جماهير نيالا تهتف لإقالة الوالي مناوي: لست بديلا لأحد وساقتلع حقوق أهل دارفور
تعهد حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي باقتلاع حقوق اهل دارفور والضغط على الحكومة الانتقالية من اجل تحقيق المطالب. وقال مناوي (انا كمواطن دارفوري هذه مهمتي الاساسية واذا فشلت فيها سوف اجلس مع الجماهير واهتف “حرية سلام وعدالة”)، مناوي أضاف في كلمته مخاطبا الاحتفال الحاشد باستاد نيالا امس الاحد أن اولوياته كحاكم للاقليم تتمثل في تحقيق التنمية والخدمات واستتباب الامن من خلال تنفيذ الترتيبات الامنية وقضايا النازحين واللاجئين. وشدد على ارساء قيم التسامح وتتاسي المرارات.
ولبست نيالا امس حلة زاهية وتبرجت كعروس في كامل زينتها في مشهد احتفالي باذخ بالعطاء والدعوات المبشرة بالسلام واصطفت النساء والاطفال والشيب والشباب على طول الطرق الرئيسية من مدخل المطار وحتى استاد المدينة احتفاء بزيارة حاكم دارفور مناوي وشكلت الفرق الشعبية وعروض الفرسان والخيالة لوحة زاهية عكست تراث دارفور في حضرة الحاكم، طوابير من البشر غير معتادة كانت في استقبال مناوي والمشهد داخل ستاد نيالا كان يتباهى بجمال دارفور وزفة ابطال السلام في يوم عرس الحاكم.كرنفال الاحتفاء زانته الكثير من الاجواء المفعمة بالفرح وتطبيق اتفاق السلام وزادت الدعوات والهتافات والرسائل الداعية لبسط الامن والاستقرار وجمع السلاح ووقف التفلتات من فخامة المناسبة المعبرة عن توجهات حقيقية واكيدة نحو تنفيذ بنود اتفاق السلام، ثمة رغبة كبيرة كانت متسيدة الجموع التي ملأت ملعب نيالا وتدفقت بخارجه املا في انهاء معاناة النازحين واللاجئين ومحو آثار سنوات الحرب اللعينة فضلا عن الاماني بلحاق بقية الاطراف بالعملية السلمية ووضع البندقية والتفرغ لبناء السودان الموحد.
تلك التفاصيل الداعمة للسلام ومحبة صناع التغيير والسلام تؤكد بحسب مواطنين الدرجة العالية من التفهم والوعي لدى انسان دارفور الطامح نحو تحقيق الاهداف الكبيرة في التنمية والاستقرار ومعالجة قضايا المتأثرين من الحرب. ولم تنس الجموع الغفيرة التي اهتزت بها جنبات ستاد نيالا ارسال رسائلها المطلبية وآمالها المعلقة على رقبة الحاكم املا في تحقيقها والانتقال من مرحلة اللاسلم الى مرحلة الاستقرار والبناء والتقدم ، وعلى الرغم من تباين وتنوع الحشد الا أن الشباب كانت لهم الغلبة والأكثرية التي تشير لروح الثورة والتغيير كما لم تغب عن الجماهير هتافات الثورة واهازيجها الملهبة للحماس وكانت مؤشرا لتوجيه دفة خطاب كل المتحدثين في المنصة الرئيسية الذين لم يجدوا بدا سوى الانصياع لهم وتحية الشباب صناع ثورة ديسمبر المجيدة.
والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي تنتاشه سهام النقد وتحيط بها موجة عارمة من السخط الشعبي وعدم الرضا وسط مواطني نيالا وبقية قرى وارياف جنوب دارفور فاالرجل ولعدة ايام ظلت المطالبة بإقالته تسيطر على الاوضاع السياسية بنيالا وبالأمس لم تكن استثناء فعند اعتلائه المنصة لمخاطبة الحشد انتفض استاد نيالا عن بكرة أبيه ملوحا بالايدي تعبيرا عن رفضهم للوالي ومطالبين بإقالته، الهتاف لحظتها شق عنان السماء واخترق اذن الوالي الذي رغم تأثر صوته ظل يحاول رفع ايقاع كلماته وهو يقرأ من ورقة خطابه الذي اعده للمناسبة، ولكن هيهات فالاصرار الطاغي لدى الجماهير والذي اهتزت منه مساطب استاد نيالا ورجفت معه ارضية الملعب لم يكن ليتوقف فثمة اجماع واسع لدى الحشود على ضرورة تغيير الوالي. وبغض النظر عن الاسباب التي قادت الى ذلك التوافق التام وسط مواطني الولاية للضغط من اجل ذهاب الوالي الحالي، أرسل حاكم اقليم دارفور مني اركو ميناوي رسالة لرئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور قال خلالها أن السلام يمر بمرحلة مخاض. واضاف أن الشعب السوداني نجح في توزيع الثورة في كل بيت سوداني. واردف مخاطبا عبد الواحد (تعال نقف هنا لنبني البلد بمشورة مع أهلنا انت أسقطت البشير ماذا تنتظر والباقي نمشي مع بعض). وتعهد مناوي ببسط الأمن وتنفيذ اتفاق سلام جوبا.
وقال مناوي إن بسط الأمن سيتم بتحرير السلاح ونشر التسامح بالعمل يدا واحدة بجانب إنفاذ البروتوكول الانساني من خلال صنع بيئة جاذبة لعودة النازحين واللاجئين الي مناطقهم. وانهاء معيشة الذل والهوان. واضاف “إن الخطوة تتم بالتسامح وتناسي المرات ووضع السلاح على الأرض والاعتراف ببعضنا البعض”. واكد حاكم اقليم دارفور أنه ليس بديلا لزملائه القادة من أبناء دارفور الموقعين على السلام.
من جانبه أكد والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي اسحاق نجاح الولاية في تجاوز التشظي بين القبائل بفضل جهود القوات المشتركة. وقال إسحاق إن جنوب دارفور أصبحت من أكثر الولايات امنا. وأكد استمرار جهود حكومة الولاية لتوفير حقوق النازحين حتى تنتهي حياة الذل والهوان.
وفي سياق متصل طرح الأمين العام لمعسكرات النازحين بجنوب دارفور د. صالح عيسى محمد جملة من المطالب أبرزها توفير الأمن لحماية المعسكرات وجمع السلاح غير المقنن بجانب انشاء قوات مشتركة لتأمين المعسكرات وتجنيد ابناء النازحين في القوات النظامية حتى يساهموا في حماية المعسكرات وتوفير فرص عمل لهم.
وفي منحى متصل طالب ممثل قوى الحرية والتغيير عبد الحفيظ الحاكم بالشروع الفورى في جمع الأسلحة ونشر النيابات ومراكز الشرطة وإصلاح المنظومة الأمنية والهداية، وشدد على ضرورة إدارة التنوع ومعالجة خطاب الكراهية.
وهتفت جماهير ولاية جنوب دارفور ضد الوالي موسى مهدي اسحق وطالبت بإقالته ورددت الجماهير المحتشدة في الاحتفال بزيارة حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي بستاد نيالا الأحد هتافات “ما دايرنك ما دايرنك” و” شيلو الوالي شيلو” وتحولت أجواء الاحتفال بمناوي إلى موجة سخط عام في مدرجات ملعب نيالا وسط تلويح بالايدي رفضا لاستمرار الوالي في الحديث فضلا عن رفع لافتات تعبر عن حملة المطالبة بتغييره.تجدر الإشارة إلى أن جنوب دارفور تشهد منذ أيام حملة مستعرة ضد الوالي موسى مهدي وإجماع كبير وسط المجتمع على تغييره