بالفيديو.. رحلة الموت من الجزائر صوب أوروبا بحثًا مستقبل أفضل

مهاجرين جزائريين غير شرعيين في عرض البحر نحو أوروبا \ الشروق أونلاين
0

على الرغم من الحراك الثوري الذي اندلع في الجزائر لتصحيح الأوضاع، إلا أن رحلة الموت صوب القارة الأوروبية لا تزال تداعب مخيلة كثيرين من شباب الجزائر في سعهم نحو حياة أفضل.

فالأوضاع التي يعاني منها الشباب هنالك، دفعتهم نحو هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر في عرض البحر، واللجوء إلى قوارب الموت كوسيلة للهجرة غير الشرعية.

يسمونها في الجزائر “الحراقة” وهي القوارب التي تمتلأ بشباب تكسوهم الحسرة من أوضاعهم الداخيلة إلا أن الأمل هو محركهم نحو حياة أفضل يسعون إليها في القارة العجوز.

قارب الموت

يروي الشاب الجزائري فيصل تفاصيل قصته المثيرة مع قارب الموت الذي أوصلهم إسبانيا مع عدد من الرفقاء اتخذوا قرار الهجرة غير الشرعية لمستقبل أفضل، في مغامرة أوشكت أن تضع حدًا لحياتهم.

وبحسب موقع (عربي بوست) أوضح الشاب أن تكلفة الرحلة تزيد عن ألفين دولار، قام بجمعها هو وعدد من أصدقائه قرروا الهجرة سويًا.

ويقول فيصل إنه تعرف على شخص منظم للرحلات الغير شرعية إلى أوروبا عن طريق أحد معارفه، لتبدأ رحلة الموت من شاطئ صغير بمدينة مستغانم غربي الجزائر، وقاموا بالاتفاق مع المنظم على كل تفاصيل الرحلة.

تفاصيل المغامرة

ويروي فيصل تفاصيل مغامرته المحفوفة بالمخاطر، قائلًا: ” لم تخطر ببالي أبدًا فكرة الهجرة بقارب موت، لكني وجدت نفسي وسط البحر لساعات طويلة حيث نفد وقود القارب وتوقف المحرك، كما أن المؤونة التي معنا انتهت تمامًا فأصبحنا بلا ماء أو طعام، وتهنا في عرض البحر بعد أن فقدنا بوصلة الطريق المؤدية لمدينة ألميريا الإسبانية”.

ويضيف: “مكثنا في عرض البحر أكثر من 36 ساعة إضافية من 22 ساعة هي زمن الرحلة المتعارف عليه، كنا نعتقد أننا ينموت عطشًا وجوعًا، إلا أن بحارة إسبان أنقذونا وذهبنا إلى مركز العبور ومن هناك هرب كل واحد لمكان مختلف”.

إلا أن الأوضاع لم تمض كما يشتهي فيصل في إسبانيا، حيث لم يجد أي فصة للعمل بسبب إقامته غير الشرعية، ليهاجر بعدها إلى فرنسا عند أحد أقاربه بمدينة مارسيليا، ويجد وظيفة في مطعم بطريقة غير شرعية لكنه يحصل على حوالي 40 دولار في اليوم من شأنها أن تساعده لاستخراج الإقامة الشرعية، رغمًا عن صعوبة المنال.

قارب الموت يغري الجزائريين

ومع انتشار جائحة كورونا وفي ظل الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر لا تزال فكرة الهجرة غير الشرعية مغرية لكثير من الشباب. بعد توقفها لحوالي العام بسبب الحراك الشعبي.

وقالت وسائل إعلام إسبانية إن نشاط الهجرة غير الشرعية قد عاد من جديد مع شهر أغسطس الحالي، حيث عبرت عشرات القوارب طريقها من السواحل الغربية للجزائر وعلى متنها 457 مهاجرًا غير شرعيا من ضمنهم أطفال قُصر، حيث تستغرق رحلة القارب 24 ساعة.

وقبل أسابيع قليلة وصل أكثر من 100 شاب إلى السواحل الإيطالية مطلع شهر يوليو الماضي.

لغة الأرقام

قالت عدد من وسائل الإعلام الإسبانية بعد وصول هذا الكم الهائل من المهاجرين الجزائريين في ظرف يوم واحد، إن هؤلاء الشباب فقدوا الأمل في تحسن الأوضاع ببلادهم، وقادهم الإحباط صوب رحلة الموت باتجاه الضفة الأخرى.

وتؤكد لغة الأرقام الصادرة عن منظمات حقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان في الجزائر، أن عدد الأشخاص الذين أُحبطت محاولة هجرتهم ما بين يناير وديسمبر من سنة 2018 بلغ 3983 مهاجراً.

وكشف التقرير الذي أعدته المنظمة أنه من بين هؤلاء المهاجرين 287 امرأة إلى جانب 1126 قاصراً، حاولوا هجرة الجزائر عبر السواحل إلى الضفة الأوروبية للبحر الأبيض المتوسط، وكل من حاولوا الهجرة غير النظامية من الجزائر نحو أوروبا عام 2018 لقوا حتفهم، وعددهم 2160 جزائرياً ماتوا في البحر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.