مرفأ بيروت ليضاعف أوجاع الشعب اللبناني أكثر فأكثر خلال الفترة الحالية، وكأن لسان حالهم يقول “اللي فينا مكفينا”، فالقاصي والداني يدرك جيدًا أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية طاحنة تعد الأسوأ في تاريخ البلاد.

فالدخان الذي تصاعد أمس الثلاثاء من على جهة مرفأ العاصمة تصاعدت معه خسائر اقتصادية قدرها مراقبون بمليارات الدولارات، بعدما تحول المرفأ إلى خراب وأنقاض في ظرف دقائق معدودة.

أهم موانئ شرق البحر المتوسط

انفجار مرفأ بيروت بلا أدنى شك سيلقي بظلاله على الاقتصاد اللبناني الذي يعاني الأمرين أساسًا، فالميناء يعد من أهم الموانئ اللبنانية، بل وصفه خبراء بأنه الأهم في المنطقة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وفقًا لما نقله موقع (عربي بوست).

وتأتي هذه الأهمية نطرًا لما يتمتع به من موقع استراتيجي، حيث يعد معبرًا للبضائع والمواد الأساسية من دول العالم إلى لبنان ومن ثم تتم عملية التصدير إلى بقية دول الشرق الأوسط.

تم افتتاح المرفأ في العام 1894 بالتالي هو يعد ذو قيمة تاريخية وحجر أساس للاقتصاد اللبناني، إثر عملية الاستيراد والتصدير التي تقوم بدورها بتحريك دواليب الاقتصاد.

خسائر بمليارات الدولارات

هذا المرفأ المنكوب، يتعامل مع 300 مرفأ عالمي آخر، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3 آلاف سفينة ترسو فيه سنويًا، وبه 4 أحواض يبلغ عمقها 24 مترًا، كما أن هنالك حوض خامس يتم تشيده، فضلًا عن كونه يحوي 16 رصيفًا وأعداد كبيرة من المستودعات والصوامع لتخزين القمح.

ويقول المحلل الاقتصادي باسل الخطيب إن انفجار مرفأ بيروت يعد خسارة مؤلمة تصيب الاقتصاد اللبناني تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

ويوضح أن هذه الخسائر لها جانبان، الجانب الأول متعلق بتوقف عمل المرفأ، والثاني ناجم عن التكلفة الكبيرة جراء الدمار الذي لحق بالمرفأ.

ويمضي قائلًا: “توقف حركة الاستيراد والتصدير ستأخذ وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى الخسائر التي لا يمكننا تحديدها في الوقت الحالي لكنها بلا شك ستكون كبيرة للغاية”.

مرفأ بديل

وعلى الفور سعت السلطات اللبنانية في العمل على تخفيف حجم الخسائر الاقتصادية، بعدما أوصى مجلس الدفاع الأعلى في لبنان، الثلاثاء، بالانتقال إلى ميناء مدينة طرابس (شمالًا) حتى يقوم بلعب دور المرفأ البديل في عملية تأمين عمليات الصادر والوارد.

وصرح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، راوول نعمة، للوكالة الرسمية للأنباء مؤكدًا أن القمح الذي كان في صوامع مرفأ بيروت لا يمكن استخدامه لأنه ملوث، مطمئنًا المواطنين على وجود كميات كافة من القمح في المطاحن.

إلا أن الوزير لم يحدد الكمية التي تلوثت من القمح ولا الكمية المتواجدة في المطاحن ومتى يمكن أن تنفد.

الاعتماد على المساعدات

وعن حدوث أزمة قمح أو طحين في الوقت الراهن، يستبعد المحلل الاقتصادي باسل الخطيب، حدوثها، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الشقيقة بدأت في إعلان تقديم مساعدات غذائية عاجلة، كفرنسا والكويت.

مؤكدًا أن أفران الخبز في لبنان تملك كميات مقدرة من الدقيق يمكنها أن تسد الحاجة وقت الأزمة، إلى حين أن تصل المساعدات.

خسائر في الأرواح والممتلكات

وأمس الثلاثاء، تسبب انفجار مرفأ بيروت بسقوط 100 قتيل وأكثر من 3 آلاف جريح (حصيلة ليست نهائية)، فضلًا عن خسائر جسيمة حدثت في عديد من أحياء العاصمة بيروت ومحيطها.

وجاء الانفجار نتيجة مواد شديدة الانتفجار توجد بالمرفأ، وفقًا للمدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، إلا أنه أكد بأنه لا يستطيع استباق نتائج التحقيقات.

تجدر الإشارة أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ستصدر، الجمعة القادمة، قرار الحكم المتعلق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير من العام 2005.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.