تحديات الأزمة السياسية السودانية.. الحلول الغربية
يعيش السودانيون ظروفاً إستثنائية تتبعها هواجس ضبط الأمن والهموم المعيشية والضغوط وهواجس الإنتقال لما بعد ثورة البلاد التراكمية و العبور بالمرحلة الإنتقالية تمهيداً لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة بعد ترتيب الأمور ومعالجة تحديات النازحين واللآجئين بإقاليم البلاد المختلفة عامة و إقليم دارفور خاصة لضمان مشاركتهم في العملية الإنتخابية للعبور نحو فجر جديد بهذا الوطن يضمن مشاركة الجميع في صنع وإتخاذ القرار والمشاركة في السلطة وتوزيع الخدمات الصحية والتعليمية.
لم تفلح القوى السياسية بالبلاد من إدارة المشهد بشكل صحيح ولم تستطيع الإستفادة من التعددية الإجتماعية لهذا الوطن العظيم بإمتداده الكبير في ظل صراعاتها ضمن نظام المحاصصة والتقاطعات الإيديولوجية مما أدى في محطات كثيرة إلى تعثر الفترة الإنتقالية .
أن عمق الأزمة السودانية يعود إلى تراكمات سنين و عقود الأمر الذي يعكس عجز الأنظمة السياسية في التعاطي مع الأزمة و معالجتها معالجة جذرية الأمر الذي ساهم في قيادة السودان إلى أزمة عميقة في لوحة لو إستمرت بتلك المنوال ستقود إلى تفكيك المجتمعات السودانية ويحقق مساعي الإستعمار الذي خطط لتقسيم الوطن إلى دوليات بهدف إحكام القبضة عليه وتحقيق أجندة وأطماع تجاه ثروات البلاد وموقعه الجغرافي المميز وأرضيته الخصبة، الأمر الذي يثير القلق على مستقبل السودان العظيم .
لن ننكر أن الساحة السياسية في السودان تعاني من إنعكاسات وتدخلات خارجية قاسية أضرت بالسودان نتيجة غياب التوافق السوداني السوداني ليفرض علينا الواقع حتمية إيجاد حلول للخروج من الأزمة لأن السودان في قعر الهاوية والطريق للخروج منها مشروط بتوافر الإرادة لدى القوى السياسية بإصلاح النظام السياسي وتقبل بعضها البعض وتقديم المصلحة العامة على جميع المصالح الأخرى، كما أن معالجة الوضع في السودان يتطلب عقد حوار عام يجمع أهل الشأن السياسي عامة على إمتداد الوطن لمناقشة وتفكيك الأزمة من الجذور بهدف الوصول إلى نقاط تحفظ السودان، فالمحاولات التي تدفع بجهات خارجية لمعالجة الأزمة عبر تسويات تحاول بها ضبط موازين القوى السياسية وتهدئة الشارع الثوري وتحقيق أكبر مكاسب لهم.. لن تنجح في معالجة قضايا البلاد لأنها تتعامل مع قضية الوطن على مساحات الخرطوم و إستخدام الحوار لتحقيق التوازن في الخرطوم يؤدي إلى الفشل و إستقرار السودان لا يمكن تحقيقه تحت ظل هيمنة فئوية تستنفر المتضررين فضلاً عن إستعانة أي طرف بقوى خارجية تدفع بالآخرين للأمر نفسه مما يجعل السودان ساحة صراعات متجددة.. على الشعب أن يعي لا فائدة من الغرب بل يريدونك أن تصبح عراق أو صومال جديد
حذيفة
السبت 12/نوفمبر /2022
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.