لا زالت الحرب مستعرة فيما يتعلق بإنتاج النفط بين المملكة العربية السعودية وروسيا، وتعتقد كل من الدولتين بأنها في وضع أفضل من الأخرى لتحمل آلام حرب أسعار النفط التي انطلقت خلال الأسابع الماضية، وكل منهما تعتقد أن بمقدورها تحقيق هدفها من هذه الحرب .
نسف الاتفاقية
وكانت الحرب قد أندلعت بعدما قررت العاصمة الروسية موسكو نسف اتفاقية عمرها ثلاث سنوات لتحديد إمدادات النفط العالمية، رافضة التوقيع على التخفيضات التي اقترحتها المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار النفط في العالم .
وبدورها لم ترد العاصة السعودية الرياض بتخفيضات أحادية الجانب بل في الاتجاه المعاكس، حيث خفضت أسعار بيع نفطها وأعلنت في وقت لاحق عن خطط لزيادة إنتاج النفط بشكل كبير، مما أدى إلى مزيد من انخفاض الأسعار التي كانت تهبط بالفعل بسبب تفشي فيروس كورونا كوفيد 19 في العالم .
سحب القوات الأمريكية
ولجأت الولايات المتحدة الأميركية إلى إشهار ورقة سحب قواتها العسكرية من أجل دفع المملكة العربية السعودية إلى وقف حرب أسعار النفط مع روسيا، وذلك بحسب ما أوردت وكالة “رويترز” اليوم الخميس .
وأوردت الوكالة تقرير حصري كشف لجوء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى التلويح بذلك التهديد لدفع الرياض للاستجابة لرغبته .
وفي التفاصيل، ذكرت الوكالة نقلا عن أربعة مصادر مطلعة، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تلقى اتصالا هاتفيا من ترامب في 2 أبريل الحالي، أخبره خلاله أنه في حال عدم بدء منظمة “أوبك” في خفض مستوى إنتاج النفط، فإنه سيكون عديم الحيلة أمام قيام المشرعين بتمرير قرار بالكونغرس يقضي بسحب القوات العسكرية الأميركية من المملكة العربية السعودية .
وأضافت “رويترز” أن التهديد بإنهاء التحالف الاستراتيجي بين البلدين الذي صمد لـ 75 عاما، كان في صلب حملة الضغط الأميركية التي توجت باتفاق تاريخي لتقليص إمدادات النفط في ظل تهاوي الطلب العالمي بسبب تداعيات فيروس كورونا الجديد، موضحة أن البيت الأبيض سجل بذلك انتصاراً دبلوماسياً كبيراً على المملكة العربية السعودية .
دهشة بن سلمان
ومن الواضح بأن الرئيس الامريكي دونالد ترمب قد أوصل رسالته لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عشرة أيام قبل الإعلان عن تقليص الإنتاج على مستوى “أوبك” .
كما أن بن سلمان الحاكم الفعلي بالمملكة العربية السعودية في الوقت الراهن تفاجأ بالتهديد لدرجة أنه طلب من مستشاريه مغادرة المكان حتى يواصل المحادثة الهاتفية على انفراد، وذلك بحسب مصدر أميركي اطلع من مسؤول أمريكي بارز على فحوى الاتصال .
وتواجه السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم حالياً، تحدياً غير مسبوق هذا العام مع تسجيل أسعار النفط مستويات منخفضة تاريخية، فيما من المرجح أن تكبح تدابير لاحتواء انتشار فيروس كورونا وتيرة وحجم الإصلاحات الاقتصادية الشاملة التي أطلقها ولي العهد .
