تصريحات التطبيع في السودان .. تضارب أم بداية للاتفاق؟

المتحدث المقال بوزارة الخارجية، حيدر البدوي
0

جاءت تصريحات التطبيع مع إسرائيل في السودان باسم المتحدث بوزارة الخارجية، حيدر البدوي، بمثالة نهاية مشوار الأخير في منصبه بعد أن تمت إقالته رسميًا.

ويرى دبلوماسي أن تصريحات التطبيع في السودان من خلال المؤتمر الصحفي المطول الذي عقده المتحدث باسم وزارة الخارجية ما هي إلا بداية لتهيأة الملعب لابرام اتفاق بين البلدين.

ووفقًا لموقع (الجزيرة نت) فقد أكد حيدر بدوي أن قرار إقالته صدر بالفعل، إلا أنه لا يزال في عمله بالخارجية.

تضارب

ومن الواضح ان هنالك عدم تنسيق بين حيدر البدوي والوزير المكلف عمر قمر الدين، اتضح ذلك بعد نفي الأخير تصريحات بدوري بوجود اتصالات حالية بين السودان وإسرائيل، هدفها تطبيع العلاقات بين الجانبين، لتتم بعدها إقالة البدوي بعد يوم واحد من مؤتمره الصحفي.

وفي ذات الوقت قام المتحدث باسم وزارة الخارجية، بنشر مقال إلكتروني، قال فيه: “”أقول لكافة السودانيين: اصطلحوا مع إسرائيل. وأقول للرئيسين البرهان وحمدوك: احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل”.

غموض في الملف

ومن الواضح أن الخرطوم تدير ملف التطبيع مع إسرائيل بغموض شديد، وهو ذات الموقف الذي تعامل به المتحدث باسم وزارة الخارجية الذي ينتمي للحزب الجمهوري.

وأكد الامين السياسي للحزب الجمهوري حيدر الصافي، على وجود تنسيق بين المجلس السيادي ومجلس الوزراء، سبق لقاء البرهان بنتنياهو بمدينة عنتيبي الأوغندية مطلع شهر فبراير الماضي.

ويقول الصافي إنه لا يستقيم عقلا ولا منطقا ألا تكون هناك اتصالات بين مجلسي السيادة والوزراء بشأن العلاقات مع إسرائيل.

مصالح الخرطوم

ويرى الأمين السياسي للحزب الجمهوري أن ثمة اتفاقا وجدولة أعقبت لقاء عنتيبي، مستدلا بعدم استمرار النقاش حول انفراد البرهان بالخطوة، لكن المشكلة -حسب تعبيره- تتمثل في أن التعامل مع دولة مثل إسرائيل بهذه الطريقة فيه خيانة.

ويتابع “لا يوجد ناطق باسم الشعب السوداني، وكان يجب إتاحة فرص في أروقة الجامعات والمراكز لتلمس آراء السودانيين حول التطبيع مع إسرائيل وحساب مصالح الخرطوم”.

فوضى سياسية

السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية، إبراهيم الكباشي، أوضح أن ملف التطبيع مع إسرائيل، من اختصاصات المجلس السيادي، أن الخارجية فقط منفذه لقرارات السيادي.

ويعتبر الكباشي أن ما يحدث حاليًا من فوضى سياسية تجعل من ملف التطبيع مع إسرائيل أمرًا متأرجح بين رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء.

ويشدد كباشي على ما اسماه الفوضى التي تحدث حاليًا في هذا الملف، أمر متوقع، نظرًا لعدم وجود مؤسسات حاكمة منتخبة، بدليل اللقاء الذي تم بين البرهان ونتنياهو تم دون الرجوع إلى الحكومة، فضلًا عن قرار حمدوك بخصوص البعثة الأممية وسيادتها على كامل البلاد أمر يؤكد على حالة الفوضى السياسية.

غموض بسبب تاريخ السودان

ويرى كباشي أن حالة الغموض والحرج التي تسيطر على الحكومة الانتقالية في ملف التطبيع مع إسرائيل ترجع إلى المواقف التاريخية التي ظل السودان يسجلها مساندًا للقضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية بعد حول هوية الأشخاص المشرفين على التنسيق مع الجانب الإسرائيلي، عقب وفاة عرابة التطبيع في السودان نجوى قدح الدم متأثرة بإصابتها بكورونا بشهر مايو الماضي.

ولكن كثير من المراقبين في الوقت الراهن أكدوا بأن الحكومة الانتقالية في السودان، تمشي قدمًا نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغمًا عن حالة الحرج التي تكتنف الحكومة إزاء هذا الملف الحساس للغاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.