جائحة كورونا في اليمن .. مواجهة الفيروس أشد وطأة من الحرب
كثيرة هي المخاوف التي أطلقتها العديد من المنظمات الإنسانية خشية تفشي جائحة كورونا في اليمن ، وذلك في ظل الصراع الدائر هنالك والذي أدخل البلاد في نفق مظلم وأنهكها في جميع النواحي.
وحت اليوم تم الإعلان رسميَا عن حالة واحدة في اليمن مصابة بفيروس كورونا، تم اكتشافها في محافظة حضرموت يوم العاشر من أبريل الجاري.
ويشدد خبراء في الصحة بأن هذه الحالة الوحيدة لا تعني بأي شكل الأشكال عدم وصول جائحة كورونا إلى اليمن بل يرجح الغالبية بان هنالك إصابات محتملة لم يتم فحصها في ظل انتشار الوباء في عدد من الدول الخليجية الإفريقية المجاورة للبلد.
الانتشار بوتيرة أسرع
ويقول مارك لوكوك، رئيس قسم المساعدات في الأمم المتحدة، لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية الإسبوع الماضي، إن “علماء الأوبئة يحذرون من أن فيروس كوفيد-19 في اليمن يمكن أن ينتشر بوتيرة أسرع وعلى نطاق واسع مخلفاً نتائج مميتة أكثر من عديد من البلدان الأخرى”، وفقًا لما نقله موقع (بي بي سي) عربي.
ما يدل على أن مجابهة فيروس كورونا حال انتشاره في اليمن ستكون عملية غاية في الصعوبة مقارنة بدول العالم اجمع، وذلك على خلفية استمرار الأزمة الإنسانية التي أرهقت البلاد كثيرًا جراء الحرب المشتعلة منذ حوالي ستة أعوام.
هذه المخاوف جعلت من الولايات المتحدة تصرح على لسان مسؤول رفيه بأن بلاده ستساهم بصورة كبيرة لمساعدة اليمن على مكافحة كورونا، إلا أنها الآن مضطره للبحث عن شريك آخر غير منظمة الصحة العالمية، على خلفية الأزمة التي تفاقمت بين الرئيس ترامب والمنظمة التابعة للأمم المتحدة.
علامة استفهام
هذه المساعدات التي وعدت بها الولايات المتحدة، تحيطها علامة استفهام واحدة، وذلك على خلفية العداء القائم بين واشنطن وجماعة أنصار الله “الحوثيين” صاحبة النفوذ الواسع في المناطق التي تعد ذات كثافة سكانية عالية.
فضلًا عن الغياب الملحوظ للحكومة المتعرف بها دوليًا وعدم تواجدها على أرض الواقع في المناطق التي يفترض انها تحت سيطرتها.
وتهديد وباء كورونا في اليمن يأتي مع حقيقة أن 80% من السكان أي 24 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية بصورة عاجلة.
ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن ثلاثة أرباع برامج الأمم المتحدة الرئيسية الـ 41 “ستبدأ في الإغلاق في الأسابيع القليلة المقبلة إذا لم نتمكن من تأمين أموال إضافية”.
مبادرة دولية
خوف الأمم المتحدة من يجد اليمن نفسه وحيدَا في مجابهة كوفيد 19، دفعها رفقة مجموعة من الشركات متعددة الجنسيات إلى إطلاق مبادرة دولية تديرها وتمولها مؤسسة هائل سعيد أنعم كبرى بيوت المال والأعمال في البلاد.
وتهدف المبادرة بحسب ما ذكره رئيسها نبيل هائل إلى “توجيه الإمدادات الطبية للتخفيف من وطأة الوباء ” بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومتخصصين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والخبراء السريريين والعلميين عبر قنوات الأمم المتحدة.
غياب الحكومة الشرعية
ويؤكد مسؤول أممي عمل لسنوات في اليمن، أن الحكومة الشرعية ستقبل بالمساعدات ولكنها “لا تمتلك الأدوات المناسبة لإدارتها وتوزيعها خصوصاً أن الجهات المسؤولة فيها عن الإغاثة والأزمات تعمل خارج البلاد ولا وجود فعلياً لها على كامل الأرض”.
مراوغة الحوثيين
ويؤكد عدد من موظفي الإغاثة المحليون أن الحوثيين يتمتعون بقدر كبير من المرونة والبراغماتية فيما يتعلق بتلقي المساعدات المقدمة من السعودية والإمارات وهما الخصمان الرئيسيان لهم.
ووافق الحوثيون سابقًا على تلقي المساعدات من الولايات المتحدة عبر الأمم المتحدة وتحديدًا منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف.
ويقول آخرون إنه “لولا تلك المساعدات فلن يتمكن الحوثيون من البقاء أمام طوفان الفاقة والفقر والمرض وانقطاع المرتبات والأجور”.