حكومة الوفاق الليبية.. سيطرة استراتيجية على مناطق مهمة
قامت قوات حكومة الوفاق بالسيطرة على غالبية أجزاء مدينة صرمان، غرب العاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم الاثنين، وذلك بعد تقدمها باتجاه مدن الساحل الغربي للعاصمة، وأكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الاعلام الحربي لعملية “بركان الغضب” عبد المالك المدني التباع لـ حكومة الوفاق أن الاشتباكات لا تزال جارية وسط صرمان حتى اللحظة، مشيراً إلى أن البلدات الواقعة غرب مدينة الزاوية تم إحكام السيطرة عليها .
السيطرة على صبراته
وعلى ما يبدو فإن استهداف غرفة القيادة المركزية بصبراته بداية لعملية استرداد مدن الساحل الغربي للعاصمة الليبية طرابلس، إلا أن الخبير الأمني الليبي الصيد عبد الحفيظ، يرى أن العملية لن تنتهي إلا بالسيطرة على صبراته، باعتبارها مركز قوة اللواء المتقاعد خليفة حفتر عسكرياً واستراتيجياً.
وكانت قوات حفتر قد تقدمت في الآونة الأخيرة باتجاه المنفذ الحدودي مع تونس، ومدينة زوارة، بقصد إحكام سيطرتها على الساحل، لكن الهدف الرئيس يكمن في سيطرتها على مجمع مليتا للغاز”، باعتبار أن المجمع وميناء زوارة أبرز هدفين استراتيجيين على طول الساحل الغربي بالنسبة للعاصمة .
إفشال مخطط حفتر
لا شك أن وجود قوات الحكومة في صرمان يعني وجودها في صبراته لالتصاق المدينتين واتصالاهما ببعضهما، بأعتبار أن أهمية السيطرة كاملة على صبراته يعني بشكل أو بآخر إفشال مخطط حفتر الهادف للاقتراب من مجمع مليتا للغاز، الذي يُعدّ أكبر مجمعات انتاج الغاز في الشمال الأفريقي، والذي توليه أوروبا، لاسيما إيطاليا أهمية كبيرة جداً .
وهناك أهمية آخرى للمدينتين إذ أن السيطرة عليهما تُعدّ ضربة مباشرة لقوات حفتر في جنوب طرابلس، حيث أنه يعتمد عليهما لإمداد قواته بالمقاتلين في محاور مهمة، أبرزها محور طريق المطار الذي يستخدم فيه الكتائب السلفية القادمة من صبراته وصرمان .
كما أن اتجاه قوات الحكومة للسيطرة على مدن الساحل الغربي لطرابلس يهدف أيضاً إلى إفشال خطط حفتر الرامية إلى الاقتراب من المنافذ الغربية للبلاد، والسيطرة على صبراته وصرمان تعني أيضاً سقوط مدينة العجيلات المحاذية للمدينتين، والتي تشرف من جانب آخر بشكل مباشر على قاعدة الوطية الجوية، التي تُعدّ أهم تمركز لحفتر في الغرب الليبي .
هدوء يسبق العاصفة
وفي جنوب طرابلس ومحيط سرت يسود الهدوء كلّ محاور القتال في محيط المدينتين، وذلك بعد استعادة قوات الحكومة سيطرتها على بلدة أبو قريب، غرب سرت .
وكان مركز الاعلام الحربي التابع لقوات حفتر قد أكد في وقت سابق وصول أرتال وتعزيزات عسكرية إلى المناطق القريبة من الحدود الغربية مع تونس، وتحديداً إلى بلدة زلطن، تزامناً مع وصول تعزيزات أخرى إلى محاور القتال في محيط بلدة الوشكة، غرب سرت .
وحاولت قوات حفتر التسلل إلى بلدة أبوقرين، غرب سرت، أمس الأحد، في محاولة للسيطرة عليها، لكن قوات الحكومة نفذت عملية عكسية تمكنت خلالها من استرداد البلدة مساء الأمس .
وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، قد أكد أن عملية الاسترداد كانت وفق تكتيك عسكري تضمن انسحاباً موقتاً لقوات الحكومة من البلدة، قبل أن تطبق على مليشيات حفتر في عملية التفاف واسعة عليها داخل البلدة وفي محيطها، ما تسبب في مقتل العشرات وإصابة آخرين من قوات حفتر