تدخل سافر من السفير الأمريكي الجديد في السيادة الوطنية للسودان

ساندت روسيا السودان في أكثر من موقف داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة ووقفت أمام القرارات الرامية إلى إدانة الحكومة السودانية, ويرى محلِّلون أن روسيا تريد من خلال موقفها في السودان إعادة علاقتها القديمة في المنطقة وإيجاد موطئ قدم في البحر الأحمر وقطع الطريق أمام الولايات المتحدة في السيطرة على المياه الدولية في المنطقة, ولكن يعد أكبر تطوُّر إيجابي في علاقة البلدين الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو، إلى موسكو أكد فيها رغبة السودان في تعزيز هذا التنسيق بشكل أوسع خلال المرحلة المقبلة، وبناء شراكات استراتيجية تحقق مصالح شعبي البلدين، كما تخشى أمريكا من التعامل الروسي السوداني في مجالات عديدة . إذاً ما نشهده صراع بين روسيا وأمريكا.. لكن معلوم للشعوب العربية والأفريقية بأن أمريكا ليس لها صديق ولا علاقة ند.. بل استعمار واستنزاف لموارد الدول.. والتهديد والترهيب.

عواقب إنسانية

سبق أن حذَّرت الولايات المتحدة الأمريكية من أن انتصار روسيا في السودان يعني عواقب إنسانية وخيمة في الشمال وشرق القارة الأفريقية.. وهذا تهديد واضح بأن أمريكا ستدخل بالشكال مختلفة, وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الافريقية مولي فو، خلال جلسة أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي أن بعض الحكومات ومنها روسيا قد تحقق مكاسب تكتيكية حال انهيار الدولة السودانية ما يؤدي إلى عواقب إنسانية هائلة، فضلاً عن زعزعة الاستقرار في شمال وشرق أفريقيا..والان هدد السفير الأمريكي الجديد من مقبة منح روسيا قاعدة في البحر الأحمر قال ذلك سيفرض حصار على السودان.. أليس هذا تدخل في شؤون السودان الخاصة.. ومن المعلوم أن أي دولة لها الحق في اختيار أصدقائها وفق ما تراه مناسب مع مصالح شعبها.. لكن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد الا مصالحها فقط ولا عزاء لمصالح الشعوب.

ضبط السياسات

ووفقاً لموقع (فوكس نيوز) الأمريكي تسعى واشنطن لإعادة ضبط سياستها في الخرطوم، بحيث تكون مبنية على أساس مواجهة موسكو مع التعامل بحذر مع الاطراف السودانية، ونوَّه الموقع إلى أن السودان يمثل أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في القارة الأفريقية خاصة بعد أن ارتفعت مبيعات موسكو من الأسلحة بنسبة (23%)، في السنوات الخمس الأخيرة. ولعل تحذير واشنطن من التمدُّد الروسي ليس وليد اللحظة وإنما قديم، وتراقب الولايات المتحدة الأمريكية عدوتها روسيا من خلال الخوف على أمنها القومي ولا تريد ولا ترغب في وجود أي نشاط روسي في المنطقة، وبالتالي الحديث الأمريكي يصب في اتجاه صراع المصالح الاستراتيجية في المنطقة والسودان على وجه الخصوص.. وخاصة منطقة البحر الأحمر.. مع العلم بأن أمريكا لا تقدم شي للدول بل تعيق تقدم وتطور الدول.

المرتبة الثانية

(معهد استوكهولم الدولي للأبحاث عن السلام، قال: يأتي السودان في المرتبة الثانية في قائمة الدول الأفريقية التي تشتري الأسلحة الروسية، وتتطلع روسيا جانب هذه العقود، إلى بناء قاعدة في الساحل السوداني المطل على البحر الأحمر لزيادة تأثيرها في القرن الأفريقي وتوسيع حضورها في مضيق باب المندب. وتعتبر روسيا حسب المعهد أن تردّي علاقات الحكومة السودانية مع الولايات المتحدة يعزّز من حظوظها للحصول على تفويض من حكومة البلاد من أجل بناء كثير من المشاريع الاستراتيجية.).. وهذا شي في مصالح السودان لأن روسيا تفي بالوعود وتقدم كل مالديها للأصدقاء.. إذا هذا شي محمود لروسيا وعلى الشعب السوداني أن يطالب ببناء قاعدة روسية في السودان وتوسعت العلاقات حتى تشمل الزراعة والصناعة وإنتاج الغاز الطبيعي.. الخ.

حل الأزمة

وعلى الرغم من أن موجبات جيوسياسية متعدِّدة تدفع بروسيا إلى دعم المكوِّن العسكري، إلا أن محلِّلة الشؤون الدبلوماسية مي محمد علي، قالت لـ(الصيحة): إن روسيا عمدت على دعم موقفها من خلال العقود البارزة التي وقّعتها روسيا مع الحكومة السودانية وخططها لبناء قاعدة على البحر الأحمر أهمية خاصة. علماً بأن الاتجاه كان الإبقاء على العقود الروسية الضخمة في قطاعات الدفاع والتعدين والطاقة في السودان، مع العلم بأن هذه العقود توسّعت إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة. بالتالي روسيا ترى أن موقفها تجاه السودان ينطلق من النقطة التي ترفض مبدأ المضاد للأمريكيين بداخل السودان وضرورة ملء الفراغ الذي يتركه الأمريكيين, في مقابل أن الولايات المتحدة ترى أن مجرَّد ظهور روسيا والصين في السودان يشكِّل مهدِّداً بالنسبة للأمن القومي الأمريكي في المنطقة وبالتالي وارد كبير أن تتحوَّل الساحة في السودان إلى حلبة للصراع من أجل المصالح وتوسيع النفوذ.. لكن يسأل المواطن هل تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع السودان كتعامل مع الدول الكبرى علاقات تعاون وتبادل الخبرات والتجارب والمصالح المشتركة فقط ولا تتدخل في شؤون السودان؟! اكيييد لا إذا على الحكومة البحث عن علاقات تحترم السيادة الوطنية واحترام القرارات السودانية والتعامل على حسب المصالح المشتركة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.