تعافي إنتاج النفط في ليبيا مرهون بنجاح المسار السياسي

تعافي إنتاج النفط في ليبيا مرهون بنجاح المسار السياسي
0

عرفت معدلات إنتاج النفط في ليبيا حالة من التعافي، فقد سجلت في شهر ديسمبر الماضي زيادة 136 ألف برميل يوميا ليصل الإنتاج اليومي إلى 1.224 مليون برميل، مما قاد إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى إنتاج 25.36 مليون برميل يوميا خلال الشهر ذاته.

حيث هناك توقعات إيجابية تخص مستقبل الإنتاج النفطي في ليبيا على المديين المتوسط والطويل، يرهنها محللون اقتصاديون ليبيون بنجاح المسار السياسي وتشكيل حكومة موحدة وبناء مؤسسات الدولة.

ويُنظر للتعافي الراهن بأنه مرهون بالتطورات السياسية، حيث إن عدم توصل الفرقاء لاتفاق تقسيم الإيرادات بشكل عادل، وكذا الاتفاق على حل شامل للأزمة، يعني تأثرا مباشرا للإنتاج النفطي.

وصرح الفرقاء الليبيون عقب اجتماعهم في المغرب، إنهم اتفقوا على اتخاذ إجراءات بشأن المناصب السيادية الشاغرة وتشكيل فرق عمل تتولى الخطوات الإجرائية المرتبطة بشغل هذه المناصب.

ابعاد التقارب السياسي

وساعد التقارب السياسي الأخير في تكثيف المؤسسة الوطنية للنفط عملياتها في الحقول والموانئ التي كانت عاطلة عن العمل في السابق، وتحقيق معدلات إنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا، بعد أن تقلص الإنتاج لأقل من 100 ألف برميل فقط في بداية شهر سبتمبر الماضي، حتى شهد ارتفاعات تدريجية.

ومع تلك المستويات الجديدة التي حققها انتاج النفط في ليبيا، فإنها لا تزال بعيدة نسبيا عن المعدلات المحققة قبل 2011، ذلك أن الإنتاج النفطي كان يصل إلى ما بين 1.5 و1.6 مليون برميل يوميا، حيث اعتمد الاقتصاد الليبي بنسبة تصل إلى 90 بالمئة على النفط آنذاك.

وحسب قول الخبير الاقتصادي الليبي سعيد رشوان إن “المعدلات ليست جيدة كما نأمل، لكننا في الطريق إلى التعافي الكامل”، وذلك بدعمٍ التطورات السياسية وبعد فترة التوقف الطويلة.

مشيرا الى أن الغلق أو التوقف الذي استمر لمدة 8 أشهر كبد ليبيا خسائر بنحو 10 مليارات دولار، وفق المؤسسة الوطنية للنفط، وكان نتيجة النزاع السياسي والأمني والخلافات حول توزيع عوائد النفط، وبالتالي ومع المضي قدما في المسارات الثلاث (السياسي والاقتصادي والأمني) والتقدم نحو سلطة جديدة في ليبيا، ارتفعت معدلات الإنتاج.

وأضاف أن مؤسسة النفط تعمل بشكل طبيعي فيما يتعلق بالإنتاج والتصدير. كما ان مسارات الحل السياسي تدفع ليبيا إلى العودة لسابق عهدها، بما ينعكس مباشرة على الاقتصاد ككل”.

وتمتلك ليبيا أضخم احتياطات نفطية مؤكدة في إفريقيا، لكن الوضع السياسي الداخلي المتأزم يعرض إنتاج البلد من الذهب الأسود لمخاطر شديدة، وسط توقعات حذرة خشية تجدد الخلافات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.