بشار الأسد.. في كلمة متلفزة بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية 2021

بشار الأسد.. في كلمة متلفزة بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية 2021
0

ألقى الرئيس السوري المنتخب بشار الأسد مساء اليوم الجمعة كلمة متلفزة، موجهة للشعب السوري الذي انتخبه لولاية جديدة لسبعة أعوام بنسبة 95.1% من الأصوات الناخبة.

وجاء في كلمة الرئيس بشار الأسد أنه: “في كل استحقاقٍ وطني، سواءٌ كان هذا الاستحقاق دفاعاً بالسلاحِ أو بالرأي أو بالعمل أو استحقاقاً دستورياً، كنتم دائماً تضعونَ تعريفَكم الخاص لمعنى الوطنية”.

وتابع الأسد قائلاً: “و في كل مرحلة مررنا بها، كان تعريفُكم يحمل رسائلَ خاصة، سواء للصديقِ أو للعدو، تنطلق من ظروف تلك المرحلة و تتناسب مع تحدياتها، و مع أن رسائلَكم العديدة لم ينقُصْها في أي وقت من أوقات الحرب البلاغةَ و الحكمةَ و الوضوحَ الصارخِ بمفرداته، و المعاني العميقة التي تحملها السطور و ما بين السطور … إلا أن الخصوم و الأعداء أصروا على تجنبها و إنكارها، كجزء من سياساتهم المبنية على إنكار الواقع، و إنكار فشل و هزيمة سياساتهم، و عدمِ الاعتراف بانحطاط مبادئهم و أخلاقهم، و بدوا خلال سنوات مضت و قد أصابهم العمه العقلي … فهم يرون بعيونهم لكنهم لا يرون بعقولهم”.

وعن وطنية الشعب السوري قال الأسد: “”في هذا الاستحقاق فإن تعريفَكم للوطنية لم يختلف بالمضمون، لكنه اختلف بالطريقة والأسلوب، وسيختلف حتماً بالنتائج والتداعيات.. و ستخترق رسائلُكم كلَّ الحواجزِ و الدروعِ التي وضعوها حول عقولِهم … و ستنقل عقولَهم من حالة السُبات الإرادي التي عاشوا فيها لسنوات، إلى حالة التفكير القسري فيما يحصل على أرض الوطن”.

وتطرق الرئيس السوري بشار الأسد إلى الاحتفالات الكبيرة التي عمت في محافظات سوريا قائلاً: “ما قمتم به خلال الأسابيع الماضية لم يكن مجرد احتفالات بمناسبة، و لا مجرد تعبير عن اندفاع و عاطفة وطنيتين، أو التزام بواجب وطني هو المشاركة بالانتخابات الرئاسية، ما حصل يتجاوز كل ذلك بمساحات واسعة و مسافات كبيرة، ما قمتم به كان ظاهرةَ تحد غيرِ مسبوق لأعداء الوطن بمختلف جنسياتهم و ولاءاتهم وتبعيتهم، كان تحطيماً لغرورهم و كبريائهم الزائف، و صفعةً على وجوه عملائهم و أزلامهم”.

ووصف السد تحدي الاستحقاق الانتخابي بانه: “أعلى درجاتِ التعبيرِ عن الولاء الصادق و العميق للوطن، و هو أقوى مستوياتِ الشدةِ في إرسال الرسائلِ المناسبة ِلأشخاص جلسوا في الغرف المظلمة يحوكون الدسائس و يرسمون الخطط ، و يحلمون بالنجاح على حساب أموالنا و دمائنا و شرفنا و كرامتنا، والذين سيندُبون حظهم مرة أخرى مع إمعاتهم ، لسوء تقديرهم و خطأ حساباتهم، و قصر نظرهم، وعدم فهمهم لحقيقة و طبيعة و معدن هذا الشعب”.

وعظَّم الرئيس السوري إنجاز شعبه في الاستحقاق الانتخابي قائلاً: “لقد قلبتم الموازين ونسفتم قواعدَ اللعبة وأكدتم بما لا يدع مجالاً للشك أن قواعدها توضع هنا، وتصنع هنا، وتحدد هنا، بأيدينا.. ولا مكان لشركاء سوى للإخوة والأصدقاء”.

وعن اختيار الشعب السوري له في الانتخابات قال الأسد: “اختيار الشعبِ لي لأقوم بخدمته في الفترة الدستورية القادمة هو شرف عظيم لا يرقى إليه سوى شرف الانتماء لهذا الشعب.. ليس بالهوية فقط، وإنما بالتطلعاتِ والأفكار والقيمِ والعادات، وما يزيدني حماسةً وثقةً بالمستقبل، هو روحُ التحدي الموجودةِ لديكم، والتي من دونها، لا يمكن لحامل المسؤوليةِ من مواجهة التحديات الوطنية الكبرى … ومن دونها لا يمكن لوطنٍ القيامُ بعد ١٠ سنوات من الحرب. إنها القوةُ الكامنةُ لديكم والتي تظهر بشكلها الجلي في المفاصل الكبرى، والتي تستفزُها التحديات، وتحولها إرادتُكم إلى عمل وإنجاز، إنها الطاقة الجبارة التي تمد الوطن بالقوة، وتؤهله للفوز والانتصار”.
وأضاف: “وأنا واثق من أننا بهذه الروح المقاتلة، سنتمكن من هزيمة كل أعدائنا مهما كثُرت النزالات، واشتدت الخطوب، هذه الروح هي ما نحتاجه للمرحلة القادمة، وهي مرحلة عمل مستمرٍ ومقاومةٍ وصمود، لكي نثبت لأعدائنا مرة أخرى أن محاربة شعبِنا بمتطلباته الأساسية وبلقمة عيشه، لا تزيده إلا تمسكاً بوطنه، وبكل ما يرمز إليه، وأن هذا الشعب عند الاستحقاقات والامتحانات الكبرى، دائما ما اثبت ان الوطن يعلو ولا يعلى عليه”.

وختم الأسد كلمته بتوجيه التحيات إلى الشعب السوري في الداخل والخارج الذين عبروا بطريقته الخاصة عن وطنيتهم ومحبتهم لسوريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.