حفتر: المجلس الرئاسي خائن ويجب على الليبيين أن يسقطوا الاتفاق السياسي
دعا المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، مساء أمس الخميس 23 نيسان، الليبيين إلى قرار تاريخي، لإدارة شؤون البلاد وفق إعلان دستوري يمهد لدولة مدنية.، ويسقط المجلس الرئاسي .
أكّد حفتر، في مؤتمر صحفي، نقلته قناة ليبيا الحدث، أن المجلس الرئاسي خان ليبيا بجلبه للمرتزقة ووصفه بالعميل للحكومة التركية، بعد أن استعان بالجيش التركي، ووصف تصرفات المجلس الرئاسي، بالسبب الرئيسي في انتهاء صلاحية الاتفاق السياسي، وهو المسؤول عن انحدار المشهد السياسي، والوضع الاقتصادي، إلى أسوء حال في ليبيا.
واتهم خليفة حفتر، المجلس الرئاسي بقيادة، فائز السراج، بإرتكاب العديد من الجرائم، وبالأخص في صبراته وصرمان، ونهبه لمقدرات البلاد، واعتبره خائن ومتأمر على الوطن، وبسببه خيم مناخ الخوف والرعب، وأكّد أن فرحة المجلس لن تدوم.
واستهل حفتر كلمته، بتوجيه نداء إلى الشعب الليبي الحرّ، وثم طالب الليبين أن يخرجوا ويسقطوا الاتفاق السياسي ونتائجه، وعليهم أن يختاروا من يروه مناسب لقيادة المرحلة القادمة، وأكّد أن القوات المسلحة، ستكون الضامن لحماية ما يختارون.
وبيّن حفتر أن الجيش هو الذي هزم الإرهاب في درنة وبنغازي، وأقصى البلاد والهلال النفطي، ووسط البلاد، وحقق المكاسب، وسيستمر النضال في محاربة الإرهاب حتى تحرير كافة التراب الليبي.
ودعا حفتر، الليبيين لاتخاذ القرار التاريخي بكل ثقة وحزم عبر مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والتنظيمات الاجتماعية والتعبير لتعود الأمور إلى مسارها الصحيح، وأشار إلى أن الجيش سيكون جاهزاً لتنفيذ قرار الشعب، النابع من الإرادة الحرة.
وختم حفتر كلامه، بقوله “المجد والخلود لشهدائنا، والخزي والعار على الخونة والعملاء إلى يوم الدين”
النص الكامل لبيان المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر:
بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها الشعب الليبي الحر
منذ انطلاق عملية الكرامة، التي أضحت ثورة خالدة بما أحدثته من تغيير جوهري، وشامل نحو واقع أفضل، قدمت قواتكم المسلحة، تضحيات جمى، من أجل تحرير البلاد من الإرهاب، تمثلت في قوافل من الشهداء، وآلاف الجرحى، الذين رووا بدمائهم الزكية أرضنا الطاهرة، بعد أن انتشر الارهاب في بلادنا انتشاراً واسعاً، مستهدفاً القضاء على ما تبقى من الجيش والمؤسسات الأمنية، لتتمكن تنظيماته من فرض سيطرتها على البلاد، فقامت بارتكاب أبشع الجرائم، في حق المواطنين، واغتيال النشطاء السياسيين والإعلاميين والحقوقيين، والقيادات الاجتماعية الوطنية، فخيم على بلادنا، في زمن الإرهاب البغيض، مناخ الخوف والرعب واليأس، وانهارت مؤسسات الدولة، وتحول المشهد في البلاد إلى فوضى عارمة، شملت كافي مناحي الحياة، ورغم ما تعرضت له قواتكم المسلحة، من تأمر وغدر وخيانة، باغتيال كوادرها، والاستيلاء على اسلحتها ومقدراتها، والعمل على تصفيتها وإلغاء دورها، إلا أنها رفضت الخنوع والاستسلام، وقررت المواجهة في ظروف قاسية واستجاب أبطالها لنداء الوطن، وأعلنت تحدياتها للإرهاب، بدعم شعبي منقطع النظير، ومساندة القوى الشبابية في كامل ربوع البلاد، فتمكنت بعون الله من التصدي للإرهاب وهزيمته، في بنغازي والهلال النفطي ودرنة ووسط البلاد، وأقاصي الجنوب، فنشرت الطمأنينة والأمن، وأعادت الحياة إلى طبيعتها، في كل المناطق المحررة، وهي اليوم تواصل ملحمة الكفاح داخل العاصمة، ليكون تحريرها تتويجياً لهذه المسيرة النضالية الظافرة.
