عقب سيطرة قوات حكومة الوفاق الليبية على قاعدة الوطية في جنوب غربي البلاد تتسارع وتيرة الأحداث بشكل كبير، إذ أن حكومة الوفاق استطاعت السيطرة على أهم القواعد بالنسبة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر .
مربع السلام
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه العديد من المصادر لوسائل الإعلام الليبية عن ضغوطات دولية كبيرة ومكثفة على معظم الأطراف الليبية من أجل الوقف النهائي للقتال في البلاد .
وطالبت هذه الأطراف الدولية بأن تتوقف الحرب في ليبيا من أجل العودة مرة آخرى إلى مربع المفاوضات التي كانت حكومة الوفاق تتبنها قبل الدخول في علمية تطهير وواسعة ضد قوات اللواء المتقاعد حفتر والذي لم ينصت لمناداة الوفاق بالمفاوضات .
ولا شك أن سيطرة الوفاق بقيادة فائز السراج على أهم القواعد في البلاد من أيدي أبناء حفتر جعل الكثير من المعادلات مقلوبة بالنسبة لحفتر، وهو ما يشير إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد تطوراً كبيراً في هذا السياق .
تدمير منظومة دفاع
وانتقلت قوات الوفاق في الاشتباكات الدائرة بينها وقوات اللواء إلى جانب آخر وتحديداً في مدينة ترهونة، حيث تمكنوا من تدمير منظومة دفاع جوي في المدينة تتبع لحفتر .
ولا شك أن مثل هذه الخسائر قد جعلت من قوات اللواء متخبطة في الكثير من القرارات المهمة، وهو ما ظهر جلياً في حالة الارتباك في بيانات المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر أحمد المسماري .
وكان ذلك خلال مؤتمر صحفي نهار أمس الثلاثاء، حيث أوضح في المؤتمر بأن أوامر حفتر تقضي بإعادة تموضع للقوات في محاور جنوب طرابلس .
في حين أن الصفحة الرسمية لقيادة حفتر أوضحت في قت لاحق بأن قوات حفتر سوف تنسحب من من محاور جنوب العاصمة طرابلس إلى مسافة 3 كيلو مترات، ونوهت الصفحة إلى ان سحب القوات يأتي من اجل توسيع المجال في مساحة طرابلس لتأدية الشعائر الدينية للمواطنين لا سيما وأن شهر رمضان يدخل أيامه الاخيرة في الوطن العربي عموماً .
تهدئة أجواء الحرب
وكان البيان قد طالب حكومة الوفاق بتهدئة أجواء الحرب في الوقت الحالي باعتبار أن الأيام المقبلة سوف تكون أيام أعياد في البلاد .
وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرين من قوات الوفاق بأنه حلقة من المراوغات التي يبرع حفتر وقواته في نسجها في مثل هذه الظروف .
إذ يراه البعض بان حفتر يريد إراحة قواته التي خسرت الكثير خلال الفترة المقبلة، لا سيما عقب الصراع المستمر لأيام من أجل السيطرة على قاعدة الوطية .
