حكومة البرهان تعلن تبنيها دعم جبهة تحرير تيغراي ومساعدتها في إنجاح قضيتها

في بداية العام ٢٠٢٢ تطور الوضع بسرعة في ظل الغارات الجوية لقوات الحكومة المركزية على منشآت المدفعية المزعومة للتيغراي، وتركز كثير من القتال المبكر في غرب تيغراي بالقرب من السودان وإريتريا، جنباً إلى جنب مع ارتفاع عدد الإصابات والقتلى. وهذا المشهد المتصاعد ربما يفرض تساؤلات بشأن خيارات السودان في التعامل مع حرب أهلية داخل جارة، يتشابك لديها كثير من المصالح والمنازعات، حيث يختلف المراقبون بشأن الموقف السوداني بين توطيد رأس ماله السياسي في المنطقة، من خلال الوساطة بين الأطراف المتنازعة، أو استغلال الموقف للحصول على مكاسب خاصة في نزاعها مع إثيوبيا بشأن مثلث الفشقة، حيث تشترك إثيوبيا والسودان في حدود مشتركة تزيد على1600 كيلو متر، تم رسمها من خلال سلسلة من المعاهدات بين أديس أبابا والقوى الاستعمارية السابقة، وحتى الآن لم يتم ترسيم هذه الحدود بشكل واضح.

وفي حين أن “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” حققت نجاحاً كبيراً الأسبوع الماضي في السيطرة على الأفراد والمعدات العسكرية والمعدات التي تحتفظ بها فرق القيادة الشمالية التابعة لقوة الدفاع الوطني الإثيوبي، فإن استمرار النجاح في حرب أهلية طويلة الأمد سيعتمد في النهاية على الدعم المقدم من السودان، بحسب محمد خير عمر، العضو السابق في جبهة التحرير الإريترية، والصحافي نزار مانيك، اللذين تحدثا في مقال بمجلة “فورين بوليسي” عن التحركات المحتملة للخرطوم باعتبارها ستحدد ما إذا كان الصراع في إثيوبيا سيظل شأناً محلياً أم حريقاً إقليمياً.

بعد أن تعددت اتهامات الحكومة الإثيوبية لحكومة البرهان بدعم جبهة تحرير تيغراي عسكريا، هاهو يعلنها البرهان مباشرة وبدون تلميحات بأنه يدعم قضية تيغراي ويقرر مد يد العون لجبهة تحرير تيغراي، ويأتي هذا بعد أن مضى تقريبا شهران على توقيع الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي اتفاقية سلام بعد معارك طاحنة دامت أكثر من عامين.
وبالنظر للأسباب التي ترى فيها الحكومة الإثيوبية أنها كافية لإتهام حكومة البرهان بالضلوع في زعزعة استقرار إثيوبيا، نجد أنها منطقية ومبنية على وقائع مستمدة من الواقع، فقضية سد النهضة ومنطقة الفشقة أكبر دافع لحكومة السودان لقيامها بدعم متمردي تيغراي، ناهيك عن استقبالها مئات الآلاف من لاجئي تيغراي وقوات حفظ السلام التي تنحدر قواتها من منطقة تيغراي.
وتجدر الإشارة أن السودان كانت قد استقبلت منذ اندلاع الصراع بين حكومة أبي ومتمردي تيغراي ما يقارب 1.6 مليون لاجئ بينهم 700 ألف طفل، فيما قدر عدد طالبي اللجوء من مقاتلي قوات حفظ السلام المنحدرة من تيغراي بأكثر من 500 مقاتل.
كما يجدر بالذكر أن السودان تقف في حلف واحد مع الحكومة المصرية التي هي الأخرى لا تخدمها اتفاقية السلام التي أبرمت بين الحكومة الإثيوبية ومتمردو تيغراي، وهو ما يعزز صحة كلام البرهان بأن بلاده ستقف في صف واحد مع جبهة تحرير تيغراي وستدعمها عسكريا.
وقد تم من قبل في شهر مارس الفارط توقيع اتفاق وقف إطلاق نار أيضا بين نفس طرفي النزاع ولكن تم خرقه في شهر أغسطس المنصرم من كلا الطرفين، وهو ما جعل العديد من الخبراء السياسيين يرجحون احتمال فشل اتفاق السلام الجديد أيضا، لأن الحكومة السودانية ستسعى بأي طريقة لإيجاد ثغرة لخرق هذه الإتفاقية من جديد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.