برفضها مبادرة القاهرة للسلام .. تركيا تضع عينها على ثروات ليبيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج Middle East Monitor
0

حينما أعلنت تركيا رفضها مبادرة القاهرة للسلام الداعية إلى وقف إطلاق النار في ليبيا بين قوات الجيش الوطني والقوات الموالية لحكومة الوفاق، أكد بما لا يدع مجالًا للشك استمرار التدخلات التركية التي تقودها أطماع أردوغان للسيطرة على الثروات الليبية.

إلى ذلك، حذرت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، من استمرار القوى الخارجية في تزكية وإثارة حدة الخلاف والأزمة في ليبيا، مشيرة إلى أن التدخل التركي في ليبيا وسوريا والعراق أصبح مزعجًا.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي بالقاهرة عن التوصل لمبادرة شاملة ومشتركة لإنهاء الصراع في ليبيا.

ترحيب عربي ودولي

ولاقت مبادرة القاهرة للسلام ترحيبًا دوليًا وعربيًا واسعًا، خاصة أنها أكدت على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن.

وارتكزت المبادرة على مخرجات مؤتمر برلين والتي نتج عنها حلا سياسيًا شاملًا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة (المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية) واحترام حقوق الإنسان واستثمار ما انبثق عن المؤتمر من توافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية.

ووفقًا لموقع (بوابة إفريقيا الإخبارية) فقد أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، الإثنين، على تصميمها إطلاق مفاوضات ليبية بأسرع وقت.

ووصفت الخارجية الروسية، المقترحات التي طرحتها القاهرة بأنها شاملة، مؤكدة أنها يمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات طال انتظارها بين الأطراف الليبية.

أوامر تركية           

ورغم الإجماع الدولي على أهمية المبادرة المصرية في وضع نهاية للأزمة الليبية، فقد سارعت حكومة الوفاق إلى رفض وقف اطلاق النار، وأعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، الاستمرار في العمليات العسكرية.

وبدا واضحًا أن هذا ارفض يأتي بأوامر من تركيا خاصة وأن السراج كان في زيارة لأنقرة حيث تلقى التعليمات من الرئيس التركي الذي زاد في تأكيد الأمر حين صرح بأن  مساعي حكومة الوفاق للسيطرة على سرت مستمرة.

مضيفًا أن مدينة سرت ومحيطها مهمة لوجود آبار النفط،”وبعد ذلك ستكون العمليات أكثر سهولة، لكن وجود آبار النفط والغاز يجعل العمليات حساسة”، مشيرًا إلى أن عمليات السيطرة على قاعدة الجفرة مستمرة أيضًا.

أطماع تركية

وتكشف هذه التصريحات أطماع أردوغان في السيطرة على الحقول النفطية في ليبيا بما يسهل عمليات نهب ثروات البلاد.

وفي محاولة للتشويش على مبادرة القاهرة، قال الرئيس التركي إنه بحث الصراع في ليبيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مكالمة هاتفية وإنهما اتفقا على “بعض القضايا” المتعلقة بالتطورات هناك.

استمرار هجمات مرتزقة تركيا

ودفع رفض حكومة الوفاق لوقف اطلاق النار واستمرار هجمات مليشياتها ومرتزقة تركيا، الجيش الوطني الليبي إلى تعزيز قواته المتمركزة في محاور القتال بسرت وضواحيها بعناصر إضافية، حيث أعلن الإعلام الحربي التابع للجيش أمس وصول تعزيزات عسكرية إضافية إلى محاور القتال.

وقال اللواء أحمد المسماري،المتحدث باسم القيادة العامة،أن العمليات العسكرية وخصوصا الجوية لن تتوقف إلا بعد قبول الطرف الآخر للمبادرة وغير ذلك لن يكون مجديا.

أطماع أردوغان في النفط والغاز

ويصر أردوغان على احتلال مدينة سرت الليبية التي تسيل لعابه بشكل كبير جعله يقر صاغرا بأطماعه حين قال:” سندخل سرت لوجود آبار النفط”.

ويشير هذا التصريح بشكل واضح عن نوايا أردوغان الدنيئة تجاه الثروات النفطية في ليبيا، حيث يحاول السلطان العثماني المزعزم بحسب خبراء ياحتلال سرت الليبية طمعا في النفط والغاز، وذلك لأنها ستحقق له أهدافا عسكرية وسياسية واقتصادية.

ويمثل هذا العبث التركي خطرًا كبيرًا يتهدد ليبيا والمنطقة ككل، حيث سيسهم الغزو التركي في ليبيا في إثارة التوترات الإقليمية وإطالة أمد الحرب في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لحلحلة الأزمة الليبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.