تأجيل توقيع اتفاق السلام السوداني.. وصراعات متجددة بين الحركات المسلحة
تأجل اتفاق توقيع السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية، الذي كان مقرراً له أمس الثلاثاء، وتصاعدت أعمال العنف بشكل كبير في أقليم دارفور .
وحدث بعض الانقسامات في الحركات المسلحة الأمر الذي حال بتأجيل توقيع اتفاق السلام، وهو ما يشير إلى أن الفترة المقبلة سوف تكون أكثر تعقيداً للحكومة السودانية التي أثقلت بالكثير من القضايا والإشكاليات .
ويعتقد بعض السياسيين بأن هناك شكوك كبيرة بأن فلول النظام السابق هي التي تقف وراء هذه الأحداث، وذلك بتعمدهم لنشر الفوضى في الأطراف والهامش، ما يشير إلى أنهم موجودون حتى الآن بالرغم من اعتقال السلطات للكثير من رموزهم في الفترة الماضية .
قبل التوقع
وكانت العديد من أعمال العنف قد اندلعت قبل التوقيع على الأحرف الأولى بساعات بين الجبهة الثورية والتي تضم في عضويتها الكثير من الحركات المسلحة والتنظيمات السياسية المختلفة، والحكومة الانتقالية في السودان .
وفي ظل تصاعد التوترات الكبير في الأقليم عملت حكومة ولاية شمال دارفور إلى إعلان حالة الطوارئ بداية من يوم أمس الثلاثاء، وإلى أجل غير مسمى، أو حتى إنجلاء هذه الأزمة التي حدثت في الأقليم .
تأجيل التوقيع
وكانت حكومة جنوب السودان صاحبة الوساطة في المفاوضات، قد قررت تأجيلها إلى وقت غير مسمى، بعد أن كانت جوبا تتحضر للتوقيع على الأحرف الأولى، دون تحديد أمد نهائي على التوقيع .
ومن المتعارف عليه فإن مسار دارفور في اتفاق السلام واجه عقبات عديدة، وذلك نتيجة للانقسامات التي تشهدها الحركات المسلحة في الأقليم .
ويعرف عنالحركات المسلحة في أقليم دارفور بانها كثيرة للغاية، إذ يصل عددها حتى الآن إلى 80 حركة، ومعظم هذه الحركات صغيرة، منشقة من آخرى كبيرة .
وفي السياق نفسه فإن حركة جيش تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور لم تشارك في المفاوضات ورفضت الاعتراف بمسار جوبا، الأمر الذي يخلق صراعات تطفو على السطح كلما خطت محادثات السلام خطوة إلى الأمام .
حادثة فتابرنو
وكانت وحدة “فتابرنو” التابعة لمحلية “كتم” بشمال دارفور، اعتصاما مفتوحا شارك فيه أبناء المدينة منذ أسبوع .
وطالب المعتصمون بتحسين الأوضاع الأمنية وتعيين حكومة مدنية لولاية شمال دارفور، قبل أن يتعرض الاعتصام لهجوم من قبل مجهولين ارتدوا زيا مدنياً أسفر عن مصرع عشرين شخصا وإصابة العشرات .
وذلك بحسب بيان صادر عن حركة العدل والمساواة، التي تعتبر من أكبر الفصائل المسلحة في أقليم دارفور .
وجميع هذه المؤشرات تدل على أن تحقيق السلام في الأقليم لن يكون سهلاً لا سيما في ظل الصراعات المتجددة بين القوات المسلحة المختلفة في تلك المناطق .