حمدوك المخيب للامال.. سِيرة فاشل..!
- لا يعجبني اجترار سير (الباهتين) أمثال رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك؛ لقناعتي بأن تسويد المساحة بالحبر أجدى حيال قضية أهم.. فهو ليس قضيتنا المُلِحة حالياً ونحن نواجه (كوم العصابة المسلحة) التي تحكم الخرطوم الآن..!
- آنفاً.. كتبنا عن حمدوك وخيباته بما يكفي.. وليس هنالك جديد نضيفه في أمره.. لكن الأقدار تفرضه على الأخبار من حين لآخر.. فيعود أهل العواطف الخربة لمدحه بالعبارات المحفوظة؛ ويفرضونه بالخيال المريض كأنه بطل.. وهو (الفاشل) بصريح العبارة؛ كما تؤكد الشواهد التي لا تقبل المغالطات.. وقد كنا نتمنى نجاحه لنرفع له (طواقينا) بحب.. ولكن…!
- خلال الأيام الماضية سرى طرب (الحمداكة) بمواقع التواصل على إثر (الإشاعات ــ التكهنات) التي تقول أنه عائد لرئاسة الوزراء (لا أظن أن ذلك سيحدث).. فلو صدقت الأقاويل أو لم تصدق سيظل حمدوك أحد نكبات ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة بضعفه القاتل أمام سطوة العسكر المجرمين.. ولو أتت به الأقدار مرة أخرى فلا يُعقل أن تكون التجربة قد أضافت لبروده الطبيعي (حرارة)..!
- قطعاً.. لا أحد سينكر له بعض النجاحات في ملفات خارجية؛ حتى لو كانت (صفقات!!) فهي تُحسب له؛ بالنظر إلى حال السودان الذي أهلكه الحصار الطويل؛ وصار كالأجرب وسط الدول بسبب وجود التنظيم الإسلاموي الإرهابي النَّهاب..! لكن في مقابل ذلك أهان حمدوك نفسه مرات عديدة بهوانه ــ الداخلي ــ مع العسكر.
- غالبية الشعب كانوا يرونه (المُنقِذ) للبلاد في البدايات.. فخاب ظنهم مرات عديدة؛ آخرها حين اشتغل منقذاً ــ بالفعل ــ لإنقلاب البرهان والجنجويد بعودته لحضنهم في 21 نوفمبر2021م؛ أي بعد أقل من شهر على الإنقلاب.. وقبلها كان منقذاً للقتلة حين اختار على رأس لجنة التقصي في مجزرة القيادة العامة (نبيل أديب) بكل تاريخه المكشوف للملأ..! وكان حمدوك مثل (لوح الثلج) كما وصفته مرات عديدة؛ وهو لا يتفاعل تجاه القضايا الخطيرة مثل قضايا الشهداء والمفقودين؛ بالإضافة إلى الجثث التي فاضت في (المشارح) وأغضبت الملايين.
- علام (يهللون) لحمدوك في هذه الأيام؛ وكأنه ظهر بالفعل (كمؤسس عظيم) إبان توليه منصب رئيس الوزراء..؟! ما الذي يجبر المادحين على الطرب بذكر حمدوكهم (الفاشل) بشهادة كل الوقائع المتاحة؟ وهو في الحقيقة (مهذب) لكن الشعب لم يكن يريده (نسيب)!! كان طموح الشعب أن يكون المذكور رجل دولة حقيقي (كامل الهيبة) وقد توفرت له سانحة لهذا الدور لم تتوفر لأحد من قبله.
- علينا أن نرتقي بأفكارنا وتطلعاتنا من الهوامش إلى المتون.. فحمدوك (المؤدب) لا ينبغي أن يهمنا إذا عاد مرة أخرى لمنصبه أو لم يعد.. بل علينا الإهتمام بحمدوك الفاشل المخيِّب للآمال.
- عثمان شبونة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.