حقيبة رمضان في مصر.. أبعاد سياسية للانتخابات المنتظرة
في ظل أقتراب انتخابات مجلسي النواب والشيوخ في جمهورية مصر نهاية العام الحالي، تستعد العديد من الأحزاب المصرية من أجل خوض هذه الانتخابات المرتقبة، وتجري الأستعدادت على قدم وساق من قبل الأحزاب من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات .
وتنشط هذه الأحزاب في الوقت الحالي بشكل كبير للغاية إذ تعمل بعضاً منها هذه الأيام على توزيع الحقيبة الرمضانية في الشارع العام المصري في بعض المدن الكبرى، وذلك من أجل كسب ود المواطن والحصول على الأصوات في نهاية الأمر .
وتقوم هذه الأحزاب بتوزيع حقيبة رمضان على الفقراء والمحتاجين من اجل كسب ودهم في نهاية العام الحالي في الانتخابات المرتقبة .
ومن ضمن الاحزاب التي تنشط في هذا الأمر في الوقت الحالي، هو حزب ” مستقبل الوطن” الحزب المحسوب على السلطة في البلاد .
رشوة سياسية
واعتبر مراقبون بأن هذه التحركات من أجل حقيبة رمضان تُعتبر “رشوة سياسية”، خصوصاً أن هذه الأحزاب لا تظهر في الشارع إلا بالتزامن مع موعد الانتخابات فقط .
ونبه عدد كبير من المراقبين إلى أن الكثير منها ليس له أي ظهير شعبي بين المواطنين، وتعتمد بشكل كلّي على دعم الأجهزة الأمنية في البلاد .
وأصبحت هذه الأجهزة هي التي تتحكم في قوائم الانتخابات النيابية، والأسماء المرشحة إليها، وذلك منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم في أعقاب الانقلاب العسكري .
ومن المتعارف عليه فإن حزب “مستقبل وطن” يضم بين قياداته العديد من رموز نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، على غرار نائب رئيس الحزب للشؤون البرلمانية، رجل الأعمال محمد أبو العينين، ومالك شركات حديد الجارحي، جمال الجارحي، ومؤسس مجموعة “عامر غروب” منصور عامر، وغيرهم من رجال الأعمال الذين يساندون النظام الحالي خلال أي أزمة، حمايةً لمصالحهم التجارية في المقام الأول .
دور مجتمعي
وعلى مدار الأيام الماضية، وزّع حزب “مستقبل وطن” حقيبة رمضان على بعض القرى الأكثر احتياجاً في محافظات الدلتا، تحت ذريعة “الدور المجتمعي للحزب في دعم أجهزة الدولة إزاء مواجهة فيروس كورونا .
وعمل الحزب على الوصول إلى محدودي الدخل، والمتضررين من الإجراءات الاحترازية للدولة من العمالة غير المنتظمة، على خلفية إغلاق التجمعات والأسواق العشوائية .
ويرى بعض أصحاب المتاجر في مصر، أن عملية شراء “حقيبة رمضان” من قبل الأحزاب أو رجال الأعمال، هي فرصة لتحريك حالة الركود في السوق المحلية جراء تداعيات فيروس كورونا .