إن قواتكم المسلحة وهي تخوض المعارك الضارية، لم تغفل عن إعادة بناء ذاتها واستعادة مقدراتها، واستكمال جاهزيتها، وهي فخورة اليوم بما وصلت إليه من وضوح العقيدة، وسلامة البناء ودقة التنظيم، وحجم التسليح، ومستوى التصميم والإرادة، عند قيادتها وضباطها وجنودها، ورغم ما حققته القوات المسلحة من مكاسب، بهزيمة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، وما صاحب ذلك من جهود مضنية، لبناء الجيش الوطني، وحماية مؤسسات الدولة وتحرير وحراسة موارد الشعب ومقدراته، إلا أن المشهد السياسي والوضع الاقتصادي، انحدر إلى أسوء حال، كنتيجة مباشرة لفساد ما يسمى بالمجلس الرئاسي، وارتكابه العديد من الجرائم، التي ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى في حق الوطن، فقد أدع الشرعية بالباطل، واستهان بكرامة المواطن، وفرط في سيادة الدولة، ودمّر اقتصادها، وأهدر ونهب أموال الشعب، وأفسد الذمم وأهمل التنمية، وتحالف مع مليشيات الإرهاب، وسخر موارد النفط لدعمها، بعد أن حررها ضباطنا وجنودنا الأشاوس، وافتدوها بأرواحهم ودمائهم الطاهرة، وجلب المرتزقة لمحاربة الجيش الوطني، حتى سقط في هاوية العمالة والخيانة، بدعوة المستعمر التركي البغيض، لاحتلال البلاد، وحماية مليشيات الإرهاب في العاصمة.
وها هو اليوم، يتفاخر بتبني ما ترتكبه تنظيمات الإرهاب من جرائم وحشية، في مدينتي صرمان وصبراتة، ودعمه اللا محدود لها، ما يعكس ارتباطه المباشر، بالإرهاب وتأمره على الوطن، ولكننا نبشره بأن فرحته، لن تدوم طويلاً.
أيها الليبيون الشرفاء الأحرار في كل مكان، إن هذا الوضع المأساوي، الذي بلغت معه معاناة الشعب ذروتها، لا يترك أمامكم أي خيار، سوى الإعلان بكل وضوح، عن إسقاط ما يسمى بالاتفاق السياسي، وما نتج عنه من تنصيب غير مشروع، لهذه العصابة العميلة، وأن تقرروا على الفور تفويض المؤسسة التي ترونها أهلاً، لقيادة المرحلة القادمة، وإدارة شؤون البلاد، وفق إعلان دستوري يصدر عنها، يضمن عبور هذه المرحلة بسلام، ويمهد لبناء الدولة المدنية، التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
ندعوكم جميعاً أيها الأحرار، لاتخاذ هذ القرار التاريخي، بكل ثقة وحزم، عبر المجالس المحلية ومؤسسات المجتمع المدني، وتنظيماته السياسية والاجتماعية والثقافية والنقابية والمهنية، والتعبير عن إرادتكم الحرة لتصحيح المسار، وإعادة الأمور إلى نصابها، ونطمأنكم بأن قواتكم المسلحة، ستكون في الموعد بكامل جاهزيتها، والضامن بعد الله، لتنفيذ قراركم، وأنها ستواصل نضالها حتى تحرير كامل التراب الليبي.
المجد والخلود لشهدائنا والخزي والعار على الخونة والعملاء إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.