تحركات إفريقية لحل نزاع السودان وسط استمرار المعارك


كشف مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك لـ”الشرق”، السبت، عن وجود مشاورات مع قادة أفارقة لعقد قمة دول جوار السودان “قريباً”، بهدف بحث ملف الأزمة السودانية، وسط استمرار المعارك في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.

وقال قلواك: “نزور تشاد، الأربعاء المقبل، لبحث الأوضاع في السودان وتقديم الدعوة للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي لعقد قمة دول جوار السودان”، لافتاً إلى أن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيجري “اتصالات” مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الإريتري إسياس أفورقي “من أجل دعوتهم لحضور القمة”.

وتعتزم مصر استضافة قمة لرؤساء دول جوار السودان، للتباحث حول كيفية إحلال الأمن والسلام، ووقف القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحسب تصريحات سابقة لقلواك.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، أجرى جولة منتصف الأسبوع، شملت دولتي تشاد وجنوب السودان لـ”التنسيق والتشاور مع دول جوار السودان حول تطورات الأزمة، وتأثيراتها الإقليمية والدولية وسبل تنسيق الجهود من أجل حلها”، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

إغلاق المجال الجوي السوداني
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية، بالتزامن مع إعلان سلطة الطيران المدني في السودان تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران، الذي بدأ في منتصف أبريل الماضي مع انطلاق شرارة الاشتباكات حتى 31 مايو الجاري.

لكن السلطة استثنت في بيانها “رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء، بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص”.

وهزّ القتال، السبت، العاصمة الخرطوم والمناطق المجاورة وكذلك مدينة الجنينة في منطقة دارفور، وتحدث سكان العاصمة عن ضربات جوية عنيفة بشكل متزايد، بحسب وكالة “فرانس برس”.

ولا يزال ملايين من سكان الخرطوم ينتظرون تنفيذ التزام الطرفين المتحاربين، بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الانسانية.

وكان ممثلا قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وقعا ليل الخميس إلى الجمعة في جدة “إعلاناً لحماية المدنيين في السودان”.

ويقضي الاتفاق بتوفير “ممرات آمنة” تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الانسانية، لكنه لم يشر إلى هدنة، وتحدث عن مزيد من المشاورات للتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، ولاحقاً “مناقشات موسعة لوقف دائم للأعمال العدائية” التي أوقعت منذ اندلاعها قبل شهر أكثر من 530 ضحية، وقرابة 3 آلاف جريح، بحسب بيانات نقابة أطباء السودان.

معارك مستمرة
وقال سكان الخرطوم لـ”فرانس برس”، إن “جدران المنازل كانت تهتز” في كثير من الأحيان، فيما لا يزال القصف المدفعي مستمراً في بعض الأحياء.

هذا وذكرت وكالة “رويترز”، نقلاً عن عدد من السكان، أن مقاتلي “الدعم السريع” يواصلون الاستيلاء على المباني، وهو ما نفته هذه القوات، مشيرةً إلى أن الجيش ينفذ غارات جوية أصابت أهدافاً مدنية.

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان، السبت، الجيش بالقيام بما أسمته “محاولات خبيثة لتجريم الدعم السريع في مسعى مكشوف لمداراة خيباتها وهزائمها”، في المقابل، ذكر الجيش في بيان أن الدعم السريع “احتل 15 مستشفى بالعاصمة، وطرد المرضى واحتجاز الكوادر الطبية، وإجبارهم على علاج منسوبيهم”.

ومنذ اندلاع الحرب قبل 4 أسابيع، يعيش ملايين السودانيين في الخرطوم داخل منازلهم في درجة حرارة خانقة، وفي ظل انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، ويعانون من نقص في الغذاء والنقود والوقود.

وخارج العاصمة، يشهد إقليم دارفور الواقع على الحدود مع تشاد، اشتباكات عنيفة، أدت، وفق الأمم المتحدة، إلى سقوط 450 ضحية حتى الآن، في حين يشارك الطرفان المتحاربان في هذه المعارك إضافة إلى مقاتلين ينتمون لقبائل متناحرة ومدنيين مسلحين.

وقالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية محلية، إن 77 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في الجنينة حيث اندلع قتال، الجمعة، بعد فترة هدوء استمرت أسبوعين.

وأضافت الهيئة أن “هجوم مجموعات مسلحة تستخدم مواتر (درجات نارية) ومركبات الدعم السريع على مدينة الجنينة، الجمعة، ولا تزال تمارس أعمال القتل والنهب والحرق والترويع”.

دعم اللاجئين
ويعبر آلاف الأشخاص يومياً الحدود نحو مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا، وهي دول لم تتلق من أجلها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “أكثر من 15%” من الأموال التي تحتاجها للعمل قبل الحرب.

ودعت وزارة الخارجية السودانية في بيان، السبت، المجتمع الدولي وخصوصاً الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية و”الهيئة لحكومية للتنمية”، إلى تقديم “مساعدات إنسانية” في مواجهة “الوضع الانساني السئ”.

وقال البيان إن الحكومة السودانية “تعهدت” بتخصيص “مطارات بورتسودان (شرق) ودنقلا (شمال) ووادي سيدنا العسكري (شرق) لاستلام المساعدات”.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن النازحين الذين يعيشون في مخيم كبير في شمال دارفور، أصبحوا يتناولون وجبة واحدة يومياً بسبب توقف برامج المساعدات الغذائية من جراء القتال، مشيرةً إلى أن وضع الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية سيتدهور على الأرجح

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.