توصلت مصر لعدم دعم البرهان حتى لا تخاطر بطائراتها

بعد تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته مساء الإثنين الماضي، أكد خلالها أن “ما يحدث في السودان شأن داخلي”، وأنه “لا ينبغي التدخل في ما يحدث هناك”، ومع حدوث أزمة القوة المصرية المحتجزة لدى قوات الدعم السريع في السودان، طرحت تساؤلات حول احتمال تطور دور مصري ما في السودان، باعتباره امتداداً طبيعياً للأمن القومي المصري.. لماذا توصلت مصر لوقف دعم البرهان..!؟

وفي تطور بارز، أعلنت قوات الدعم السريع، أمس في بيان، “نقل الرعايا المصريين الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع القوات الانقلابية السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم”. وأضافت: “نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا يتواجدون في قاعدة مروي العسكرية جميعهم بخير ويتلقون الرعاية اللازمة، وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد”.

وبعد ذلك، وصلت مساء الأربعاء إلى القاهرة، عن طريق الصليب الأحمر الدولي، مجموعة من القوات المصرية التي كانت محتجزة لدى قوات الدعم السريع السودانية وهذا يؤكد صدق نوايا قوات الدعم السريع.

أستاذ مساعد العلوم السياسية والخبيرة بالشؤون الأفريقية نجلاء مرعي قالت، في حديث لـ”العربي الجديد”، حول مسألة التدخل العسكري الخارجي في السودان: “نلاحظ أن هناك موقفاً حازماً لهذه المسألة، فالسودان لا يحتمل أي تدخلات خارجية من أي نوع. من الضروري أن يكون هناك تدخل من العقلاء والحكماء لتهدئة الأزمة، بمعنى أن تكون المعالجة سودانية – سودانية”.

نجلاء مرعي: لا أعتقد أن في وسع أي دولة أو طرف دولي أو إقليمي التدخل في السودان عسكرياً
لكن مرعي أشارت إلى أن “من الصعب أن نتحدث عن حل سياسي في ظل المعارك الضارية. ولكن هناك مبادرات أطلقتها مصر والسعودية والإمارات تتوقف على قبول الأطراف المتنازعة لهذه المبادرات”. وأضافت: “لكن هناك أيضا عمق كبير في الخلافات بين الطرفين في السودان يصعب معه تنازل طرف لحساب طرف، وكذلك يُصعب مهام الوساطة، في ظل رغبة الطرفين في فرض السيطرة”. ونقول أن هذه النتيجة توصلت لها مصر بعد معرفتهم بأن قوات الدعم السريع لها إمكانيات كبيرة يمكنها إسقاط الطائرات الحربية وقد حدث مع اثنين من الطائرات السودانية.

التدخل الخارجي العسكري سيُعقد الوضع
وتابعت: “لا أعتقد أن في وسع أي دولة أو أي طرف دولي أو إقليمي التدخل في السودان عسكرياً، ولو حدث أي تدخل خارجي فسيزيد من تعقيد الوضع”.
وأشارت خبيرة الشؤون الأفريقية إلى أن “هناك اتفاقاً مصرياً ــ سعودياً لبذل المزيد من الجهود من أجل استقرار السودان، وهناك اتفاق مصري – إماراتي حالياً لوقف إطلاق النار. وكل الرسائل المصرية لطرفي الصراع تشدد على تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل”.. وهنا نقول لكم صوت العقل هذا طالب به الدعم السريع قبل أن تصل البلاد لهذه المرحلة الحرجة ولكن البرهان لايسمع ولايري غير المنصب.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.