تدهور الاقتصاد في عهد الخبير الاقتصادي حمدوك

السيد حمدوك يسقط وهم الخبير الاممي كما سقط وهم القوي الامين في عهد الهراء الحضاري . كون الرجل مهذب فهذه حقيقة وهي ما يوصف به اغلب السودانيون اينما حلوا ، ولكنها ليست مؤهلا للقيادة القيادة تحتاج الي وضوح البوصلة السياسية والاخلاقية . تحتاج الي المقدرة علي اتخاذ القرارات الصعبة وبالمتاح من المعلومات وتحتاج الي المخاطبة المستمرة لمن تخدمهم او تدعي خدمتهم وتحتاج لمن تشبع وجدانه بالعمل الذي كلف به وقبل التكليف . لقد اتسم الرجل بالتسويف وبالهروب من الشارع وبانعدام الشفافية وبسعيه الدائم لوضع الضمادات علي الجراح لا وضع يده علي الاسباب.

ان التركيز علي الرجل وضعفه دون الانتباه الي المناخ الذي عمل فيه سيكون مضللا . فلقد اتي الرجل دون تمحيص في مقدراته علي قيادة واقع اقل ما يوصف انه واقع معقد . العمل في الامم المتحدة او اية منظمة دولية لا يعني المقدرة علي قيادة مكتب في السودان ناهيك عن منصب قيادي كرئيس وزراء ثورة عظيمة كثورة ديسمبر تتربص بها لجنة البشير الامنية ولصوص الذهب صباح مساء . ولقد التف حوله ولف نفسه بمجموعة من البلطجية السياسية الذين لا يترددون في تقديم الحلول نصف المطبوخة دون التفات للتبعات . ولكن وحتي لا نقع في شراك ان الرئيس كان جيدا ولكن المشكلة في من هم حوله ، نذكر ان الرجل مسؤول تماما عن كل ما فعل وما لم يفعل ، وانه امتلك سلطة واجماعا وحبا لم يتوفر لاية سياسي سوداني ولكنه اهدره وفي وقت قياسي .

سيذكر التاريخ السيد عبدالله حمدوك بسيناته الثلاثة : سنصمد وسنعبر وسننتصر وسيذكره بهروبه من مقابلة الثوار ورفضه مخاطبتهم وسيذكر خطاباته التي تهرب الى الامام وتحلق فوق واقع بلادنا الذي كان يتدهور مع شروق شمس كل يوم. سيذكر التاريخ لجان واليات السيد حمدوك التي تلد لجانا واليات اخري.

لقد تزامن رفع بلادنا من قائمة الارهاب ومحاولات اعفاء الديون مع وجود الرجل في السلطة ولقد سعي في هذا الملف وهو ما يحمد له ، ولكن الشكر كل الشكر لشعبنا الذي اسقط المخلوع واقنع العالم باننا نرفض الارهاب باسم شعبنا المسالم الثائر .

سيذكر التاريخ قبول الرجل ان يكون محللا لانقلاب البرهان وسيذكر له صمته علي كل الفظاعات والجرائم التي ارتكبها الخائن العام البرهان والمجرم حميدتي من قمع وقتل لشبابنا الثائر المسالم الذي يعبر عن رفضه للانقلاب العسكري سلميا.

لقد اعطي للانقلاب شرعية لا يستحقها تحت حجة وقف سفك الدماء التي سقطت قبل ان يجف مداد توقيعه علي وثيقة شرعنة الانقلاب.

المجد لشبابنا وللشوارع التي لا تخون وليت اسطورة الخبير المنقذ تكون قد دفنت والي الابد كما دفنت اسطورة القوي الامين في عهد لصوص الاسلام السياسي .

مطالب شعبنا واضحة وصارمة وهي حكم مدني وعودة العسكر الي ثكناتهم وهو مطلب شرعي يضع المؤسسة العسكرية في مكانها الصحيح كمؤسسة تحمي البلاد وتخدم الشعب السوداني تحت قيادة حكومة مدينة خالصة.
الان علي احزابنا ان تجلس سويا وان تتفق علي ما يقود بلادنا الي الامام فعليا . فمجرد الرفض للواقع الذي اسهم السيد حمدوك في استمراره بعد سقوط المخلوع ليس كافيا. ولا بد من تمثيل لجان المقاومة والثوار في كل اتفاق سياسي . ولا بد من توقف الاستهبال السياسي والاختلاف غير المنتج . الحلول التي تركز علي الاعراض ولا تغوص في اسباب الامراض لن تقوي علي الحياة طويلا. والتسويف الذي كان احد اهم مقدرات السيد حمدوك سيزيد الوضع الملتهب التهابا وان بعد حين.

شمروا عن سواعدكم ولتكن الشفافية والتواضع وعدم ادعاء المعرفة والاصرار علي الحلول الصعبة والجذرية هي بوصلتكم . وجود احزاب سياسية ليس كافيا لقيام حكم ديمقراطي ان لم تعمل هذه الاحزاب معا وكانها حزب واحد لمصلحة الوطن . بلادنا في مفترق طرق احدهم الا يكون هناك بلد واحد اسمه السودان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.