بعد تعثر المفاوضات على المستوى الفني والقانوني.. إثيوبيا توشك على ملء سد النهضة
الجدل لا زال مستمراً فيما يتعلق بـ “المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي“، ولم تتوصل الأطراف المعنية إلى حلول حقيقية وفعلية على المستويين الفني والقانوني .
اتجاه إلى الملء
وشهدت الساعات القليلة الماضية انتشار الكثير من الأنباء على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن أن إثيوبيا تتجه إلى الملء الأول للسد في الشهر الحالي .
وانتشرت الأخبار بعدة لغات منها الأمهرية والإنجليزية وكذلك العربية، في إشارة إلى أن إثيوبيا تتجه فعلياً إلى الملء في الشهر الحالي .
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أدلى بتصريحات في مجلس النواب أول أمس الثلاثاء تشير جميعها إلى أن إثيوبيا ماضية في ملء السد، وهو ما يدعم الاخبار والأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي انتشرت خلال الساعات الماضية .
حالة ارتباك
وأدى انتشار الأخبار إلى حالة من الارتباك الإعلامي في الدول ذات الصلة بالقضية، وهي: السودان الذي ظهرت فيه أصوات تنبه لانخفاض منسوب مياه النيل الأزرق هذا العام، ومصر التي تشكو من استمرار التعنت الإثيوبي في المفاوضات، بالإضافة
إلى إثيوبيا ذاتها التي تعيش حالة من الاضطراب السياسي بعد مقتل أكثر من 200 شخص من قومية أورومو في أعقاب اغتيال المغني الأورومي هاشالو هونديسا .
وقال مصدر سياسي إثيوبي بـ”جبهة تحرير تغراي” المناوئة لأبي أحمد وحزبه الجديد لوسائل إعلام محلية، ” إنّ الحسابات التي تروج لبدء ملء السد استخدمت مقاطع فيديو من سدود أفريقية أخرى لمحاولة الإيحاء للرأي العام المحلي بجدية أبي أحمد الذي يواجه مشاكل داخلية كبرى دفعته لتصعيد لهجته في الآونة الأخيرة والحديث عن مواجهته لمخططات انقلاب داخلية مدعومة من الخارج” .
تعطيل الإنجازات
وأضاف بأن” التلميح أكثر من مرة إلى أن القوى الإقليمية والدولية التي ترغب في تعطيل الإنجازات، حتى أصبح الرأي العام الإثيوبي مقتنعاً بتورط مصر بدعم أميركي في حادث اغتيال المغني وغيره من الوقائع التي شهدتها البلاد أخيراً” .
وبدأ آبي أحمد يعمد أخيراً على استخدام عبارات وألفاظ متناقضة عند مقاربة قضية سدّ النهضة، ومنها التصريحات التي أدلى بها في مجلس النواب الذي انعقد بصورة استثنائية الثلاثاء الماضي في قاعة مؤتمرات وليس في مقره لمنع انتشار فيروس كورونا .
جاهزية السد
وكان التلفزيون الرسمي الإثيوبي قد قال أمس بأن “السد سيكون جاهزاً لبدء الملء منتصف الشهر الحالي، من دون تحديد يوم بعينه لبدء الملء وبغض النظر عن المفاوضات بين الأطراف المختلفة” .
وأشار إلى أنّ الأعمال التحضيرية للملء، مثل تطهير الغابات وإزالة الحشائش الضارة الموجودة بكثافة في بحيرة تانا والمنطقة خلف السدّ، متواصلة على قدم وساق .
وأوضح بأن “المياه المحجوزة حالياً خلف السد لا تمثل الكميات التي سيتم تخزينها بالفعل، وهي متجمعة بسبب غزارة مياه الفيضان حالياً