تحليل تصريح الخارجية الأمريكية في ظل اضطراب الخطاب الرسمي السوداني

1/ تصريح وزير الخارجية الأمريكي بتاريخ 21 أكتوبر فى قناة الجزيرة حول “استعدادهم لإستخدام جميع الأدوات المتاحة ضد الذين يسعون لعرقلة التقدم نحو التحول الديمقراطي في السودان”.
2/ هذا التصريح يعتبر من اخطر احداث العام ٢٠٢٢م ويبدو أن له ما بعده، ولذلك يجب أن ياخذ حقه من الإنتباه والتحليل في إطار التصريحات المثارة حول التدخلات الخارجية، وعلى وزارة الخارجية التعليق بحكمة وتوجيه رسالة ذات شقين تخاطب الداخل والخارج وتحمل مضامين وطنية ورؤية الحكومة الواضحة في السعي للتوصل إلى حل للإحتقان وتحقيق التحول الديمقراطي، مع توضيح أن كثير من الأنشطة السياسية والاجتماعية للمبعوثين الأجانب بالسودان تساهم أيضاً في عرقلة التحول الديمقراطي من حيث أن كل دولة تنظر إلى التحول الديمقراطي من ناحية تحقيق مصالحها في السودان، دون النظر للمصلحة الوطنية للبلاد وهذا ما يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي، وهو ما سيهدد، على نحو بيّن، فرص تحقيق المساعي الأممية لأي اختراق في الأزمة السودانية، بالرغم من أن كثير من السودانيين ينظرون بريبة إلى تحركات فولكر ونواياه من الوقوف موقف الميسّر للوصول إلى اتفاق بين طرفي الصراع في المسألة السودانية، ومحاولاته لفرض مبادرة المحاميين متناسياً دوره كوسيط فقط وليس مفوضاً أو من حقه أن يصدر مبادرة للحوار أو أن يفرض حلاً.
3/ أقترح في المرحلة القادمة الإهتمام بتثبيت اضطراب الخطاب الرسمي، خاصة فيما يلي تصريحات المسؤولين – من حكام الأقاليم وولاة الولايات والوزراء المكلفين وأعضاء السيادي – فالكل يغرد بطريقته وهذا دليل على عدم وجود مطبخ سياسي أو خلية تفكير حكومي، وهذه التصريحات “المشاترة” تُظهر على نحو جلي وجود اضطراب في الخطاب الرسمي، مما يقود إلى خلق البلبلة واعطاء الفرصة للتحليلات الخاطئة والمغرضة، وتفسير الخطاب الرسمي بعدم الوضوح.
4/ الواجب الوطني يحتم على السودانيين رتق الخروقات ووضع المصلحة العليا للبلاد في أعلى قائمة الإهتمامات والإستعداد لحوار جاد من أجل إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية بالتوافق الوطني، وأن تتوافق القوى المؤمنة بالتغيير، لتسيير دولاب الدولة ورفع المشقة عن كاهل المواطنين والشروع في التحضير للإنتخابات، وبالنسبة للقوات المسلحة فهي ستكون أول المنصاعين لخيار الانتخابات القادمة والخروج من المشهد السياسي متى ما توفر مناخ الوفاق الوطني.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.