حكومة البرهان تعلن تبنيها دعم جبهة تحرير تيغراي ومساعدتها في إنجاح قضيتها

بنت الحكومة الإثيوبية فرضية دعم السودان لـ”جبهة تحرير تيغراي” على العلاقة المتوترة معها، وترحيب السودان باللاجئين التيغراي، وفي الاتجاه الآخر ملاحقة الجيش السوداني لعصابات “الشفتة” التابعة للقوات الفيدرالية الإثيوبية. وعليه، أصدر البرلمان الإثيوبي بياناً في مارس (آذار) 2021، صاغته لجنة مكلفة يفيد بأن “أعمال العنف بمنطقة متكل، دُعمت من قبل السودان ومصر”.

دخول الحكومة الإثيوبية في حرب قاسية مع قوات جبهة تيغراي، وتصنيفها من قِبل مجلس نواب الشعب الإثيوبي بأنها منظمة إرهابية، خولها لعكس المكاسب التي حققتها قوات تيغراي على الأرض إلى خسائر لإفقاد الجبهة الداعمين، ولجذب أطراف أخرى للنزاع إلى صفها باعتبارها المنتصرة. وهنا كانت إثيوبيا تتوقع أن ينحاز السودان إلى دعمها باعتبار أن سد النهضة سيعود بفوائد إلى السودان.. لكن حكومة البرهان ضعيفة ويد عبدالفتاح السيسي هو يحركها وقتما شاء واينما شاء.
بعد أن تعددت اتهامات الحكومة الإثيوبية لحكومة البرهان بدعم جبهة تحرير تيغراي عسكريا، هاهو يعلنها البرهان مباشرة وبدون تلميحات بأنه يدعم قضية تيغراي ويقرر مد يد العون لجبهة تحرير تيغراي، ويأتي هذا بعد أن مضى تقريبا شهران على توقيع الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي اتفاقية سلام بعد معارك طاحنة دامت أكثر من عامين.
وبالنظر للأسباب التي ترى فيها الحكومة الإثيوبية أنها كافية لإتهام حكومة البرهان بالضلوع في زعزعة استقرار إثيوبيا، نجد أنها منطقية ومبنية على وقائع مستمدة من الواقع، فقضية سد النهضة ومنطقة الفشقة أكبر دافع لحكومة السودان لقيامها بدعم متمردي تيغراي، ناهيك عن استقبالها مئات الآلاف من لاجئي تيغراي وقوات حفظ السلام التي تنحدر قواتها من منطقة تيغراي.
وتجدر الإشارة أن السودان كانت قد استقبلت منذ اندلاع الصراع بين حكومة أبي ومتمردي تيغراي ما يقارب 1.6 مليون لاجئ بينهم 700 ألف طفل، فيما قدر عدد طالبي اللجوء من مقاتلي قوات حفظ السلام المنحدرة من تيغراي بأكثر من 500 مقاتل.
كما يجدر بالذكر أن السودان تقف في حلف واحد مع الحكومة المصرية التي هي الأخرى لا تخدمها اتفاقية السلام التي أبرمت بين الحكومة الإثيوبية ومتمردو تيغراي، وهو ما يعزز صحة كلام البرهان بأن بلاده ستقف في صف واحد مع جبهة تحرير تيغراي وستدعمها عسكريا.
وقد تم من قبل في شهر مارس الفارط توقيع اتفاق وقف إطلاق نار أيضا بين نفس طرفي النزاع ولكن تم خرقه في شهر أغسطس المنصرم من كلا الطرفين، وهو ما جعل العديد من الخبراء السياسيين يرجحون احتمال فشل اتفاق السلام الجديد أيضا، لأن الحكومة السودانية ستسعى بأي طريقة لإيجاد ثغرة لخرق هذه الإتفاقية من جديد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.