تسريبات عن تفاهمات بنسبة ٨٠٪ .. (العسكر) و (مركزي التغيير).. أحاديث السر والعلن

نقلت التسريبات عن قطع شوط كبير في الحوار بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وذلك بعد عدة لقاءات جمعت الطرفين خلال الايام الماضية، غير ان المؤشرات الحالية لا تعكس ذلك، فالبيانات التي تخرج إلى اجهزة الاعلام تعكس تمترس الاطراف المعنية في مواقفها مع مرونة قليلة.

وفي المقابل فإن المشهد التفاوضي يشوبه الكثير من الضبابية، لاسيما في اعقاب تعليق الاتحاد الافريقي مشاركته في حضور اجتماعات الآلية دون تراجع يذكر عن قراره الذي اثار جدلاً واسعاً حتى الآن. ويبدو ان العسكر وقحت يتبعان احاديث السر والعلن في ما يخص تفاوضهما، رغم ان مجموعة المركزي تصر على موقفها فيما يتشدد المكون العسكري بضرورة شمولية الحوار.

مناورة

وكشف مصدر عليم عرض المجلس المركزي للحرية والتغيير على العسكر ان يتمثل شكل الحوار في ثلاث مراحل للتفاوض، أولاها مع العسكريين ثم مع الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا ثم المرحلة الاخيرة وهي الحوار مع احزاب السلام روتانا، وهو ما رفضه العسكر وشددوا على ان تكون طاولة التفاوض من مرحلة واحدة وشاملة. واضاف المصدر مطالبة قوى الحرية والتغيير بنسبتها القديمة ٦٧٪ من المشاركة ٥٠٪ لها والمتبقي لمن انشقوا عنها، وايضاً قوبل هذا العرض بالرفض، واكد ان مجموعة المركزي تحرص على المشاركة في الحوار والتوصل إلى اتفاق غير انها تناور بمليونية (٣٠) يونيو لكسب المزيد من الوقت والمكاسب، في وقت ضاق فيه الصبر بالمكون العسكري من المجابهة بضغوطات الوصول إلى حل شامل وتشكيل حكومة تصريف مهام لادارة ما تبقى من عمر الفترة الانتقالية. واشار إلى وجود لقاء آخر مرتقب بين المركزي والعسكر لوضع شكل حاسم للحوار.

ويذهب متابعون إلى عدم حرص العسكر على الحوار الثنائي، وذلك يبدو من تصريحات قادتهم في الكثير من المناسبات، عوضاً عن رفضها اي ــ مركزية التغيير ــ بصورة قاطعة بقية المكونات والاحزاب الأخرى، الأمر الذي قاد في نهاية المطاف إلى تعليق الاتحاد الافريقي مشاركته في ظل ما وصفه سفيره بالخرطوم بلعيش بالاقصاء وعدم الشفافية والوضوح

كل جولة تفاوض مع العسكر، الا ان ثمة حالة عدم رضاء داخلي عن قرار الحوار، حيث يتمترس حزب البعث في موقف متناقض لما تتفاوض عليه والذي يعتبر جزءاً من تكتلها.

ويرى القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله في حديثه عدم التزام قوى الحرية والتغيير بمبدأ الشفافية، في وقت قلل فيه من تسريبات الوصول إلى نقاط التقاء، قائلا: (ليس هناك اي جديد في ما يخص الحوار، وان ما يشاع عن تسريبات بقطع اشواط بين الفرقاء غير صحيح).

واضاف خلف الله  أنه عقب كل اجتماع يخرج بيان للرأي العام بتفاصيل ما جرى، مشدداً على ان مطالبهم واضحة بضرورة ان يفضي الحوار إلى انهاء اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر وما ترتب عليها وعودة السلطة المدنية كاملة في كافة مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، وتابع قائلاً: (المطلوب من مكونات الحرية والتغيير الآن بناء الجبهة الشعبية لتحديد الانتقال الديمقراطي).  ويسترسل خلف الله قائلاً: (حزب البعث لا يثق في المكون العسكري ابداً، ولا اعتقد ان هذه المفاوضات ستفضي إلى نتائج، والتحالف استعجل في منظور ان يفضي هذا الحوار الى نتيجة كما تتوق تطلعات الشعب السوداني، ونحن في حزب البعث نرى ان خطوة الحوار كانت نتاج تقدير سابق لاوانه، ونتطلع مع كافة مكونات الحراك السلمي الى أن تعبر عن تطلعات الشعب، لذلك الاجدى بذل أقصى الجهود لبناء اوسع جبهة من القوى المعارضة كما حدث في ود مدني وعطبرة وربك وصولاً للاضراب والعصيان المدني).

كسب الوقت

ويرى مراقبون ان مؤشرات الراهن السياسي لا تنبئ عن وصول لاتفاق سريع، لاسيما في ظل تمترس قوى الحرية والتغيير في موقفها دون التراجع عنه.

ويرجح كثيرون أن تسريبات التوافق التي تخرج بين الحين والآخر ليست واقعية ولا تتلاءم مع بيانات الاطراف السياسية المتفاوضة، عوضاً عن التناقض واللغة العدائية التي تبرزها مجموعة المركزي في حوارها مع المكون العسكري، وكذا حرص العسكر على عدم عودة الشراكة الثنائية، وتوقع الخبراء ان الطرفين يلعبان بكروت التناور وكسب الوقت.

وظلت قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي منذ انقلاب (٢٥) أكتوبر ترفع شعار اللاءات الثلاث (لا شراكة، لا تفاوض، لا شرعية) مع العسكر، في وقت باءت فيه كل المبادرات بالفشل، ومع انطلاق مشاورات فولكر للحل سلمت رؤيتها الكاملة الرافضة لشرعنة الانقلاب التي تتمثل في انهائه والتأسيس لوضع دستوري ذي مشروعية شعبية، على أن يكون هدف العملية السياسية تأسيس سلطة مدنية كاملة، قبل أن تتغير المواقف عقب اتفاق السلام روتانا، وتقبل بالجلوس مع العسكر تمهيداً لاتفاق جديد يقيم البلاد من وهدتها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.