حذر ممثل الرعاة بجنوب كردفان، صديق حامد إدريس في مفاوضات السلام التي انفض سامر جلساتها قبل يومين، بعد فشل أطراف التفاوض في الوصول الى تفاهمات بشأن النقاط الخلافية، حذر من مغبة تدهور الأوضاع الأمنية بولاية جنوب كردفان مشيراً إلى استمرار المعارك والصراع المسلح خلال أيام المفاوضات ، ودعا صديق الحكومة الانتقالية إلى رفع درجة الاستعداد الأمني بالولاية، وقال: نطالب بنشر وزيادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لتلافي انهيار وانزلاق الأوضاع في الولاية إلى الفوضى، وأضاف: ينبغي على الحكومة التعامل مع الأوضاع في جنوب كردفان بذات الدرجة القصوى للجاهزية والاستعداد الموجودة في دارفور، وحذر صديق في كلمته بمؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء بفندق إيواء في الخرطوم من مغبة تجاهل بقية مكونات الولاية الإثنية وحصر التفاوض في مكون واحد من مكونات جنوب كردفان، وقال إنهم انتقدوا لدى مشاركتهم في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال؛ بقيادة عبدالعزيز الحلو في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا قبل أيام؛ عنونة اللافتة الخلفية لجلسة التفاوض باسم جنوب كردفان جبال النوبة، وأعلن ممثل الرعاة في المفاوضات استعداد ودعم الرعاة والمجتمع المحلي بجنوب كردفان لجهوده ودفع عملية السلام العادل، مشيراً إلى أنهم كممثلين في المفاوضات التقوا بقيادات الحكومة الانتقالية التي تقود وفد التفاوض بجوبا وسلموهم مذكرات ورؤى المجتمع المحلي والإدارات الأهلية المتعلقة بسير التفاوض وقضايا المنطقة، وقال إن الوفد الحكومي رحب بهم واستمع إليهم وتعهد بالعمل برؤيته، َولكنهم تفاجأوا بتعنت وفد الحركة الشعبية؛ جناح الحلو ورفضهم مقابلة ممثلي الرعاة والمجتمع المحلي، وقال: استعنا بعدد من الأصدقاء في جوبا من أجل الظفر بلقاء قيادة الحركة الشعبية وتسليمهم رؤيتنا للحل والسلام، ولكننا وجدنا الرفض والتعنت الكامل منهم، ولم نترك باباً إلا وطرقناه دون جدوى، وفي النهاية عدنا وأوصلنا رسائلنا لهم عبر أشخاص نثق فيهم، وأضاف صديق: ينبغي على كافة الأطراف الاستماع ومعرفة رؤيتنا كممثلين لمجتمع محلي ومكون مهم في جنوب كردفان من قبل كافة الأطراف في العملية التفاوضية، وتابع صديق ، هناك مشاكل مختلفة وكثيرة يجب تضمينها ومراعاتها في التفاوض؛ سيما وأننا لانجدها بين أجندة التفاوض، مشيراً إلى أزمات ومشكلات الأرض والرعاة والمزارعين، وقال: ينبغي عمل مراجعات قانونية لقانون ملكية الأرض وتأسيس الإدارات الأهلية، فضلاً عن العمل على تشجيع العودة الطوعية للنازحين الى قراهم وأراضيهم التي فقدوها بسبب الحرب، وقال ينبغي على الحركة الشعبية قطاع الشمال أن لا تغفل تلك الأمور وهذه القضايا الملحة، ودعا صديق إلى إنهاء حالات النهب والتفلتات الأمنية، وقضايا قفل المراحيل والمصارف والمخارف، وتوفير الخدمات، وشدد على ضرورة تشكيل مفوضية خاصة بالرعاة لمعالجة أزماتهم ومشكلاتهم، وتأهيل المصارف والمخارف وتأهيلها بالمياه.وطالب صديق – في مؤتمره الصحفي – الحكومة الانتقالية بالاهتمام بالثروة الحيوانية ، وتوفير الخدمات والمراحيل والنزل وحماية الحقوق الرعوية في جنوب كردفان، وأضاف نخشى أن ينهار القطاع في الولاية كما انهار القطاع الغابي ، سيما وأن الأوضاع الآن تمتد تأثيراتها على الماشية، وبسببها فقدنا الكثير من أعداد الأبقار والإبل والضأن، وشدد على ضرورة وقف تصاديق المشاريع الزراعية، التي بسببها تقل مساحات الرعاة، واشتكى من تعرض الرعاة للسرقة والنهب من بعض القوة المسلحة الموجود في المناطق الرشقية للولاية على الحدود مع دولة جنوب السودان، وقال: لا نعلم إلى أي جهة تتبع هذه القوات ، ودعا صديق الحكومة إلى عقد مؤتمرات صلح عاجلة – على حد وصفه – لإنهاء حالة الانقسام والصراع القبلي الذي نشب في عدد من المناطق بجنوب كردفان ، مشيرًا إلى أن إحصائيات منسقية الرعاة تشير إلى فقدان”262″ شخصاً في النزاع القبلي الذي نشب في الدلنج قبل فترة، فضلاً عن فقدان”11,400″ رأس من البقر و”6,000″ راس ضأن و”6,000″ من الإبل، وهذا كله في نزاع واحد فقط، دعك من بقية النزاعات التي تجددت في كادوقلي وغيرها من مناطق الولاية بين مكوناتها الإثنية المختلفة، ونبه صديق إلى صعوبة تنفيذ جبر الضرر في ظل هذه الأرقام الكبيرة للخسائر، ولكنه شدد على أهمية مشاركة الحكومة ومساهمتها لتنفيذ جبر الضرر حتى تهدأ النفوس ، وقال لابد أن يتم إدراج جبر الضرر بين بنود اتفاق السلام ، وشدد على ضرورة أن تعمل الإدارة الأهلية على إقامة التحالفات ومواصلة الأرحام، واستعادة الماضي القريب من التعايش والسلام بين مختلف مكونات الولاية المتنوعة والمتصاهرة، مؤكداً أنهم كمسلمين في الولاية؛ يعترضون على مطالب الحلو المتمثلة في تقرير المصير وفصل الدين والزكاة، ويساندون مطالب مجانية التعليم والتمييز الإيجابي في الخدمات وتأهيل الإدارة الأهلية.
السابق بوست
