تونسيون هربوا من جحيم كورونا يحكون تفاصيل معاناتهم
ضاقت سبل العيش بعدد من التوانسة في بلادهم فانصرفوا للبحث عن آفاق أرحب للعمل والدراسة بالصين، إلا أن فيروس كورونا المستحدث المميت غير مسار حياتهم.
وحكى أبناء من الجالية التونسية المقيمين بمدينة ووهان الصينية، التي تعتبر بؤرة فيروس كورونا لموقع (الجزيرة نت) اليوم الأحد، عن تفاصيل معاناتهم بعد تمكنهم من العودة إلى تونس، حيث قدموا قبلها نداءات استغاثة مكررة، وتم اخضاعهم بعدها للمراقبة الدقيقة بهدف الوقاية على الرغم من ثبوت عدم إصابتهم بالوباء.
وأكد لطفي السلاوي، المنحدر من مدينة القيروان التونسية، بأنه حصل على عقد عمل في جامعة “هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا” ” بمدينة ووهان، إلا أن فرحته لم تدم طويلًا وهو الذي ذاق مرارة البطالة في تونس رغم حصوله على الدكتوراه في الفيزياء، وبحوثه المنشورة في مجلات علمية دولية.
ويقول إنه سافر يوم 13 نوفمبر من العام 2019 لمدينة ووهان لكن هروبه من “فيروس البطالة” كما يصفه اصطدم بجحيم “فيروس كورونا” بالصين.
ويؤكد -وهو موجود حاليًا في مكان سري ويخضع للمراقبة الصحية المشددة رفقة أفراد الجالية العائدة من ووهان- أنه لا يفكر في العودة للصين، بعد أن عاش تجربة مريرة قد يكون وقعها أكثر مرارة على نفسه من البطالة.
قصة المهندس المعماري والمستثمر الشاب سيف الدين عزيز، العائد من ووهان، قد لا تقل دراماتيكية في تفاصيلها عن ابن بلده لطفي، وهو المتزوج والأب لرضيع هو “نوارة عينه” فقد استطاع -كما يقول- أن يهرب به من فك الموت.
وجه سيف نداء استغاثة عبر الشبكات الاجتماعية للسلطات التونسية، بعد أن تحول فيروس كورونا إلى وباء أطبق أنفاسه على المدينة، وبعد أن عاش 15 يوما من الرعب حبيس بيته رفقة زوجته وابنه الصغير، قارب فيها الماء والغذاء على النفاد.
تمكن ابن مدينة طبلبة الساحلية من العودة لتونس رفقة زوجته وابنه بعد أن تم إجلاءهم مع الوفد المقيم في ووهان، لكنه ترك وراءه قصة نجاح يدعو الله أن تتواصل، وهو الذي يدير شركة استيراد وتصدير استطاعت أن تفرض مكانتها في الأسواق الصينية رغم المنافسة الشرسة.